الأقباط متحدون - عندما يُغتال مفهوم الوطنية المصرية تحت سلطة المشايخ
  • ٢١:٠٤
  • الجمعة , ٢٢ اغسطس ٢٠٢٥
English version

عندما يُغتال مفهوم الوطنية المصرية تحت سلطة المشايخ

الأقباط متحدون

مع رئيس التحرير

٤٧: ١٠ م +03:00 EEST

الجمعة ٢٢ اغسطس ٢٠٢٥

شريف منصور
شريف منصور

بقلم - م . شريف منصور
الوطنية المصرية لم تُخلق من فراغ، بل تشكلت عبر آلاف السنين كأقدم هوية وطنية في التاريخ. المصري بطبيعته يحب أرضه، ويقاتل من أجلها، ويعتبرها الأم التي لا تُباع ولا تُشترى. لكن هذه الوطنية تتعرض اليوم لأخطر عملية اغتيال في تاريخها الحديث، والقاتل الحقيقي ليس عدواً خارجياً، بل قرار سياسي على أعلى المستويات.

فمن كان بيده أن يقود مشروع دولة مدنية حديثة تكون الوطنية فيها فوق كل اعتبار، فضّل أن ينحني لسلطة الأزهر ويجعل الشريعة مرجعية فوق الدستور.

هذا الخضوع لم يكن مجرد تنازل شكلي، بل إعلان صريح بأن الوطنية المصرية لا مكان لها إذا اصطدمت بثوابت رجال الدين. هكذا تحولت مصر من دولة يحدد مستقبلها شعبها، إلى دولة مرتهنة لفكر فقهاء يرفضون تحديث الخطاب الديني أو الاعتراف بمبدأ المساواة بين المواطنين.

النتيجة كانت كارثية:
اغتيال مبدأ المواطنة الحقيقية، إذ أصبح المصري القبطي أو المختلف فكرياً مواطناً من الدرجة الثانية.

تعطيل مشاريع تحديث المجتمع لأن الأزهر يرفض أي مساس بـ"التراث".

والأخطر، إضعاف الوطنية نفسها، إذ صار الولاء لـ"الأمة الإسلامية" أهم من الولاء لمصر.

وحين يرضى رأس السلطة أن ينصاع لشيخ الأزهر، فالمحصلة أن الحكم لم يعد تعبيراً عن روح مصر الوطنية، بل مشاركة في قتلها. وعندما تُغتال الوطنية، لا يبقى سوى دولة هشة، عاجزة عن النهوض، تتزين بشعارات جوفاء بينما القرار الحقيقي في يد من يعيشون في الماضي.