
البابا لاوُن: لنعمل معًا كإخوة للدفاع عن السلام والعدالة
محرر الأقباط متحدون
١٢:
٠٨
م +03:00 EEST
الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في رسالة الفيديو لنيته للصلاة لشهر تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٥ يدعو البابا لاون الرابع عشر، للصلاة لكي نتمكن نحن المؤمنين من تقاليد دينية مختلفة من العمل معًا للدفاع عن السلام والعدالة والأخوة الإنسانية وتعزيزهم
صدرت عصر الثلاثاء ٣٠ أيلول سبتمبر ٢٠٢٥، رسالة الفيديو للبابا لاوُن الرابع عشر لنيته للصلاة لشهر تشرين الأول أكتوبر التي يتم بثها شهرياً من خلال شبكة الصلاة العالمية للبابا والتي يدعو قداسة البابا فيها هذا الشهر للصلاة لكي نتمكن نحن المؤمنين من تقاليد دينية مختلفة من العمل معًا للدفاع عن السلام والعدالة والأخوة الإنسانية وتعزيزهم.
قال البابا لاوُن الرابع عشر أيها الربّ يسوع، أنتَ الذي في التنوع تبقى واحدًا، وتنظر بمحبة إلى كل إنسان، ساعدنا لكي نتعرف بعضنا على بعض كإخوة وأخوات، مدعوّين لكي نعيش ونصلّي ونعمل ونحلم معًا. نحن نعيش في عالم مليء بالجمال، وإنما تجرحه أيضًا انقسامات عميقة. وأحيانًا بدلاً من أن توحّدنا، تصبح الأديان، سببًا للنزاع. أعطنا روحك لكي يطهّر قلوبنا، لكي نستطيع أن نتعرّف على ما يوحّدنا، ومن هناك أن نتعلّم أن نُصغي من جديد وأن نتعاون من دون أن نُدمِّر. لتكن الأمثلة الملموسة للسلام، والعدالة، والأخوّة في الديانات إلهامًا لنا لكي نؤمن أنه من الممكن أن نعيش ونعمل معًا رغم اختلافاتنا. ولْتكن الأديان لا أسلحة ولا جدران، بل جسورًا ونبوءة: تحقق حلم الخير العام، وترافق الحياة، وتعضد الرجاء، وتصبح خميرة وحدة في عالم مجزّأ. آمين.
نُشر اليوم "فيديو البابا" لشهر تشرين الأول أكتوبر الذي يقدّم فيه البابا لاوُن الرابع عشر نيته للصلاة: لنصلِّ لكي نتمكن نحن المؤمنين من تقاليد دينية مختلفة من العمل معًا للدفاع عن السلام والعدالة والأخوة الإنسانية وتعزيزهم". هذه المبادرة – التي يسلّمها الحبر الأعظم شهريًا إلى شبكته العالمية للصلاة – تأتي في زمن تطبعه النزاعات والاستقطابات، حيث يُستَخدم الدين أحيانًا كذريعة للمواجهة. لكن البابا يدعو إلى إعادة اكتشاف الدين كـ جسر للأخوّة وقوّة للمصالحة.
إنّ المعنى العميق للصلاة التي قرأها البابا لاوُن الرابع عشر هو أن التعاون بين المؤمنين ليس مهمة تُترك لللاهوتيين والخبراء فقط، بل هو التزام ملموس ويومي يطال كل واحد منا. فالبابا يصلّي لكي "نتعرف بعضنا على بعض كإخوة وأخوات، مدعوّين لكي نعيش ونصلّي ونعمل ونحلم معًا"، ويطلب الروح القدس لكي "نتعرّف على ما يوحّدنا" و"نتعاون من دون أن نُدمِّر". ويؤكد أنّ التقاليد الدينية المختلفة مدعوة لأن تكون "خميرة وحدة في عالم مجزّأ"، ويذكِّر بأن العكس يحدث أحيانًا: "فبدلاً من أن توحّدنا، تصبح الأديان سببًا للنزاع". ومن هنا يأتي النداء إلى جميع المؤمنين، مسيحيين وغير مسيحيين: لا يجوز استخدام الأديان كأسلحة أو جدران، بل ينبغي أن تُعاش كجسور ونبوءة، مستشهدًا بـ "الأمثلة الملموسة للسلام، والعدالة، والأخوّة الموجودة".
ويقدّم الفيديو هذه الأمثلة الملموسة من خلال الجمع بين لحظات "رسمية" ومبادرات "محلية": من جهة المحطات التاريخية للحوار بين الأديان: اللقاء التاريخي الذي دعا إليه القديس يوحنا بولس الثاني في أسيزي عام ١٩٨٦؛ زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى كنيس روما عام ٢٠١٠؛ توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية في أبوظبي عام ٢٠١٩ في حبريّة البابا فرنسيس؛ وصولاً إلى اللقاءات المسكونية الأخيرة التي عقدها البابا لاوُن الرابع عشر في الفاتيكان. ومن جهة أخرى، تذكرنا نية الصلاة لهذا الشهر بأن الحوار بين الأديان لا يقتصر على لقاءات القادة. لذلك، تسلط صور الفيديو الضوء على الخبرات التي يتم تنظيمها على المستوى المحلي أو من قبل الكيانات الكنسية، مثل اللقاء بين الأديان الذي نظمته كاريتاس وأبرشية سنغافورة في نيسان أبريل ٢٠٢٥ بمناسبة يوم الأرض، أو حدث "عائلة بشرية واحدة" الذي نظّمته حركة فوكولاري بين شهري أيار مايو وحزيران يونيو ٢٠٢٤. وهما علامتان حديثتان وملموستان لحوار يتحول إلى قرب وثقة وتعاون يومي.
تأتي نيّة الصلاة هذه بمناسبة الذكرى الستين لإعلان "في عصرنا" الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي غيّر علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالأديان الأخرى، وفتح مسارات للحوار والاحترام والتعاون. وبالتالي فإنّ نشر فيديو البابا يفتتح شهرًا من المبادرات للتأمل في إرث هذا الإعلان في المجتمع المعاصر. لعشر سنوات خلت، وفي الذكرى الخمسين لإعلان "في عصرنا"، شدّد البابا فرنسيس على آنيّته مذكّرًا بأن طريق الحوار يتطلّب معرفة واحترامًا وتقديرًا متبادلاً، وأن العالم ينظر إلى المؤمنين طالبًا منهم إجابات فعّالة حول السلام، والجوع، والفقر، والأزمة البيئية، والعنف – ولا سيما العنف المرتكب باسم الدين. وأكّد حينها أن المؤمنين لا يملكون "وصفات" جاهزة لكل المشاكل، لكنهم يملكون كنزًا عظيمًا: الصلاة، التي يستقون منها وفق تقاليدهم الخاصة.
"إنّ موضوع الحوار بين الأديان هو حاضر بشكل متكرّر ومهم في نوايا الصلاة البابوية"، أوضح الأب كريستوبال فونيس اليسوعي، المدير الدولي لشبكة الصلاة العالمية للبابا، مذكّرًا أن "ذلك قد حصل مرارًا على مدى السنوات الماضية في شهر كانون القاني يناير بالتزامن مع اليوم العالمي للسلام. ففي ٢٠١٦ صلّينا لكي "يثمر الحوار الصادق بين رجال ونساء الأديان المختلفة سلامًا وعدالة"؛ وفي ٢٠٢٠ "لكي يعزّز المسيحيون وأتباع الديانات الأخرى وأصحاب النوايا الحسنة السلام والعدالة في العالم"؛ وفي ٢٠٢١ "لكي يمنحنا الرب النعمة لنعيش الأخوّة الكاملة مع الإخوة والأخوات من الديانات الأخرى، من خلال الصلاة من أجل بعضنا البعض والانفتاح على الجميع". وهكذا، تندرج نية الصلاة لشهر تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٥ في هذا المسار، كشهادة على مسيرة - مسيرة الحوار - الذي يحظى باهتمام كبير لدى الباباوات".
ويتابع الأب فونيس: "إن اللقاءات بين قادة الأديان المختلفة تتصدر الأخبار دائمًا، وهذا أمر طبيعي، لأنها تبعث الرجاء في وقت يهدد فيه إغراء الصراع ضرورة اللقاء. لكن الصلاة التي قرأها البابا لاون الرابع عشر هذا الشهر تخبرنا أن التعاون يُبنى أيضًا عندما لا يتصدر الأخبار، أي في الحياة اليومية: الاعتراف ببعضنا البعض واحترام بعضنا البعض، والتعلم من بعضنا البعض، والصلاة معًا من أجل الإنسانية، والدفاع عن السلام وتعزيزه في الأماكن التي نعيش فيها. إنها أنماط حياة يومية يمكننا جميعًا أن نختارها: البحث عن ما يوحدنا والعمل من أجل الخير العام جنبًا إلى جنب مع إخوة وأخوات من مختلف الأديان. وهكذا يصبح المؤمنون صناع سلام وأخوّة. إنّ فيديو البابا لشهر تشرين الأول أكتوبر يدلنا إلى الدرب: الاعتراف بكرامة كل شخص، والدفاع عن العدالة، وزرع السلام".
الكلمات المتعلقة