الأقباط متحدون - الكاردينال كوفاكاد في مومباي: الحوار بين الأديان حجّ رجاء نحو الله والإنسان
  • ١٨:٣٢
  • الثلاثاء , ٧ اكتوبر ٢٠٢٥
English version

الكاردينال كوفاكاد في مومباي: الحوار بين الأديان حجّ رجاء نحو الله والإنسان

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٥٤: ٠٢ م +03:00 EEST

الثلاثاء ٧ اكتوبر ٢٠٢٥

الكاردينال كوفاكاد
الكاردينال كوفاكاد

محرر الأقباط متحدون
شارك عميد الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد في لقاء نظمته أبرشية مومباي الهندية لمناسبة السنة اليوبيلية، وألقى كلمة للمناسبة سلط فيها الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الأديان مجتمعات اليوم، لافتا إلى أنها تساهم في بناء الجسور بين الأشخاص المنتمين إلى معتقدات وثقافات وتقاليد مختلفة. وتحدث نيافته أيضا عن أهمية التلاقي والمقاسمة والسير معاً كركيزة لاستنبات حوار ناضج.

اللقاء الذي نظمته لجنة الحوار بين الأديان التابعة لأبرشية مومباي عُقد تحت شعار "حجاج رجاء" وشهد مشاركة حوالي ألف شخصية تمثل الديانات المسيحية، اليهودية والبوذية والإسلام والسيخ. قال المسؤول الفاتيكاني – في مداخلته – إن مسيرة الحوار هي بمثابة رحلة حج يقوم بها الأشخاص بغض النظر عن التقاليد الدينية التي ينتمون إليها، وتتضمن ديناميكيات ونوايا روحية مشابهة، ويبحث فيها الإنسان عن التنقية الداخلية واللقاء مع الله. أضاف نيافته أنه خلال مسيرة الحج ثمة رغبة في مقاسمة الخبرات الدينية العميقة، وفي إطار هذه المقاسمة يكتشف الأشخاص السائرون في هذه الدرب انتماءً مشتركاً يولد التعزية والشجاعة والتحفيز من أجل الاستمرار في طريق الحياة برجاء وأمل متجددين.

بعدها توقف الكاردينال كوفاكاد عند الإعلان المجمعي "في عصرنا"، بشأن علاقة الكنيسة الكاثوليكية مع الديانات الأخرى الذي تصادف في الثامن والعشرين من تشرين الأول أكتوبر الجاري الذكرى السنوية الستون لصدوره. وقال نيافته إن هذه الوثيقة أرست الأسس الكفيلة بنمو الحوار بين الأشخاص المنتمين إلى مختلف الديانات، وتضمنت مبادئ جمعت بيننا وسمحت لنا بالعمل بروح الأخوة والصداقة والوحدة والتضامن من أجل خير البشرية جمعاء.

هذا ثم عاد المسؤول الفاتيكاني ليتحدث عن موضوع الحج، ولفت إلى أول زيارة رسولية يقوم بها حبر أعظم إلى الهند، في إشارة إلى زيارة البابا الراحل بولس السادس لمدينة مومباي، بومباي سابقاً، في كانون الأول ديسمبر من عام ١٩٦٤، عندما أكد البابا مونتيني أننا جميعنا حجاج نسير في درب البحث عن الله، وشدد أيضا على أن الإنسان مدعو للقاء مع الإنسان الآخر، كأخوة وأخوات، وكأبناء للإله الواحد. وفي هذا السياق يتمكن الأشخاص من العمل معاً، في إطار التفاهم والصداقة، من أجل بناء مستقبل مشترك للجنس البشري.  

تابع الكاردينال كوفاكاد كلمته متوقفاً عند موضوع الحوار ما بين الأديان، وقال إن الديانات تعلّمنا كيف نعبّر عن المحبة والرأفة والمغفرة والرحمة مع بعضنا البعض. وذكّر بأن البابا لاون الرابع عشر أكد أن الديانة، وفي صلبها، ليست مصدراً للصراع بل هي ينبوع للشفاء والمصالحة. ولفت إلى أن الديانات وبفضل مواردها الروحية والخلقية، كما يؤكد الإعلان المجمعي "في عصرنا"، تلعب دوراً بالغ الأهمية على صعيد بناء الجسور بين الأشخاص المنتمين إلى معتقدات وثقافات مختلفة. كما أنها مدعوة لزرع بذور الرجاء وتعزيز السلام بواسطة العدالة والأخوة ونزع السلاح والاعتناء بالخليقة. وأضاف أن الحوار والتعاون بين الأديان يلعبان دوراً فريداً في مجال بناء الأخوة والصداقة الاجتماعية بين الشعوب، وتعزيز عمل مشترك لصالح التناغم وتمتين التزام الأشخاص من أجل قضية السلام.

لم تخل كلمة نيافته من الحديث عن السياق العالمي الراهن اليوم، حيث يسود الشعور بالاستسلام وبالإحباط فيما يتعلق ببناء مستقبل مشترك للبشرية، هذا فضلا عن انتشار انعدام التسامح والتمييز واللامبالاة والظلم والفساد ومحاباة الأقارب، والبطالة، ناهيك عن العنف الذي يمارس أحياناً كثيرة باسم الله وباسم الدين. وختم عميد الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان مداخلته مشيرا إلى أن اللقاء الذي نظمته أبرشية مومباي الهندية يحثنا اليوم على أن نكون حجاج رجاء، كما طلب منا البابا فرنسيس، لكي نحمل الرجاء إلى الأشخاص الذين فقدوه، لاسيما إلى الفقراء والمتألمين والمهمشين وضحايا التمييز والمضطهدين والضعفاء في المجتمع.