
قراءة بروتوكولية في قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين
محرر الأقباط متحدون
السبت ١٦ اغسطس ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في مشهد بروتوكولي لافت، استقبلت ألاسكا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة وُصفت بالتاريخية، هي الأولى بين الزعيمين منذ عام 2019. الحدث أثار أجواء متباينة بين الفرح الروسي والامتعاض الأوكراني، بينما تابعه العالم عن كثب.
مشهد استقبال غير مسبوق
هبطت الطائرتان الرئيسيتان بشكل متزامن، حيث وُضع سُلّم طائرة ترامب مقابل سُلّم طائرة بوتين بالثانية، قبل أن يسير الزعيمان على سجادة حمراء مشتركة وسط احتفالية دقيقة الإعداد.
وقد لفت الانتباه تصفيق ترامب فرحًا قبل أن يمد يده لمصافحة بوتين، في مشهد اعتبره المراقبون مؤشراً على الحماسة التي تميز اللقاء.
بعد المصافحة، تبادل الزعيمان حديثًا منفردًا استمر عشر دقائق أثناء السير معًا إلى قاعة الاجتماع، في وقت عجز فيه المحللون عن تحديد فحوى النقاش، مكتفين بقراءة لغة الجسد وتعبيرات الوجه.
ملفات شائكة على الطاولة
رغم أن البيت الأبيض كان قد أعلن أن المحادثات ستكون ثنائية، إلا أن الصيغة تغيرت لاحقًا، فانضم إلى ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بينما رافق بوتين وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعده يوري أوشاكوف.
الاجتماع الذي امتد أكثر من ساعتين ونصف، تركز على تسوية الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى التعاون الثنائي بين موسكو وواشنطن، وضمان الأمن والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
رمزية بروتوكولية
أثارت الأنظار سيارة بوتين الرئاسية الفارهة التي نُقلت معه على متن الطائرة، حيث استقلها الرئيسان معًا فور وصولهما، وقد وُضعت عليها الأعلام الروسية والأمريكية، في دلالة رمزية على الشراكة.
تصريحات في مؤتمر صحفي مشترك
في المؤتمر الصحفي الذي تلا الاجتماع، أعلن ترامب أن القمة المقبلة ستُعقد في موسكو، مؤكدًا أن المحادثات “لم تُفضِ بعد إلى اتفاق، لكنها مستمرة”.
من جانبه، شكر بوتين ترامب على الدعوة، وأعرب عن اعتزازه باللقاء قائلاً إن “هذا اللقاء كان منتظرًا ومهمًا”، مشيرًا بفخر إلى الروابط الثقافية بين روسيا وألاسكا، ولا سيما الكنائس الأرثوذكسية الروسية المنتشرة هناك.
وأضاف: “ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا مؤسف، لأننا في الأصل شعب واحد”.
تباين ردود الفعل
أثار اللقاء موجة من الفرح في روسيا، حيث أبدى الإعلام والجمهور اعتزازهم بالرئيس بوتين وبالطريقة التي استقبله بها ترامب.
وفي المقابل، سيطر الغضب والحزن على أوكرانيا وحلفائها، حيث وصفت بعض وسائل الإعلام الحدث بأنه “صفعة للدول الداعمة لكييف”.
قمة أولى على طريق طويل
رغم الطابع الاحتفالي والرمزي للقمة، أقر الطرفان بأن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال بعيد المنال، إلا أن مجرد عودة الحوار المباشر بين واشنطن وموسكو عُدّ خطوة أولى نحو فتح مسار تفاوضي جديد بشأن الحرب في أوكرانيا.