الأقباط متحدون - البابا لاوُن الرابع عشر: مريم العذراء أيقونة الرجاء الذي لا يُخيِّب
  • ١٧:٢٧
  • الجمعة , ١٥ اغسطس ٢٠٢٥
English version

البابا لاوُن الرابع عشر: مريم العذراء أيقونة الرجاء الذي لا يُخيِّب

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

١٠: ٠٢ م +03:00 EEST

الجمعة ١٥ اغسطس ٢٠٢٥

البابا لاوُن
البابا لاوُن

محرر الأقباط متحدون
"بينما نسير، كأفراد، وكعائلة، وفي جماعة، وخاصةً عندما تتلبّد الغيوم ويصبح الدرب غير أكيد وصعب، لنرفع أنظارنا، ولننظر إليها، هي أمّنا، وسوف نجد مجدّدًا الرجاء الذي لا يُخيِّب" هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

بمناسبة عيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء تلا قداسة البابا لاوُن الرابع عشر ظهر الجمعة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة الحريّة في كاستيل غاندولفو وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها لقد ترك لنا آباء المجمع الفاتيكاني الثاني نصًّا رائعًا عن العذراء مريم، يطيب لي أن أقرأه معكم اليوم فيما نحتفل بعيد انتقالها إلى مجد السماء. ففي ختام الوثيقة حول الكنيسة، يقول المجمع: "إنّ أمَّ يسوع في تمجيدها الآن في السماء بجسدها وروحها هي صورةُ وبَدءُ الكنيسة التي ستبلغ كمالها في العصر الآتي، هكذا هي تزهو على هذه الأرض كعلامة العزاءِ والرجاء الأكيد لشعبِ الله في غربته إلى أن يأتي يوم الرب".

تابع الأب الأقدس يقول إنَّ مريم، التي حملها المسيح القائم معه إلى المجد بالجسد والنفس، تتلألأ كأيقونة رجاء لأبنائها الذي يحجّون في التاريخ. وكيف لا نتذكّر أبيات دانتي في النشيد الأخير من الفردوس؟ ففي الصلاة التي وضعها الشاعر على لسان القديس برناردوس والتي تبدأ بـ "أيتها العذراء الأم، ابنة ابنك"، يمدح الشاعر مريم لأنها هنا، بيننا نحن البشر الفانين، "ينبوع حيّ للرجاء"، أي مصدر حيّ متدفّق للرجاء.

أضاف الحبر الأعظم يقول أيها الأخوات والإخوة، إن هذه الحقيقة من إيماننا تنسجم تمامًا مع موضوع اليوبيل الذي نعيشه: "حجاج الرجاء". فالحاجّ يحتاج إلى هدف يوجّه رحلته: هدف جميل، جذّاب، يقود خطواته ويحييه عندما يتعب، ويوقظ دائمًا في قلبه الرغبة والرجاء. وفي مسيرة الحياة، هذا الهدف هو الله، المحبة اللامتناهية والأبدية، كمال الحياة والسلام والفرح وكل خير. إن قلب الإنسان ينجذب إلى هذا الجمال، ولا يجد سعادته إلا عندما يلقاه؛ وهو في الحقيقة معرّض لئلا يلقاه إذا ضلّ في "الغابة المظلمة" للشرّ والخطيئة.

تابع الأب الأقدس يقول ولكن ها هي النعمة: لقد جاء الله للقائنا، واتّخذ جسدنا المصنوع من تراب، وحمله معه، ونقول بصورة رمزية "إلى السماء"، أي إلى الله. إنّه سرّ يسوع المسيح المتجسّد، المصلوب، القائم من بين الأموات لخلاصنا؛ ويرتبط به ارتباطًا لا ينفصل سرّ مريم، المرأة التي منها أخذ ابن الله جسدًا، وسرّ الكنيسة، جسد المسيح السري. إنه سرّ واحد للمحبّة، وبالتالي للحرية. فكما قال يسوع "نعم"، كذلك قالت مريم "نعم"، وآمنت بكلمة الرب. وكانت حياتها كلّها حجّ رجاء مع ابن الله وابنها، حجّ أوصلها، عبر الصليب والقيامة، إلى الوطن، إلى حضن الله.

لذلك، خلص البابا لاوُن الرابع عشر إلى القول بينما نسير، كأفراد، وكعائلة، وفي جماعة، وخاصةً عندما تتلبّد الغيوم ويصبح الدرب غير أكيد وصعب، لنرفع أنظارنا، ولننظر إليها، هي أمّنا، وسوف نجد مجدّدًا الرجاء الذي لا يُخيِّب.