الأقباط متحدون - خروج المطران دميانوس من دير سانت كاترين وسط ترتيبات دبلوماسية مشددة
  • ١٥:٣٣
  • السبت , ٦ سبتمبر ٢٠٢٥
English version

خروج المطران دميانوس من دير سانت كاترين وسط ترتيبات دبلوماسية مشددة

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٢٧: ٠١ م +03:00 EEST

السبت ٦ سبتمبر ٢٠٢٥

خروج المطران دميانوس من دير سانت كاترين
خروج المطران دميانوس من دير سانت كاترين

محرر الأقباط متحدون
 الساعات الأخيرة قبل مغادرة المطران دميانوس دير القديسة كاترين
مع حلول مساء الجمعة 5 سبتمبر/أيلول، دخلت الأزمة في دير القديسة كاترين مراحلها الحاسمة، حيث تحوّل المشهد إلى سلسلة من الأحداث المتسارعة التي سبقت مغادرة المطران دميانوس إلى أثينا.

18:30 – وصول الوفد اليوناني:
عند غروب الشمس، وصل الوفد اليوناني الرسمي إلى بوابة الدير برفقة السفير اليوناني في القاهرة. وقد تولّى السفير بنفسه عملية مرافقة كل راهب إلى قلايته الخاصة، في خطوة غير مسبوقة، للتأكد من حالتها والتحقق من عدم تعرّض أي ممتلكات للفقدان أو العبث.

جلسة مغلقة داخل الدير:
في تلك الأثناء، اجتمعت نائبة وزير الخارجية اليونانية ألكسندرا بابادوبولو، يرافقها الأمين العام للشؤون الدينية يورغوس كالانتزيس، مع المطران دميانوس داخل غرفته. استمر اللقاء خلف أبواب مغلقة، ولم تُكشف تفاصيل ما دار فيه، ما زاد من غموض المرحلة.

 ترتيبات دقيقة للرحيل:
عند المدخل الداخلي للدير، وُضعت الحقائب الخاصة بالمطران دميانوس، إلى جانب حقائب الرهبان، وكذلك حقيبة السيدة كاترينا سبيروبولو التي أثارت وجودها الكثير من التساؤلات. كان المشهد يوحي بأن ساعة الخروج اقتربت، وسط صمت مهيب يسوده التوتر.

تصاعد التوتر خارج الأسوار:
ومع تقدّم ساعات المساء، أقدم بعض العناصر الخارجة عن الدير، الذين كانوا في داخل الدير على إثارة الفوضى في محيطه، الأمر الذي عكس توتر الأجواء وزاد من حساسية الموقف الأمني

00:00 – لحظة الخروج:
عند منتصف الليل تمامًا، حانت اللحظة الحاسمة. خرج المطران دميانوس من الدير برفقة السيدة كاترينا سبيروبولو، ليغادرا معًا في سيارة خاصة، فيما استقلّ الرهبان والعلمانيون سيارة أخرى رافقت الموكب.

المغادرون مع المطران:
مجموعة من الرهبان و اثنين من العلمانيين 

عودة الرهبان:
بعد إتمام عملية النقل بدقّة عالية، عاد الرهبان إلى داخل أسوار الدير ليستعيدوا قلاليهم في هدوء، بينما بقيت الترتيبات الدبلوماسية جارية لنقل المطران دميانوس إلى العاصمة أثينا في الساعات التالية. غير أنّه، ومع عودة الرهبان، تبيّن وجود بعض المفقودات داخل الدير.

بيان وزارة الخارجية اليونانية (6 سبتمبر/أيلول 2025)
أعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن طائرة خاصة تابعة لشركة Aegean قد هبطت صباح السبت 6 سبتمبر/أيلول، في مطار «إلفثيريوس ڤنيزيلوس» بأثينا، قادمة من شرم الشيخ، وعلى متنها البعثة اليونانية الرسمية برئاسة نائبة وزير الخارجية ألكسندرا بابادوبولو، والأمين العام لوزارة التربية والشؤون الدينية والرياضة يورغوس كالانتزيس.

وقد أوضحت الوزارة أن البعثة توجهت أمس ظهرًا إلى دير القديسة كاترين بجبل سيناء، بغرض الإشراف على العودة الآمنة لرئيس الأساقفة دميانوس، وعدد من المواطنين اليونانيين المقيمين في الدير، بينهم تسعة رهبان أبدوا رغبتهم في العودة إلى أثينا.

وأكد البيان أن الدير المقدّس، تحت رعاية وإشراف الأخوية السينائية المقدسة، يواصل أداء رسالته الروحية بشكل طبيعي، وهو مفتوح أمام الزائرين. كما أشار إلى أن الإجراءات الخاصة بانتخاب خلف لرئيس الأساقفة دميانوس ستُباشر خلال الأيام المقبلة، تنفيذًا للإرادة التي أعلنها بنفسه ووفقًا للوائح وقوانين دير سيناء المقدّس.

كلمة شكر من قلب سيناء
في ختام هذه الساعات العاصفة التي وضعت دير القديسة كاترين أمام اختبار تاريخي، وجّه رهبان الأخوية السيناوية الذين عادوا إلى قلاليهم بسلام، رسالة شكر وامتنان عميق إلى أجهزة الأمن المصرية، تقديرًا لجهودها في إدارة المفاوضات بحكمة واقتدار.

وأكّد الرهبان أن التزام الأجهزة الأمنية بالحياد منذ بداية الأزمة، وتجنّب أي تدخل يزيد التوتر، برهان صادق على النية الطيبة لدى الرئاسة والحكومة المصرية في الحفاظ على أمن وسلامة هذا الصرح الفريد، الذي يمثّل إرثًا إنسانيًا وروحيًا عالميًا.

هكذا طُويت صفحة من أعقد الأزمات التي مر بها دير القديسة كاترين في تاريخه الحديث. من توتر داخلي وظهور عناصر غريبة، إلى مفاوضات دبلوماسية ماراثونية، وصولًا إلى خروج المطران دميانوس عند منتصف الليل، اجتاز الدير مرحلة عصيبة كادت أن تهدد استقراره. غير أن النهاية جاءت بسلام، مثبتة أن إرادة الحوار، والتعاون المسؤول بين الدولة المصرية والكنيسة، كفيلة بالحفاظ على هذا الدير العريق منارةً للسلام وسط صحراء سيناء.