
بيان مشترك من بطريركيتَي القدس للروم الأرثوذكس واللاتين: "لا مستقبل يُبنى على الأسر والتهجير القسري للفلسطينيين"
محرر الأقباط متحدون
السبت ٣٠ اغسطس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
أصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس والبطريركية اللاتينية بيانًا مشتركًا أمس، في 26 أغسطس، عبّر عن قلقهما العميق إزاء التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وخصوصًا الإجراءات التي تهدف إلى إخلاء المدنيين من مناطقهم. واعتبرت البطريركيتان أن هذه "أوامر الإخلاء" تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين في غزة، وأكدت أن "لا مستقبل يمكن أن يُبنى على الأسر أو التهجير القسري للفلسطينيين".
في مستهل البيان، استشهدت البطريركيتان بكلمات من سفر الأمثال:
"في سبيل البرّ حياة، وفي مسلكه لا موت" (أمثال 12: 28).
وتناول البيان التطورات الأخيرة في غزة، حيث أُجبر العديد من السكان على مغادرة منازلهم في ظل القصف الإسرائيلي المستمر. ولفت البيان إلى أن هذه الخطوات لا تعدو كونها "حكمًا بالإعدام" للمئات من المدنيين، بما فيهم أفراد المجتمع المسيحي في غزة. وأوضح البيان أن التصريحات الأخيرة من الحكومة الإسرائيلية، والتي تهدد بفتح "أبواب الجحيم" في غزة، قد أصبحت واقعًا مريرًا يواجهه الفلسطينيون في القطاع.
الشهادة الحية من قلب الكنائس في غزة
أكد البيان أن الكنائس في غزة أصبحت ملاذًا إنسانيًا للمئات من المدنيين الفارين من العنف، مشيرًا إلى دور مجمع القديس برفيريوس الأرثوذكسي والمجمع اللاتيني في توفير مأوى للمتضررين من الحرب. ولفت البيان إلى أن اللاجئين في هذه المجمعات يعانون من تداعيات الحرب المستمرة، مع نقص حاد في الطعام والرعاية الصحية. وأكد البيان أن الهجرة القسرية جنوبًا لن تكون إلا حكمًا بالإعدام على العديد من هؤلاء الأشخاص.
رفض التهجير القسري والانتقام
جدد البيان رفضه القاطع للتهجير القسري، مؤكدًا أن التهجير القسري للفلسطينيين لا يمكن أن يكون جزءًا من أي عملية سلمية أو حل دائم للصراع. وكرر البيان تأكيده على أن "لا مستقبل يمكن أن يُبنى على الأسر أو الانتقام".
دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
دعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإيقاف ما وصفه بـ "الحرب العبثية المدمرة" في غزة، وإنهاء دوامة العنف المستمرة. وأكد أن الوقت قد حان لإعادة المدنيين إلى بيوتهم، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف يجب أن تتوقف عن استخدام المدنيين كرهائن في هذا الصراع.
لقاء البطريرك ثيوفيلوس مع السيناتورات الأمريكيين
على صعيد متصل، استقبل البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس، السيناتورين الأمريكيين كريس فان هولن وجيف ميركلي، في 26 أغسطس 2025. وتناول اللقاء معاناة المسيحيين في غزة والمضايقات التي يتعرضون لها، حيث أكد البطريرك على أهمية الدفاع عن حرية العبادة وحقوق الإنسان في الأرض المقدسة. كما استعرض القادة الكنسيون الاعتداءات على الكنائس والمستشفيات في القطاع، والدور الذي تلعبه الكنيسة في دعم المجتمع المحلي في ظل هذه الأزمات.
ختام البيان
في ختام البيان، شددت البطريركيتان على أهمية الصلاة من أجل السلام في غزة والأرض المقدسة، وتوجهتا بنداء عالمي للدعوة إلى "العدالة والسلام" من أجل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.