الأقباط متحدون - مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في كازاخستان.. صوت مشترك في عالم يواجه أزمات إنسانية وتكنولوجية وأخلاقية متسارعة
  • ٢٠:٢٥
  • السبت , ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥
English version

مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في كازاخستان.. صوت مشترك في عالم يواجه أزمات إنسانية وتكنولوجية وأخلاقية متسارعة

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥

مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في كازاخستان
مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في كازاخستان

كتب - محرر الاقباط متحدون 
في لحظة تاريخية يتعانق فيها صوت الإيمان مع نداء الإنسانية، احتضنت العاصمة الكازاخية أستانة في السابع عشر والثامن عشر من سبتمبر/أيلول 2025 أعمال المؤتمر الثامن لقادة الأديان العالمية والتقليدية، حيث اجتمع أكثر من مئة وفد من ستين دولة تمثل الديانات الكبرى في مشهد روحي ودبلوماسي نادر يجسد وحدة التنوع. لم يكن اللقاء مجرد مناسبة بروتوكولية، بل منبراً عالميًا للتأمل والعمل المشترك، حيث تصدّر النقاش قضايا حيوية تمسّ حاضر البشرية ومستقبلها: حماية المواقع الدينية، مواجهة خطاب الكراهية، دور الإيمان في التنمية المستدامة، وإشكاليات الذكاء الاصطناعي في عصر الرقمنة المتسارع. وبين كلمات الرؤساء والبطاركة والأئمة والحاخامات والزعماء الروحيين، ارتسمت صورة عالم يسعى إلى أن يجعل من الدين قوة للسلام والعدل وصون الكرامة الإنسانية، لا ساحةً للانقسام أو الصراع

الحضور الدولي
شارك في المؤتمر أكثر من 100 وفد من 60 دولة، ممثلين عن الديانات الكبرى: الإسلام، والمسيحية، والبوذية، واليهودية، والهندوسية، والطاوية، والزرادشتية، والديانة الشنتوية. وكان من أبرز المشاركين قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وفقا لصفحة الأخبار المسكونية.

شهد اليوم الأول انعقاد الجلسة الثالثة والعشرين للأمانة العامة برئاسة رئيس مجلس الشيوخ ماولن أشيمباييف، إلى جانب جلسة خاصة لتحالف الأمم المتحدة للحضارات حول حماية دور العبادة. أما الجلسة العامة فقد انعقدت تحت عنوان: “حوار الأديان: تآزر من أجل المستقبل”.

كما تضمّن البرنامج حفلاً لتوزيع جائزة أستانة الدولية للحوار بين الأديان، وأوسمة الشرف التي تمنحها الدولة، إلى جانب ميدالية الشرف الخاصة بالمؤتمر. وتم أيضاً تكريم شخصيات جديدة بلقب سفراء النوايا الحسنة للمؤتمر.

جلسات المؤتمر ومحاوره

توزّعت أعمال المؤتمر على أربع جلسات رئيسية:

1. دور الأديان في توحيد الإنسانية.
2. الإيمان كعامل للتنمية المستدامة.
3. مكانة القيم الروحية في العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.
4. إمكانات الأديان في مواجهة التطرف وبناء السلام.

كما عُقدت جلسة خاصة لتحالف الأمم المتحدة للحضارات حول حماية دور العبادة، بالإضافة إلى اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر

كلمة الرئيس توكاييف
ترأس الجلسة الافتتاحية الرئيس قاسم-جومارت توكاييف، الذي أعرب في كلمته الترحيبية عن اعتزازه الكبير باستضافة بلاده لهذا اللقاء الروحي العالمي. وأكد أنّ “دروس الماضي ينبغي أن تحفّزنا على حوار بنّاء ومنفتح”، مشيراً إلى التحديات والنزاعات التي يواجهها العالم اليوم، ومثنياً على الدور البارز للزعماء الدينيين في نشر التسامح والوئام بين الشعوب.

كلمة البابا لاون الرابع عشر
في خطابه أمام المؤتمر، شدّد قداسة البابا لاون الرابع عشر على أن الحوار بين الأديان هو استجابة ضرورية لانقسامات وصراعات العصر. وشرح أنّ “التآزر” يعني العمل المشترك بين البشر ومع الله، انطلاقاً من روح التضامن والمسؤولية تجاه بعضنا البعض كأفراد في العائلة الإنسانية الواحدة.

وأكد أنّ التعاون بين الأديان لا ينبغي أن يطمس الفوارق، بل أن يحتضن التنوع باعتباره مصدر غنى متبادل، مشيراً إلى تقدير الكنيسة الكاثوليكية لكل ما هو “حق ومقدّس” في الديانات الأخرى. وأضاف قائلاً:

 “حينما يقف القادة الدينيون معاً للدفاع عن أضعف فئات المجتمع، أو يغرسون شجرةً للعناية ببيتنا المشترك، أو يرفعون صوتاً موحداً من أجل كرامة الإنسان، فإنهم يشهدون للحقيقة التي مفادها أنّ الإيمان يوحّد أكثر مما يفرّق”.

التحديات الرقمية و الموقف الديني من الذكاء الاصطناعي
انعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار: “حوار الأديان: تآزر من أجل المستقبل”، وناقش تأثير التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي على الدين في عالم يزداد رقمنة.

وفي كلمته، شدّد الرئيس توكاييف على أن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والهندسة الحيوية تغيّر المجتمعات بسرعة تفوق تطور الأطر الأخلاقية والقانونية. وقال:

“أنا مقتنع بأن القيم والمُثل الأخلاقية الكونية يجب أن تُدرج في نقاش مستقبل البشرية الرقمي. فالتكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة الإنسان”.

ودعا إلى إنشاء هيئة عالمية تُعنى بالأبعاد الأخلاقية للذكاء الاصطناعي وتضع قوانين دولية تنظم تطويره واستخدامه. وأوضح قائلاً:

“إننا نتحدث عن نوع من الوصايا الخاصة بالخوارزميات، أي تلك التي تفرض احترام كرامة الإنسان وعدم التمييز عند اتخاذ قرارات مصيرية في حياة البشر”.

حذّر بعض العلماء من أن يلجأ الناس بشكل متزايد إلى الذكاء الاصطناعي لطلب الفتاوى أو الاستشارات الدينية، معتبرين أنّ هذا قد يقود إلى نتائج سلبية خطيرة.

وقال الباحث كينشيليك تِشكانولي إن الاعتماد على إجابات آلية في القضايا الإيمانية يشكّل خطراً على وعي المتدينين. أما اللاهوتي نورلان بايجيغيتوف فأكد أنّ رجال الدين لا يمكن استبدالهم، لأنهم وحدهم يملكون التعاطف والفهم والمعرفة الدينية العميقة الضرورية للإرشاد الروحي.

وفي المقابل، أقرّ بايجيغيتوف بالفوائد العملية للتكنولوجيا، مشيراً إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يُستخدم بالفعل في بعض المساجد لمتابعة الحضور وجمع البيانات، وأنه “متطلب من متطلبات العصر” لتسهيل الوصول إلى المعلومات الدينية.

مجلس كنائس الشرق الأوسط: حماية المواقع الدينية وتجريم خطاب الكراهية أولوية إنسانية
في إطار مشاركته الفاعلة بأعمال المؤتمر الثامن لقادة الأديان العالمية والتقليدية في أستانا، أكّد مجلس كنائس الشرق الأوسط من خلال أمينه العام البروفسور ميشال عبس التزامه العميق بالدفاع عن قدسية المواقع الدينية وضرورة مواجهة خطاب الكراهية، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لحماية الذاكرة الروحية المشتركة للبشرية وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.

حيث خلال انعقاد الجلسة الخاصة بعنوان «حماية المواقع الدينية: تأملات ودعوة للعمل»، شدّد الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس على أن حماية دور العبادة والمواقع الدينية تمثل التزامًا أخلاقيًا وقانونيًا وليست امتيازًا لفئة دون أخرى، إذ تُشكّل هذه المواقع «جزءًا من الذاكرة الروحية المشتركة للبشرية».

وقال عبس محذرًا: «اندثار هذه المواقع يعني محو فصلٍ من الذاكرة الجماعية»، داعيًا إلى صونها كذاكرة تربوية وثقافية للأجيال المقبلة.

وربط بين الاعتداء على دور العبادة وخطاب الكراهية وشيطنة الجماعات الدينية من جهة، وبين مقدمات الإبادة الجماعية والعرقية من جهة أخرى، واصفًا هذه الممارسات بأنها «تجليات لثقافة مشوّهة تنكر كرامة الآخر وحقوقه».

وأكد أنّ «احترام حرية الدين والمعتقد جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان»، داعيًا إلى تجريم خطاب الكراهية والتحريض الديني، وتفعيل آليات للرصد والإنذار المبكر خصوصًا عبر المنصات الرقمية.

كما دعا إلى تطبيق خطة الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية (2019) وقرار الجمعية العامة بشأن تعزيز ثقافة السلام، وتحويل المبادئ الأممية إلى «سياسات وطنية واضحة وخطط عملية لإدارة المخاطر والوقاية».

وطرح آليات تنفيذية شملت:
● تأسيس فرق عمل متعددة القطاعات،
● إنشاء سجل وطني وإقليمي للمعالم المهددة،
● إطلاق حملات توعية رقمية وإعلامية،
● تطوير المناهج لتضمين التاريخ والتراث المشترك،
● وتخصيص ميزانيات واضحة لحماية المواقع الدينية.

🔹 وفي ختام كلمته، شدّد عبس على أنّ «الدبلوماسية الروحية، متى التقت بالإرادة السياسية والمرجعية الحقوقية، تتحوّل إلى خط الدفاع الأول ضد التطرف العنيف»، داعيًا إلى إصدار إعلان مشترك من المؤتمر يتضمن خطوات وجداول زمنية واضحة لحماية التراث الروحي والإنساني.

الأزهر في قمة أستانا: الحوار الثقافي والديني ميثاق جديد لحماية كرامة الإنسان
حيث وقد ألقى أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، كلمة مؤثرة حملت عنوان «الحوار الثقافي والديني المعاصر»، مؤكدًا أن الحوار لم يعد ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية لبقاء الإنسان وحماية كرامته.

استهل الجندي كلمته بالتذكير بنداءات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يدعو دومًا إلى حوار يُعمّر ولا يُدمّر، ويبني ولا يهدم، واصفًا هذه الدعوات بأنها نداء للعالم بأسره من أجل السلام. وأوضح أن الحوار الديني والثقافي ليس تنازلًا عن العقيدة، بل هو «ارتقاء بها إلى مستوى إنساني أوسع».

وفي سياق دفاعه عن قيمة الحوار، شدد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية على أن الحوار ليس علامة ضعف، بل هو «قمة القوة الأخلاقية؛ لأنه يواجه الجهل بالحكمة، والتطرف بالتسامح، والعنف بالكلمة الصادقة». وأضاف أن من يرفض الحوار إنما يختار العزلة، والعزلة بدورها تفتح الباب أمام الفتن والصراعات.

وأكد الجندي أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى طاولة حوار واحدة تجمع المختلفين أكثر من حاجته إلى أي مفاوضات سياسية، قائلًا: «الكلمة الصادقة تصنع سلامًا أعظم من أي معاهدة، واليد الممدودة بالحوار أقوى من أي سلاح».

كما أشار إلى أن الحوار لم يكن يومًا إجراءً معقدًا أو مشروطًا، بل هو فطرة إنسانية ونداء إلهي صريح، مستشهدًا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}. وحذّر من أن غياب الحوار يشعل الحروب، فيما يتغذى التعصب على صمت الحكماء.

وفي جانب آخر من كلمته، اعتبر الجندي أن القضية الفلسطينية تظل الاختبار الحقيقي لضمير العالم، مؤكدًا أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال والنساء في غزة، من قتل وتجويع وحرمان، يضع الإنسانية كلها على المحك، وأن الحوار الثقافي الديني هو السبيل الوحيد لصناعة سلام عادل ودائم.

ولفت إلى أن الحوار يجب أن يتحول من خطاب نخبوي إلى ممارسة يومية تبدأ من الأسرة والمجتمع، مقترحًا أن تتضمن المناهج الدراسية برامج للتبادل الثقافي والحوار المباشر بين الشباب، بما يضمن نشأة جيل يؤمن بالتعايش بدلًا من الصراع ويكسر الصور النمطية المسبقة.

واختتم كلمته برسالة قوية دعا فيها إلى جعل الحوار حصنًا يحمي العالم من التطرّف والكراهية، قائلًا: «فليكُن حوارنا جدارًا ضد التطرف، وسيفًا ضد الكراهية، وجسرًا نحو مستقبل تُبنى فيه الحضارات على الرحمة والعدل لا على الدماء والدمار، وليكُن الحوار الثقافي الديني الميثاق الجديد للبشرية».

 الحاخامان الرئيسيان في إسرائيل يطرحان رؤية للسلام 
شارك الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين (السفارديين) يتسحاق يوسف، ونظيره لليهود الأشكناز دافيد لاو، في أعمال المؤتمر السادس لقادة الأديان العالمية والتقليدية المنعقد في العاصمة الكازاخية أستانة، إلى جانب شخصيات مسيحية وإسلامية وبوذية وطاوية وغيرها.

🔹️أبرز ما قاله الحاخام يتسحاق يوسف:
شدّد على أن السلام هو أعظم قيمة عند الله، وهو أساس العالم وأحد أسماء الخالق.

أوضح أن التوراة تعلّم الإنسان ضرورة العيش وفق إيمانه مع احترام الآخر.

استعاد خبرته كقاضٍ ورئيس لمحكمة دينية في إسرائيل، مشيراً إلى أن السبب المشترك وراء الكثير من النزاعات الأسرية والطلاق هو أن "الناس لا يستمعون إلى بعضهم البعض".

اعتبر أن فقدان القدرة على الاستماع يشبه الموت، مؤكداً أن الاختلاف لا يجب أن يولّد الغضب بل الحوار.

دعا القادة الدينيين والسياسيين في العالم إلى إدانة كل عمل إرهابي يُرتكب باسم الدين.

🔹️أبرز ما قاله الحاخام دافيد لاو:
استحضر حادثة شخصية حين صلّى بجوار رجل نيجيري عند حائط المبكى، ورأى فيها مثالاً على العيش المشترك، لكنه تذكّر بعد ذلك خبر الهجوم الإرهابي في الضفة الغربية الذي أودى بحياة أم إسرائيلية ورجل آخر، فشدّد على أن الإرهاب ناتج عن غياب التربية على قيمة الحياة واحترام "الآخر".

استشهد بآية من سفر ميخا: "جميع الأمم تسير كل باسم إلهه"، مؤكداً على قبول التعددية الدينية.

وقد أكّد الحاخامان أن مبادرة رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف بجمع قادة الأديان على مائدة واحدة هي خطوة رائدة من أجل أن "يتحدث القادة معاً، يستمعوا إلى بعضهم البعض، وينظروا إلى بعضهم البعض وجهاً لوجه".

حيث يوسف ركّز على السلام كأسمى قيمة إلهية، وعلى ضرورة الاستماع المتبادل وعدم الغضب من الرأي المختلف، مع إدانة الإرهاب باسم الدين.

أما لاو ركّز على أهمية التربية على احترام الحياة والآخر، وربط ذلك بالهجوم الإرهابي الأخير في الضفة الغربية، وأكد أن التدين الحقيقي لا يتعارض مع التعددية الدين

"الصوت البوذي التايلاندي في مؤتمر الأديان: التأمل طريق إلى السلام العالمي"
برز الحضور التايلاندي في المؤتمر من خلال كلمة فالوب تاياري، رئيس الاتحاد العالمي للبوذيين (WFB)، الذي تأسس عام 1950 ليجمع تحت مظلته المجتمعات البوذية في أكثر من أربعين دولة، ويؤدي منذ ذلك الحين دورًا محوريًا في تمثيل البوذية التايلاندية على المستوى الدولي.

وفي كلمته، شدّد فالوب على أن السلام الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان، مستشهدًا بتعاليم بوذا القائلة: "كل الأشياء يسبقها العقل."
وأوضح أن التأمل يمثل أداة إنسانية شاملة قادرة على إذابة الكراهية والطمع والخوف، وفي المقابل تنمّي الوضوح الداخلي والرحمة.

وأضاف قائلاً:
"التأمل لا يتطلب ثروة أو منصبًا، بل فقط يقظة ذهنية وتنفسًا واعيًا.
فوائده ملموسة في المدارس وأماكن العمل والمجتمعات عبر العالم، إذ يخفف الضغوط وينشر روح اللطف."

وأكد رئيس الاتحاد العالمي للبوذيين أن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق عبر تقليد واحد فقط، بل هو ثمرة تعاون مشترك بين جميع القادة والأديان والأمم.
وختم بالقول:

"إننا في الاتحاد العالمي للبوذيين على استعداد دائم للتعاون مع بقية الديانات للحد من الصراعات وتعزيز التفاهم المتبادل."

التكريمات والجوائز

🔹️خلال المؤتمر، قدّم الرئيس توكاييف جوائز وأوسمة لعدد من المشاركين، من أبرزها:


🔸️وسام دوستيك من الدرجة الثانية:
لي غوانغفو، رئيس الاتحاد العالمي للطاوية (الصين).
سمير شانتيال سومايا، رئيس جامعة سومايا فيديابهار (الهند).

🔸️وسام شاباغات:
محمد مهدي إيمانيبور، رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية (إيران).

🔸️جائزة أستانة الدولية للحوار بين الأديان:
ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، الممثل السامي لتحالف الحضارات، والمبعوث الأممي الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا.

🔸️ميدالية الشرف للمؤتمر:
نظير محمد عياد، مفتي مصر.
كامل ساميغلين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي تتارستان.
سعيدمكرم عبدالقادرزاده، رئيس مجلس العلماء في طاجيكستان.
المطران فينيامين (فيتالي توبيكو)، رئيس أساقفة مينسك وزاسلافل، إكزارخ بطريركي لكل بيلاروسيا.
الحاخام الأكبر الأشكنازي لإسرائيل كلمان بير.
الحاخام الأكبر السفاردي لإسرائيل دافيد يوسف.
جورج يعقوب كوفاكاد، رئيس دائرة الحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي.
ديفيد روتستين، الأمين العام للجماعة البهائية العالمية.
فالوب تاياري، رئيس الاتحاد العالمي للبوذيين.
سليم محمد المالِك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
سلطان راييف، الأمين العام للمنظمة الدولية للثقافة التركية.
محمد السنوسي، المدير التنفيذي لشبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين.
مارك باري ليفين، نائب الرئيس التنفيذي للتحالف الوطني لدعم يهود أوراسيا.
نيهال سعد، مديرة تحالف الأمم المتحدة للحضارات.
الحاخام شلومو مناحيم كوك، ممثل الحاخام الأكبر الأشكنازي لإسرائيل.

🔸️سفراء النوايا الحسنة للمؤتمر:
محمد ضياء الحق، المدير العام للمعهد الإسلامي للأبحاث بالجامعة الإسلامية الدولية – إسلام آباد.
عفراء الصابري، المديرة العامة لوزارة التسامح والتعايش بدولة الإمارات.
مايكل هوبنر، الأمين العام للاتحاد اللوثري الإنجيلي لمارتن لوثر.
بولات سارسنباييف، مفوض الترويج لأهداف ومهام المؤتمر.

المداخلات الأرثوذكسية والشرقية

🔹️كلمة البطريرك كيريل

ألقى غبطة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا كلمة شكر فيها كازاخستان على تنظيم هذه اللقاءات الروحية وعلى رعايتها للحوار بين الأديان. وأكد أنّ محاولات بناء عالم من دون الله تحرم البشرية من مستقبلها. وشدّد على أهمية تعاون القادة الدينيين مع المؤسسات الدولية الكبرى مثل الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن فكرة تشكيل مجلس استشاري للقادة الدينيين لدى الأمم المتحدة لا تزال بالغة الأهمية. وقال:

“إنّ لدى القادة الدينيين ما يقولونه للعالم حتى يصبح في المستقبل أفضل وأكثر إشراقاً وأماناً”.

🔹️كلمة الكاثوليكوس آرام الأول
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، شدّد قداسة الكاثوليكوس آرام الأول (كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير) على أنّ الحوار بين الأديان يجب أن يتحوّل إلى تعاون عملي، معتبراً أنّ هذا الحوار ينبغي أن يستجيب لتحديات العالم المعاصر ويتيح للأديان أن تتعرّف على بعضها البعض باحترام، بعيداً عن فرض أنماط أحادية.

واقترح أربع مجالات أساسية للتعاون بين الأديان:
1. التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل في المجتمعات المتعددة الأديان والثقافات.
2. دور الأديان كجسر للسلام في عالم مليء بالأزمات والتوترات حيث تُنتهك العدالة والحقوق.
3. الدور الوقائي للأديان في مواجهة الظلم والعنف، من دون الارتهان للأجندات السياسية أو الأيديولوجية.
4. المساهمة في القضايا البيئية باعتبارها تحدياً يومياً يمسّ حياة الشعوب، انطلاقاً من التعاليم الأخلاقية واللاهوتية التي تدعو إلى حماية الخليقة.

وختم كلمته قائلاً:
“رغم وجود اختلافات عقائدية وتعليمية بين الأديان، إلا أنّ القضايا الإنسانية الكبرى تقوم على قيم ومبادئ مشتركة، وينبغي أن تشكّل هذه القيم الأساس للتعاون بين الأديان”.

اللقاءات الثنائية على هامش المؤتمر
▫️عقد الكاثوليكوس آرام الأول لقاءً مع ممثل البابا لاون الرابع عشر، الكاردينال جورج يعقوب كوفاكاد، حيث ناقشا استمرار التعاون الوثيق بين الكاثوليكوسية والكرسي الرسولي، وأهمية توسيع مجال العلاقات بين الأديان إلى جانب الحوار المسكوني. كما تطرقا إلى العلاقات بين الفاتيكان وأذربيجان، ولا سيما بشأن حماية الكنائس والأبنية الثقافية الأرمنية في أرتساخ، وقضية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الأرمن في باكو.

▫️كما التقى البطريرك كيريل الكاثوليكوس آرام الأول في جلسة خاصة، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات التاريخية بين الكنيستين الأرمنية والروسية، إلى جانب الأوضاع في أرتساخ والموقف الروسي المحتمل من حماية الكنائس والمخطوطات، وكذلك ملف الأسرى الأرمن المحتجزين في أذربيجان. وأكد الكاثوليكوس أنّ الشعب الأرمني سيكون ممتناً لأي دعم روسي أو بطريركي يفضي إلى الحفاظ على التراث الأرمني وإطلاق سراح المعتقلين.

▫️وفي مساء يوم 17 سبتمبر 2025، انعقد لقاء بين قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، وغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك أورشليم.
وقد حضر اللقاء كلٌّ من الأسقف ألكسي أسقف رامنسك، السكرتير الشخصي لقداسة البطريرك كيريل، والأرشمندريت فيلارِت (بوليكوف)، نائب رئيس دائرة العلاقات الكنسية الخارجية لبطريركية موسكو

يُظهر المؤتمر الثامن أنّ الأديان، رغم تنوعها، تسعى إلى تقديم صوت مشترك في عالم يواجه أزمات إنسانية وتكنولوجية وأخلاقية متسارعة. فقد اجتمع القادة الروحيون حول طاولة واحدة لبحث السبل التي تجعل من الإيمان قوة إيجابية في خدمة السلام، وحماية الكرامة الإنسانية، وتوجيه مسار الذكاء الاصطناعي والتطورات العلمية بما يحفظ الخير العام.