الأقباط متحدون - الكاردينال كوفاكاد: تعزيز الانسجام من خلال الحوار بين الأديان في بنغلاديش
  • ١١:٠٢
  • الاثنين , ٨ سبتمبر ٢٠٢٥
English version

الكاردينال كوفاكاد: تعزيز الانسجام من خلال الحوار بين الأديان في بنغلاديش

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠٨: ٠١ م +03:00 EEST

الاثنين ٨ سبتمبر ٢٠٢٥

الكاردينال كوفاكاد
الكاردينال كوفاكاد

محرر الأقباط متحدون
في كلمة الحوار بين الأديان'> عميد دائرة الحوار بين الأديان خلال اللقاء الدولي "تعزيز ثقافة الانسجام"، الذي نظمته السفارة البابوية ومجلس الأساقفة الكاثوليك في بنغلاديش، جاءت الدعوة لإعادة اكتشاف "الكرامة الإنسانية"، القيمة الجوهرية لكل شخص ونقطة اللقاء المشتركة بين جميع الأديان.

ألقى الحوار بين الأديان'> عميد دائرة الحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد، ممثل الكرسي الرسولي، كلمة مؤثرة خلال اللقاء الدولي "تعزيز ثقافة الانسجام" الذي يُعقد في بنغلاديش من ٦ وحتى ١٢ أيلول سبتمبر الجاري. وفي كلمته، شدّد الكاردينال على الدور الحيوي للحوار بين الأديان في بناء جسور السلام والتفاهم المتبادل، مجدداً التزام الكنيسة الكاثوليكية بالتعاون بين مختلف المكوّنات الدينية.

في مستهل حديثه، نقل الكاردينال تحيات البابا لاوُن الرابع عشر، مؤكداً أنّ الحوار بين الأديان لا يجب أن يُفهم على أنه أجندة سياسية، بل ضرورة إنسانية وروحية. وقال: "إن ثمار الحوار لا يمكن إلا أن تقود إلى انسجام أعمق بين الأشخاص. ففي بحثنا عن الفهم من خلال الإيمان، نحن نبحث عن الحقيقة الإلهية، ونتشارك في الإيمان بالخالق الواحد."

وإذ استشهد الكاردينال كوفاكاد بالرسالة العامة Fratelli tutti للبابا فرنسيس، ذكّر بالمركزية التي تحتلها الكرامة الإنسانية كأساس للتعايش الحقيقي. وأكد أنه بغض النظر عن "الطبقة أو الطائفة أو الوضع الاقتصادي أو اللقب المدني"، فإن كل إنسان هو مخلوق على صورة الله ومثاله. وهذه الكرامة المتأصلة هي حجر الأساس للحياة الاجتماعية ومفتاح لإطلاق إمكانات الإبداع البشري والتعاون في خدمة الخير العام.

وتطرّق الحوار بين الأديان'> عميد دائرة الحوار بين الأديان في مداخلته أيضاً إلى العلاقة بين الكرامة الإنسانية وسيادة القانون، مبرزاً أهميتها في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها بنغلاديش نحو الديموقراطية. وأوضح أن البابا فرنسيس يرى في سيادة القانون ضماناً للمساواة أمام القانون، وصوناً للحقوق الأساسية، ومطالبة بالمسؤولية المدنية من أجل الخير العام. وأضاف: "يمكن للحوار بين الأديان أن يساعد الشعوب التي عاشت هنا قروناً على الارتقاء في كيفية تعزيز الانسجام بين الإخوة والأخوات."

هذا وأعاد الحوار بين الأديان'> عميد دائرة الحوار بين الأديان التذكير بالوثيقة التاريخية للمجمع الفاتيكاني الثاني "في عصرنا" (١٩٦٥)، التي شكّلت نقطة تحوّل في علاقة الكنيسة بالحوار بين الأديان، مؤكداً أن العالم المعولم يحتاج إلى السعي وراء الله من خلال القريب. وأشار إلى أن مرور ستين عاماً على هذه الوثيقة يعطي معنى خاصاً لهذه الزيارة إلى بنغلاديش. كما استشهد الحوار بين الأديان'> عميد دائرة الحوار بين الأديان بلقاء البابا فرنسيس والإمام الأكبر للأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي عام ٢٠١٩، والذي أثمر وثيقة الأخوّة الإنسانية. وأكد أن هذه الوثيقة ما تزال تمثل نداءً للمصالحة والتسامح والأخوّة بين الأديان، وكذلك بين جميع أصحاب النوايا الحسنة.

وفي ختام كلمته، توجّه الكاردينال كوفاكاد بكلمة إلى رئيس المحكمة العليا في بنغلاديش، مثنياً على الإصلاحات التي يقودها رئيس الحكومة المؤقتة الدكتور محمد يونس، واصفاً إياها بأنها "خيار الشعب البنغلاديشي". وأوضح أن حضور الكرسي الرسولي في البلاد لا ينبغي أن يُساء فهمه على أنه تدخّل سياسي أو محاولة للتبشير، قائلاً: "إنني أمثل الكرسي الرسولي وأحمل رسالة البابا لاوُن الرابع عشر كرجل سلام، وأسعى إلى تعزيز ثقافة الانسجام بين الإخوة والأخوات. إن "نفق الصداقة" هذا بين الجماعات الدينية هو زمن ومكان للحوار واللقاء."

وخلص الحوار بين الأديان'> عميد دائرة الحوار بين الأديان مُذكِّرًا بكلمات البابا لاوُن الرابع عشر في بداية حبريته، حين أكد أن الكنيسة هي "كنيسة رسولية، كنيسة تبني الجسور وتشجع الحوار، كنيسة منفتحة دائماً على الاستقبال" وختم معبّراً عن أمله بأن تساهم ثمار هذا الحوار بين الأديان في تعزيز العلاقات الثنائية بين الكرسي الرسولي وبنغلاديش.