الأقباط متحدون - البابا لاون يؤكد التزام الكنيسة الكاثوليكية بمكافحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال وتفعيل ثقافة الوقاية
  • ٠٦:٣٢
  • الخميس , ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥
English version

البابا لاون يؤكد التزام الكنيسة الكاثوليكية بمكافحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال وتفعيل ثقافة الوقاية

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٢١: ٠٤ م +03:00 EEST

الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥

البابا لاون
البابا لاون

محرر الأقباط متحدون
في خطوة مهمة تؤكد على التزام الكرسي الرسولي بمكافحة ظاهرة (الاعتداءات الجنسية على الأطفال) داخل الكنيسة الكاثوليكية، استقبل قداسة البابا لاون الرابع عشر بابا روما في القصر الرسولي رئيس اللجنة الحبرية لحماية القاصرين، رئيس الأساقفة تيبو فيرني، يرافقه أمين سر اللجنة المطران لويس مانويل ألي هيريرا

وقد جاء اللقاء لعرض التقرير السنوي الثاني حول سياسات وإجراءات الحماية في الكنيسة، الذي أُعد بمبادرة من البابا فرنسيس عام 2022، ويهدف إلى تقييم قدرات الكنائس المحلية وتقديم توصيات عملية مستندة إلى الخبرات الواقعية.

وخلال المقابلة، عبّر المونسنيور فيرني عن شكره العميق لقداسة البابا على الثقة التي أولاها له من خلال تعيينه رئيسًا للجنة في يوليو الماضي، مؤكدًا التزامه بمواصلة الرسالة التي أوكلها البابا فرنسيس من خلال الدستور الرسولي Praedicate Evangelium. وأوضح أن اللجنة ستواصل دعم الكنائس المحلية عبر مبادرات وقائية عملية، أبرزها مشروع Memorare.

وقال رئيس الأساقفة فيرني بتصريح واضح:
«بتواضع ورجاء، تواصل اللجنة رسالتها التي أوكلت إلينا، ماضية في تحقيق رؤية الأب الأقدس لترسيخ ثقافة وقائية في الكنيسة لا تتسامح مع أي شكل من أشكال الإساءة: لا إساءة في السلطة أو المسؤولية، ولا إساءة في الضمير أو الروحانية، ولا إساءة جنسية».
ومن الجدير بالذكر، أن الخطوات الأولى لقداسة البابا لاون الرابع عشر في معالجة هذه المسألة كانت قد بدأت في 5 يوليو 2025، حيث قام بتعيين رئيس الأساقفة تيبو فيرني رئيسًا للجنة الحبرية لحماية القاصرين، خلفًا للكاردينال شون أومالي الذي بلغ السن القانوني للتقاعد. وقد مثّلت هذه الخطوة علامة واضحة على أن الحبر الأعظم الجديد يسير على خطى سابقيه، البابا بندكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس، في مواجهة جريمة (الاعتداءات الجنسية على الأطفال) بروح من «التسامح الصفري».

وعقب تعيينه، صرّح المونسنيور فيرني بكلمات مؤثرة:
«بخشوع عميق وامتنان صادق، أشكر الأب الأقدس البابا لاون الرابع عشر على تعييني رئيسًا للجنة الحبرية لحماية القاصرين. أنا واعٍ تمامًا لخطورة وقدسية المهمة الموكلة إلينا: مساعدة الكنيسة على أن تصبح أكثر يقظة ومسؤولية ورحمة في رسالتها لحماية الأضعف بيننا».

كما عبّر عن امتنانه العميق لسلفه الكاردينال أومالي، قائلاً:
«لقد كانت قيادته الشجاعة والنبوية بوصلة أخلاقية للكنيسة وللعالم أجمع، ودفاعه عن أصوات الضحايا منحهم مساحة ليسمعوا ويُصدقوا ويُرافقوا في مسيرتهم نحو الحقيقة والعدالة والشفاء والإصلاح المؤسسي».

وأضاف رئيس الأساقفة فيرني موضحًا أولويات عمله المستقبلي:
«سنعمل على دعم الكنائس، خاصة تلك التي ما زالت تكافح لتطبيق تدابير حماية مناسبة. وسنحرص على تعزيز مبدأ التبعية والتوزيع العادل للموارد، حتى تتمكن جميع الكنائس، أينما وُجدت، من ضمان أعلى معايير الحماية. ندرك أن هذا مسار توبة جماعي لا بد أن نواصله جميعًا، فكما ذكرنا البابا فرنسيس دومًا، فقط في ظل هذه الشروط يصبح الإنجيل مسموعًا وذا مصداقية حقيقية».

إن عرض التقرير السنوي الثاني للجنة الحبرية لحماية القاصرين أمام قداسة البابا لاون الرابع عشر يؤكد أن مكافحة ظاهرة (الاعتداءات الجنسية على الأطفال) في الكنيسة الكاثوليكية ليست مجرد مسألة إدارية أو لاهوتية، بل هي رسالة إنجيلية في صميمها، تقوم على حماية الضعفاء والدفاع عن كرامة كل إنسان. وبينما يبني البابا الجديد على الإرث الذي تركه أسلافه، يواصل مسيرة إصلاح عميق يهدف إلى جعل الكنيسة بيتًا آمنًا، شفافًا، ومسؤولًا أمام الله وأمام المؤمنين جميعًا.