الأقباط متحدون - البابا لاوُن: لا أحد يملك الأجوبة على كل التساؤلات علينا أن نتقاسم ما لدينا مع الآخرين بروح من الانفتاح
  • ٢١:٢٩
  • الثلاثاء , ٢ سبتمبر ٢٠٢٥
English version

البابا لاوُن: لا أحد يملك الأجوبة على كل التساؤلات علينا أن نتقاسم ما لدينا مع الآخرين بروح من الانفتاح

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٣٢: ٠٢ م +03:00 EEST

الثلاثاء ٢ سبتمبر ٢٠٢٥

محرر الأقباط متحدون
ترأس البابا لاون الرابع عشر مساء الاثنين القداس الإلهي في القديس أغسطينس'> بازيليك القديس أغسطينس بوسط روما، مفتتحاً أعمال المجمع العام الثامن والثمانين بعد المائة للرهبنة الأغسطينية، وألقى عظة أكد فيها ضرورة الاعتراف بأن لا أحد يملك الأجوبة على كل التساؤلات، بل يجب علينا أن نتقاسم ما لدينا مع الآخرين بروح من الانفتاح، لافتا إلى أن ما يوحدنا ينبغي أن يكون المعيار للتحقق من تصرفاتنا. وقد تمحورت عظة الحبر الأعظم حول مفاهيم ثلاثة ألا وهي: الإصغاء، التواضع والوحدة

شارك في القداس أكثر من مائة من أعضاء الرهبنة الذين سيشاركون في المجمع العام لغاية الثامن عشر من الجاري وهم يمثلون أكثر من ألفين وثلاثمائة وأربعين راهباً يتوزعون على القارات الخمس. كما كانت حاضرة راهبات من جمعيات رهبانية نسائية تتّبع نظام القديس أغسطينس، وعدد من الرجال والنساء العلمانيين القريبين من الرهبنة. وقد وصل البابا إلى البازيليك عند الساعة السادسة إلا ثلثاً مساءً يرافقه الرئيس العام للرهبنة الأب أليخاندرو مورال، قبل أن يتوقف لاون الرابع عشر للصلاة في الكابلتين المكرستين للقديسة مونيكا والقديس نيكولا دا تولنتينو.

قبل أن يلقي العظة حيا البابا الحاضرين باللغة الإنجليزية، وحثّهم على الصلاة لابتهال عطية الروح القدس وعطية الإصغاء، سائلين الرب أن يكونوا متواضعين وأن يعملوا من أجل تعزيز الوحدة داخل الرهبنة ومن خلالها، من أجل الكنيسة جمعاء والعالم كله. كما طلب من الرهبان الذين سينتخبون الرئيس العام الجديد والمجلس الرئاسي أن يطلبوا من الروح القدس أن يقود خطواتهم يوماً بعد يوم، ويوجّه عملهم وأن يسود على المنطق البشري، آملا أن يسهر الأقنوم الثالث على أعمال المجمع العام خلال الأيام المقبلة، مذكرا بأن الروح القدس يكلمنا اليوم، كما فعل في الماضي، ويخاطب القلب من خلال الأخوة وظروف الحياة، لذا لا بد أن نصغي إليه.

بعدها توقف لاون الربع عشر عند كلمات القديس أغسطينس الذي أكد أن المؤمنين يتكلمون بلغات متعددة، ما يعني أننا جميعاً نتكلم هذه اللغات لأننا أعضاء في الجسد نفسه، وهذا ينطبق على الرهبان الأغسطنيان المنتشرين في أنحاء العالم كله، والمدعوين إلى الالتزام لصالح الخير العام. وشدد على ضرورة أن يبذل المشاركون في المجمع كل الجهود اللازمة للتواصل والتفاهم، مستجيبين بسخاء للعطية الهامة التي نالوها، عطية النور والنعمة الفريدة، وشدد على ضرورة أن يلبوا الدعوة التي وجهها إليهم الله الآب وأن يعملوا من أجل الصالح العام بوداعة.  

وذكّر الحبر الأعظم بأن أسقف هيبونا تحدث عن الطرق المتعددة والمتنوعة التي انتشر فيها الروح القدس في العالم على مر العصور. وقال إن لا أحد يستطيع أن يدّعي أنه يملك الأجوبة على كل التساؤلات، ولا بد أن يتقاسم كل واحد منا ما لديه مع الآخرين بروح من الانفتاح، وأن نقبل في الوقت نفسه ما يلهمنا به الرب بإيمان. وتوقف البابا عند أهمية أن ندرك أن الله هو أعظم منا جميعاً، وأن طرقه وأفكاره بعيدة عن طرقنا وأفكارنا كبُعد السماء عن الأرض، كما يقول النبي أشعياء. وبهذه الطريقة، تابع البابا يقول، نترك الروح القدس يعلمنا ويذكّرنا بما قاله يسوع، فتُحفر كلماته في قلوبنا.

هذا ثم توقف لاون الرابع عشر عند قيمة الوحدة، وذكّر بما كتبه القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس عندما أكد أن كل واحد منا ينال موهبة مختلفة من الروح القدس من أجل الصالح العام، وأن الجسد واحد ولديه أعضاء كثيرة، كذلك نحن كلنا أعضاء في جسد واحد، ألا وهو جسد المسيح. وشدد الحبر الأعظم في هذا السياق على ضرورة أن تكون الوحدة هدفاً لكل الجهود، وأن تكون أيضا معياراً للتأكد من صحة تصرفاتنا والعمل معاً، لأن ما يوحّد هو من الله وما يفرّق ليس من عند الرب. وهذا ما تحدث عنه القديس أغسطينس موضحا أن الروح القدس يكون موجوداً عندما ينضم القلب إلى الوحدة من خلال عيش المحبة الأصيلة.

في ختام الاحتفال بالقداس الإلهي، الذي تخللته ترانيم وقراءات من نصوص للقديس أغسطينس، كانت كلمة للرئيس العام للرهبنة الأب مورال الذي توقف عند كون البابا لاون الرابع عشر من أبناء هذه الرهبنة، وقال إن هذا الأمر هو بمثابة عطية ثمينة، وعلامة بليغة للشركة التي تجمعنا وللأخوة التي تعضدنا، وقال إنه حاول، خلال رئاسته للرهبنة، أن يكون شاهداً للقرب وللتفاني. وذكّر بأن أسقف هيبونا تحدث عن الكنيسة كأم حقيقية، تولد أبناءها وتغذيهم بواسطة الإيمان، مشيرا إلى أن الرهبنة التي أبصرت النور لثمانية قرون خلت، ترى في القديس أغسطينس أباً روحياً، وقد وُلدت بمبادرة من الكرسي الرسولي، وهي تجتهد دائماً لتبقى أمينة لدعوتها ومستعدة لخدمة الكنيسة والبابا.

كما توقف الأب مورال عند مبدأين أساسيين ألا وهما الشركة والسلام، وقال إن أعضاء الرهبنة مدعوون للعيش كما أراد القديس أغسطينس أي أن يكونوا نفساً واحدة وقلباً واحداً موجهَين نحو الله وأن يشهدوا للأخوة والسينودسية في عالم يعاني من الانقسامات. أما فيما يتعلق بالسلام ذكّر الرئيس العام للرهبنة الأغسطينية بأن البابا الاون الرابع عشر يشجعنا على عدم الانجرار وراء منطق العنف، ويشجعنا على الاحتفاظ في قلوبنا بشعلة المحبة متقدةً، والتي تجعل الأخوة الكونية أمراً ممكناً. كما يدعونا الحبر الأعظم – ختم الأب مورال قائلا – لعدم الاستسلام للحروب ولنصبح بذرة للسلام والرجاء والاعتناء بالخليقة.