كمال مغيث: التعليم لدخول المستقبل والدين لدخول الجنة

انتقد الدكتور كمال مغيث، الباحث التربوي، توجه الدولة نحو ربط التعليم بالدين، مؤكداً أن الهدف من التعليم هو إعداد الأفراد للمستقبل، بينما غاية الدين هي دخول الجنة عبر الإيمان والسلوك القويم.

 

وقال مغيث في تصريح له: "فى الوقت الذى يعانى فيه التعليم المصرى من عجز يصل إلى 600 ألف معلم، وتدهور ميزانية التعليم التي لا تتجاوز نصف ما يقرره الدستور، فضلاً عن تدني مرتبات المعلمين حتى أصبحوا أفقر معلمي الأرض، نفاجأ بتركيز الدولة على إدخال مسابقات دينية وفتح المساجد لتعليم الأطفال"، متسائلاً عن جدوى هذا الخلط بين التعليم والدين.

 

وأشار الباحث التربوي إلى أن المؤسسات الدينية متوفرة بالفعل، بدءًا من الأسرة ووزارة الأوقاف بمساجدها المنتشرة، مرورًا بالأزهر والتعليم الأزهري الذي يضم أكثر من 13 ألف معهد ونحو 3 ملايين طالب، وصولًا إلى عشرات القنوات الفضائية الدينية.

 

وشدد مغيث على أن التعليم المدني يجب أن يكون بوابة المصريين للمستقبل، مستشهداً بتجربة محمد علي الذي أسس للتعليم الحديث عبر البعثات العلمية إلى أوروبا، مؤكداً أن التعليم المعاصر يجب أن يواكب العلوم والتقنيات الحديثة، وقيم حقوق الإنسان والديمقراطية والبيئة.

 

واختتم مغيث تصريحاته بالتأكيد على أن الدستور المصري ينص على المواطنة كأحد أسس نظام الحكم، الأمر الذي يفرض على رئيس الجمهورية إما الاهتمام أيضًا بالمسابقات الدينية المسيحية أسوة بالإسلامية، أو ترك الدين لمؤسساته المختصة، والتركيز على تطوير التعليم باعتباره قضية وطنية تخص جميع المصريين.