
د.طلعت مليك: الاشتباكات بين الشرطة الفرنسية والجماعات التخريبية مشتعلة.. عرب وأفارقة بجانب جماعات أقصى اليسار المتطرف
محرر الأقباط متحدون
الجمعة ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
قال البروفيسور دكتور طلعت مليك :"اضراب شامل وكامل لكل قطاعات فرنسا، اليوم! ولا شئ يعمل، وأكثر من مليون شخص من الفرنسيين، قد نزلوا للميادين والشوارع ـ بعضهم يطالب باستقالة الرئيس ماكرون ـ وبعضهم الأخر يطالب برفض توجهات وإجراءات الحكومة الفرنسية المزمع تشكيلها هذا الأسبوع.
مضيفا عبر حسابه على فيسبوك :"بالطبع ـ نرى أن المتظاهرين خليط من كل أطياف الشعب الفرنسي ـ وهذه الأطياف، تشتمل وتضم معظم الأحزاب الفرنسية على اختلاف توجهاتها ـ سواء من احزاب اليسار ومعهم بعض أعضاء من احزاب اليمين ـ ولكن ما نراه هو أن النقابات العمالية الفرنسية ـ هي التي قد تتصدر ومازالت تتصدر المشهد ـ منذ بداية سير المواكب اليوم وحتى اللحظة ، التي أكتب لكم فيها و لم تخلو مدينة فرنسية من هذه المظاهرات والاحتجاجات الضخمة التي نراها اليوم في معظم المدن الفرنسية، وبالطبع ـ أصدقائي: فأننا نرى أيضاً جماعات أقصى اليسار الفرنسي المتطرف ـ المُلثمين ـ والمعروفين بعدوانهم على المحلات والمتاجر والفترينات والبنوك وكل الأملاك العامة والخاصة،
مع ملاحظة ـ ان أصحاب المتاجر والمحلات والمطاعم والمقاهي ـ قد اخذوا الحيطة والحذر .
بالإضافة أنهم قد أغلقوا اليوم، كل أنشطتهم وأبواب ومداخل متاجرهم ـ وكانوا منذ ثلاث أيام ـ يتجهزون بل و يتحصنون لما قد يحدث اليوم ـ لأن مسيرة وطرق وشوارع المظاهرات كانت معلنة عبر الشرطة مسبقاً بعدة أيام هكذا كانت التصاريح لها.
ولذا فأننا نرى أن أصحاب هذه المتاجر والمنشآت قد قاموا بعمل سواتر خشبية وحديديةـ أمام متاجرهم وتغطية واخفاء واجهاتها بالألواح الخشبية الضخمة ـ حتى لا يمكن التعرف عليها بسهولة أو اصابتها وتكسيرها أو تخريبها ونهبها.
ومع ذلك ـ نرى بجانب جماعات أقصى اليسار المتطرف ـ فهم ليسوا وحدهم ـ بل معهم العربان ـ وبعض الأفارقة ـ بل وإن وزارة الداخلية الفرنسية ـ قد قدرت احصائياً عدد المندسين في هذه المظاهرات و المعروفين بالتكسير والتخريب والنهب والسرقة ، حيث انهم جماعات منظمة بدقة مُلثمين ويحملون أدوات تكسير ومعهم بعض الحجارة في حقائبهم ـ قدرت وزارة الداخلية بحصرهم من داخل هذه المظاهرات بحوالي 9 ألاف شخص مُخرب ـ وهم جماعات مُنظمة تنظيم جيد ـ ومنهم الجماعة المعروفة باسم جماعة البلاك بلوك الفرنسية.
أصدقائي وبالطبع ـ الاشتباكات بين الشرطة الفرنسية وهذه الجماعات التخريبية مازالت مشتعلة حتى اللحظة ـ وهناك جرحى بين عناصر الشرطة قد وصلوا للمستشفيات ـ منهم أكثر من 26 ضابط يتألمون كثيراً بسبب جراحاتهم، بحسب المتحدث الرسمي للشرطة.
ولا أنس ان أجهزة الأمن الفرنسية ـ كان قد نصبت سياجاً أمنيا لمنافذ المدن الفرنسية ـ وأمام المنشآت الحساسة ـ وكذلك عملت على تشديد الرقابة على الحدود ـ حتى لا يدخل مخربين من خارج البلاد إلى داخل المدن الفرنسية ـ وحيث ان الاضراب اليوم ـ قد شل كل مظاهر البلاد ـ حتى وسائل النقل والقطارات ـ وقد شمل قطاعات الدولة الفرنسية وكل فئات المجتمع ـ بما في ذلك المدرسين والمُدرِسات ـ لان المدارس والجامعات مغلقة اليوم، بسبب هذا الأضراب.
بل والغريب أننا نرى أطباء وممرضين من مستشفيات فرنسية في شكل جماعات و بملابسهم البيضاء وقد تركوا مرضاهم ونزلوا الميادين مع بقية الشعب! وساعد الطقس على خروج الكثيرين حيث اليوم الجو جميل نسبياً بمعنى أنه لا مطر ولا برد ـ أصدقائي ـ وقد حاول وزير الداخلية الفرنسية ـ التقليل من عدد المتظاهرين ـ فقد قال أنهم نصف مليون ـ في حين ان النقابات تقول ان المتظاهرين الآن هم أكثر مِن المليون شخص.
وبالطبع ـ أصدقائي ـ أن هذه الأمور من الواضح انها سوف تتكرر لاحقاً ـ والسبب هو إنه ـ لا حلول ولا معجزات ـ حيث أن فرنسا قد أصبحت دولة مديونة، وقد جاء ترتيبها الثالث في أوروبا بعد اليونان وإيطاليا من حيث الديون ـ وخاصة أن الدين العام الإجمالي الفرنسي قد بلغ هذا العام : 3,345.8 مليار يورو .
واحزاب اليمين المتشدد ـ تريد من الحكومة الفرنسية ـ التخلي عن المصاريف الباهظة التي تدفعها الحكومة نيابة عن المهاجرين غير الشرعيين وكذلك اللاجئين وبعضهم يقول ـ أن كل حجرة من عشرة حجرات من فنادق فرنسا ـ تدفعها مصاريفها الحكومة الفرنسية ـ حيث يعيش فيها لاجئين !.
واختتم :"والحكومة الفرنسية حتى قبل اعلان تشكيلها الرسمي ـ في حيرة وكما اعلن رئيس الوزراء الجديد أنه قد اشار أن سيسر كما الحكومة السابقة التي قد استقالت منذ ايام ـ يريد استخدام نظم التقشف بما في ذلك حجب مرتبات أيام من العطل الرسمية وكذلك تشديد الضرائب ـ والشعب غير راضي عن ذلك! والمظاهرات مازالت مستمرة حتى اللحظة التي أكتب لكم فيها أصدقائي ـ ونتمنى ألا تحدث نهايات غير حميدة ـ حيث الذين يتربصون بالبنوك
والمنشآت الفرنسية لنهبها ـ مازالوا كُثر ـ ومازالوا يحاولون اختراق صفوف الشرطة للوصول إلى مبتغاهم.