الأقباط متحدون - الكاردينال غريتش: المرحلة الثالثة من المسار السينودسي خطوة إلى الأمام في حياة الكنيسة
  • ١٣:٤٧
  • الاربعاء , ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥
English version

الكاردينال غريتش: المرحلة الثالثة من المسار السينودسي خطوة إلى الأمام في حياة الكنيسة

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٥٣: ٠٣ م +03:00 EEST

الاربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥

سينودس الأساقفة
سينودس الأساقفة

محرر الأقباط متحدون
بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس سينودس الأساقفة، يستعيد الكاردينال غريتش في مذكرة له "تطوّر" هذه المؤسسة: منذ نشأتها بإلهام من البابا القديس بولس السادس، وصولاً إلى تنظيمها ضمن مسار من ثلاث مراحل بإرادة من البابا فرنسيس. كما يتذكّر ثمار الاجتماعين المتتاليين في الفاتيكان لعامي ٢٠٢٣-٢٠٢٤، بدءاً من الوثيقة الختامية التي يطلب فيها من الكنائس المحلية اختبار مقترحاتها تمهيداً للمرحلة الثالثة من المسار.

"علينا أن نبذل كل جهد لكي تشكل المرحلة الثالثة من المسار السينودسي خطوة إضافية إلى الأمام في اختبار وفهم السينودسية، تلك التي وصفها البابا فرنسيس، ومعه البابا لاوُن الرابع عشر، بأنها الطريق المميّز لتحقيق الشركة في الكنيسة" هذا ما قاله الكاردينال ماريو غريتش، الأمين العام لسينودس الأساقفة، في مذكرته التي نُشرت في مناسبة الذكرى الستين لتأسيس السينودس بقرار من القديس بولس السادس في ١٥ أيلول سبتمبر ١٩٦٥، فيما كان الفاتيكاني الثاني'> المجمع الفاتيكاني الثاني يقترب من نهايته. "حدس نبوي" للبابا مونتيني كما وصفه البابا لاوُن الرابع عشر الأحد الماضي في صلاة التبشير الملائكي، متمنياً أن تولِّد هذه الذكرى "التزامًا متجددًا للوحدة والسينودسية ولرسالة الكنيسة".

هذا الرجاء جمعه الكاردينال غريتش وأعاد إطلاقه، مشيراً في ضوء المرحلة الثالثة إلى أن البابا فرنسيس أراد أن تبدأ المسيرة "من القاعدة"، من الأبرشيات والكنائس المحلية، ضمن ثلاث محطات خُتمت باجتماعين متتاليين في الفاتيكان أفضيا إلى صدور الوثيقة الختامية. ويحثّ الكاردينال غريتش الكنائس المحلية ومجالسها الوطنية والقارية على اختبار تلك المقترحات والتحقق منها.

وللتقدّم نحو المستقبل، يشير الكاردينال غريتش إلى ضرورة النظر إلى الماضي. لذلك ينطلق في مذكرته من جذور السينودس، من الحدس الذي قاد البابا بولس السادس بواسطة الإرادة الرسولية " Apostolica Sollicitudo" لتأسيس السينودس بهدف "الاجابة على طلبات آباء المجمع" وإشراك مجمع الأساقفة في "العناية البطرسية بالكنيسة بأسرها". ويلاحظ الكاردينال غريتش أن البابا بولس السادس قد منح الكنيسة "مؤسسة مركزية تمثّل الأسقفية كلها، وقادرة على تعزيز وحدة وتعاون الأساقفة حول العالم أجمع مع أسقف روما" ومساعدته بالمشورة في القضايا الحاسمة لشعب الله.

ومنذ ذلك الحين عُقدت ١٦ جمعية عامة عادية، و٣ جمعيات عامة استثنائية، و١١ جمعية خاصة. وجميع الباباوات الذين تعاقبوا منذ المجمع وإلى اليوم، قد قبلوا المقترحات أو الوثائق الختامية الصادرة عن هذه الجمعيات، ووجّهوا إلى الكنيسة "إرشاداتهم الرسولية ما بعد السينودسية" التي ساهمت كثيراً في تجديد الحياة الكنسية.

ويشير الكاردينال غريتش إلى أن هذه المؤسسة قد شهدت خلال ستين عاماً "تطوّراً ملحوظاً"، بفضل كل بابا أغناها بفهم أعمق، لا سيما البابا فرنسيس الذي "أراد أن يحوّل السينودس من حدث يقتصر على اجتماع للأساقفة إلى مسار من مراحل تشارك فيه الكنيسة بأسرها": مرحلة أولى للإصغاء إلى شعب الله، ثم مراحل "التمييز" في المجالس الأسقفية والجمعيات القارية والجمعية العامة العادية التي عُقدت في روما في تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ و٢٠٢٤.

وكان البابا فرنسيس قد سبق وأعلن في تشرين الأول أكتوبر ٢٠١٥، في خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس السينودس في قاعة بولس السادس، "ملامح تحويل السينودس من حدث إلى مسار"، محدّداً في الإصغاء المبدأ المؤسس لكنيسة تسير معاً بأسلوب سينودسي. إصغاء "متبادل" يتعلّم فيه الجميع: الشعب ومجمع الأساقفة وأسقف روما. "الواحد في إصغاء للآخرين، والجميع في الإصغاء إلى الروح القدس". وألهمت هذه التوجيهات الدستوري الرسولي Episcopalis Communio الذي صدر لسبع سنوات خلت في ١٥ أيلول سبتمبر ٢٠١٨.

ويؤكّد الكاردينال غريتش أنّ ما عشناه خلال هذه السنوات قد أظهر أن "ممارسة السينودسية هي الطريق المميّز لتحقيق الشركة في الكنيسة". ويضيف: "لقد اختبرنا جمال وقوة هذه المسيرة خلال المرحلتين الأولى والثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة، حيث أصغينا لما يقوله الروح للكنيسة وتعلّمنا أن نُصغي لبعضنا البعض". وبالتالي فهي مسيرة يصفها بأنها "ممتعة وحماسية"، تخللتها محطات من "التمييز الكنسي" وتوّجت بالتصويت على الوثيقة الختامية التي وافق عليها البابا فرنسيس فوراً وقدمها للكنيسة كجزء من تعليمه الرسمي.

وختم الكاردينال غريتش الأمين العام لسينودس الأساقفة، مذكرته مؤكِّدًا أنّ تذكّر جميع هذه الأحداث هو "فرح عظيم للأمانة العامة للسينودس"، وفي الوقت عينه "دعوة لبذل كل جهد لكي تشكل المرحلة الثالثة من المسار السينودسي خطوة إضافية في اختبار وفهم السينودسيّة".