الأقباط متحدون - البابا لاون يشجع أعضاء الحرس السويسري على البقاء أمناء للإنجيل وللقيم الأساسية للإيمان المسيحي
  • ٢٣:٢٤
  • الجمعة , ٣ اكتوبر ٢٠٢٥
English version

البابا لاون يشجع أعضاء الحرس السويسري على البقاء أمناء للإنجيل وللقيم الأساسية للإيمان المسيحي

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٢٠: ٠٢ م +03:00 EEST

الجمعة ٣ اكتوبر ٢٠٢٥

الحرس السويسري
الحرس السويسري

محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا لاون الرابع عشر هذا الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء الحرس السويسري لمناسبة أداء عدد من المنتسبين الجدد قسم اليمين ووجه لهم كلمة شدد فيها على أهمية الخدمة التي يؤدونها، مشجعا إياهم على البقاء أمناء للإنجيل وللقيم الأساسية للإيمان المسيحي.

استهل الحبر الأعظم خطابه مرحباً بضيوفه وعائلاتهم وقال إنه منذ بداية حبريته أدرك أنه بإمكانه أن يتعمد على خدمتهم الأمينة التي يقومون بها بحماسة وتضحية كبيرتين. ولفت إلى أنه يود الإفادة من الاحتفال التقليدي لتأدية قسم اليمين من قبل المنتسبين الجدد لهذا السلاح كي يعبّر للجميع عن امتنانه الكبير على تفانيهم والتزامهم، موضحا أن البابا يستطيع أن يؤدي خدمته للكنيسة والعالم وهو واثق بأن هناك من يسهر على أمنه وسلامته.

بعدها ذكّر البابا بأن ضيوفه ينتمون إلى مختلف المناطق السويسرية، مع تعدد الثقافات واللغات والتقاليد. ومع ذلك إنهم مدعوون لتشكيل جهاز واحد، ولإقامة علاقات متينة وسليمة من الصداقات فيما بينهم. لأن أيا منهم لا يستطيع أن يحقق شيئاً بمفرده. إذ ثمة حاجة لبعضهم البعض كي يتعلموا ويتقدموا ويخدموا في عالم يعاني من الانقسامات والانعزال.

وذكّر البابا في هذا السياق بأن مبادئ الإحسان والنزاهة والتضامن والاحترام المتبادل تشكل الركائز التي تُبنى عليها الحياة المتناغمة. كما يستطيع كل واحد أن يكون نموذجاً للآخرين بفضل أقواله وسلوكه، ومحبته وإيمانه، كما أن أعضاء الحرس السويسري يشكلون رسالة من أجل الوحدة بالنسبة للكوريا الرومانية كلها.

تابع لاون الرابع عشر كلمته مشيرا إلى أن مدينة روما، وما تحمله من كنوز وغنى، تقدم لضيوفه مسيرة رائعة بفضل تاريخها، ليس على صعيد الفنون وحسب، إنما أيضا على صعيد الإيمان المسيحي، بدءا من الشهود الأوائل الذين تبعوا المسيح، وصولا إلى حد التضحية بحياتهم أحياناً كثيرة. وحثّ أعضاء الحرس السويسري على الإفادة من تواجدهم في المدينة الخالدة من أجل تنمية حياتهم الداخلية، وسط ضجيج المجتمع، وذلك بغية تمتين علاقتهم مع الرب، كما أوصى القديس أغسطينس قائلا "لا تخرج من ذاتك، بل عُد إلى ذاتك، فالحقيقة تسكن في الإنسان الداخلي".

هذا ثم توجه الحبر الأعظم إلى العناصر الجدد مشيرا إلى أنهم، ومن خلال أداء قسم اليمين، يبدأون مرحلة جديدة من حياتهم، وشجعهم على عيش هذه الرسالة بقناعة وعلى التعلم في مدرسة المسيح المتواضع والمطيع. وأضاف أن العديد من هؤلاء سيعودون إلى وطنهم، سويسرا، بعد الانتهاء من خدمتهم الجيدة والوفية للكرسي الرسولي، وسيُشرع أمامهم الباب نحو إمكانات كثيرة. وقال إن بعضهم سيتابعون دراساتهم، فيما سيدخل آخرون عالم العمل، وربما تكون قد نضجت لدى أحدهم الدعوة إلى الحياة الكهنوتية، وقد يقرر البعض القيام بجولة حول العالم قبل اتخاذ قرار نهائي. وأكد البابا في هذا السياق أنه مهما كانت القرارات التي سيتخذونها، لا بد أن يتذكروا أن الخبرة التي اكتسبوها في الكوريا الرومانية ستساعدهم على مواجهة التغيّرات بثقة، محافظين على النظرة الكونية التي تميّز المؤمن المسيحي.

مضى لاون الرابع عشر إلى القول: عديدة هي التحديات التي ينبغي أن يواجهها جيلكم، وهي مرتبطة بقضايا بيئية، بالتبدلات الاقتصادية، التوترات الاجتماعية، والثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، ووقائع أخرى معقدة تتطلب من الإنسان تمييزاً وحساً بالمسؤولية. واعتبر أن إقامتهم في روما يمكن أن تساعدهم على النضوج أيضا في مجالات الحياة الاجتماعية هذه.

وشجع البابا ضيوفه على البقاء أمناء للإنجيل وللقيم الأساسية لإيمانهم المسيحي التي جعلت منهم أشخاصا معمدين مقتنعين بخياراتهم. وتمنى أن يتمكن أعضاء الحرس السويسري، خلال هذه السنة المقدسة، من أن يكونوا رسلاً للرجاء وسط الأشخاص الذين يلتقون بهم، وذلك بفضل شهادتهم البسيطة. وأمل البابا بريفوست أيضا أن تنير حياتَهم شعلةُ الرجاء، وأن تمنحهم الجرأة كي يساهموا في بناء حضارة المحبة.

في ختام كلمته إلى أعضاء الحرس السويسري أكد الحبر الأعظم أنه يصلي من أجل الحاضرين، موكلا إياهم إلى شفاعة العذراء مريم الوالدية، وإلى حماية القديسَين شفيعي هذا السلاح الفاتيكاني، مارتينوس وسيباستيانوس. هذا ثم منح البابا ضيوفه وعائلاتهم وأصدقاءهم فيض بركاته الرسولية.