
الكاردينال كوفاكاد في المؤتمر الثامن لقادة الديانات العالمية والتقليدية: لا أحد ينجو وحده.. ننجو معاً فقط
محرر الأقباط متحدون
الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
شارك عميد الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان الكاردينال جورج كوفاكاد في أعمال المؤتمر الثامن لقادة الديانات العالمية والتقليدية المنعقد في الأستانة تحت عنوان "حوار الأديان: تآزر من أجل المستقبل".
ألقى نيافته مداخلة لفت فيها إلى أن اللقاء يتم في وقت حرج من تاريخ البشرية والأرض التي هي كوكبنا المشترك، حيث نسمع سرديات سلبية بشأن الصراعات المسلحة والعنف والدمار، بالإضافة إلى الحروب التجارية والكوارث الطبيعية، ومما لا شك فيه أن هذه الأوضاع تولّد لدى الناس حالة من اليأس. وتساءل نيافته ما إذا كان القادة الدينيون قادرين على حمل النور إلى هذا العالم المظلم، مشيرا إلى أن لقاءهم في الأستانة يهدف إلى البحث في المسؤوليات المشتركة، من أجل تغيير مسار العالم من العنف إلى السلام، وتعزيز النمو البشري وحمل الرجاء إلى عالم يائس، وحماية البيئة.
بعدها شدد المسؤول الفاتيكاني على أهمية التنمية والعدالة، مضيفا أنه لا يوجد لدينا رجاء بمعزل عن الله الذي هو الحقيقة الأسمى، كما لا بد أن ندرك أن لا أحد ينجو لوحده. وذكّر كوفاكاد المؤتمرين بأن البابا بولس السادس كتب في رسالته العامة "ترقي الشعوب" أن التنمية هي مرادف للسلام، لأنها تسمح للأشخاص بأن يعيشوا بكرامة، ولا بد أن تشمل الجميع. وأشار نيافته إلى أن البابا لاون الرابع عشر قال إن الازدهار البشري الحقيقي يولد من التنمية البشرية، وتنمية الإنسان بكل أبعاده، الجسدية، الاجتماعية، الثقافية، الخلقية والروحية.
هذا ثم أوضح الكاردينال كوفاكاد أن الأديان تبحث عن الحقيقة الأسمى، التي هي الله، علما أن الدين هو في المقام الأول علاقة، أو حوار مع الذات الإلهية. وهذا الحوار يقدم للبشرية وللأرض نظرة جديدة للرجاء. وذكّر بأن التقاليد الدينية ولّدت ثقافات وحضارات، وسهرت على الدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة البشرية، وعلى حماية البيئة. من هذا المنطلق ثمة حاجة إلى أخلاقيات عالمية تنبع من التقاليد الدينية.
وأشار نيافته إلى أن الوصايا العشر، وعندما تُطبق في السياق الراهن اليوم يمكنها أن تُلهم مسارات ملموسة للسلام والمصالحة. وذكّر المؤتمرين بأن البابا لاون الرابع عشر تحدث مؤخراً عن كتاب "مدينة الله" للقديس أغسطينوس، لافتا إلى أنه يمكن أن يلهم عالمنا اليوم بالأمل وأن يعطي معنى جديدا لحياتنا. وتوقف نيافته عند الدور الواجب أن يلعبه القادة الدينيون المتمثل في نشر القيم الكونية وسط المجتمعات، تلك القيم الموجودة في مختلف التقاليد الدينية، وهكذا يوجهون التاريخ نحو مستقبل متناغم، وهو موضوع تناولته وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي عام ٢٠١٩.
في ختام مداخلته شدد المسؤول الفاتيكاني على أن لا أحد يمكن أن يخلص بمفرده، مشيرا إلى أننا يمكننا أن نقف إذا كنا متّحدين فقط، وإلا سقطنا. وقال إن دياناتنا تعلمنا أننا ننتمي إلى عائلة بشرية واحدة، وأننا جميعاً أخوة وأخوات. وذكّر بما جاء في الرسالة العامة Fratelli Tutti للبابا فرنسيس أننا نوجد جميعاً على متن الزورق نفسه، ومشاكل البعض هي أيضا مشاكل الآخرين، وقد أدركنا أن لا أحد يستطيع أن ينجو لوحده، لأننا ننجو معاً وحسب. وبالتالي لا غنى عن التعاون. وشجع نيافته المشاركين في المؤتمر على المضي قدماً في هذه الدرب وعلى حمل الأمل والرجاء إلى عالم يائس ومحبط.