الأقباط متحدون - انعدام الأمن الغذائي في نيجيريا يثير قلق المنظمات الدولية ويهدد الملايين
  • ١٥:٣٦
  • الاثنين , ١١ اغسطس ٢٠٢٥
English version

انعدام الأمن الغذائي في نيجيريا يثير قلق المنظمات الدولية ويهدد الملايين

محرر الأقباط متحدون

أخبار عالمية

٥٠: ٠٢ م +03:00 EEST

الاثنين ١١ اغسطس ٢٠٢٥

انعدام الأمن الغذائي في نيجيريا
انعدام الأمن الغذائي في نيجيريا

محرر الأقباط متحدون
تشير مصادر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وجود أكثر من ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في شمال شرق نيجيريا، مضيفة أن النسبة الأكبر من هؤلاء الأشخاص هم مزارعون يعانون أصلا من الأوضاع الأمنية الهشة التي حملتهم على النزوح عن بلداتهم وقراهم، وحرمتهم من مصدر رزقهم الوحيد، ألا هو الأراضي الزراعية.

هذا ما جاء في مقال نشرته وكالة الأنباء الكاثوليكية "فيديس" لافتة إلى أن مشكلة انعدام الأمن الغذائي يعاني منها أيضا صيادو الأسماك في مناطق أخرى من نيجيريا، الذين يتعذر عليهم العمل في بحيرة تشاد وفي نهري النيجر وتارابا، وذلك أيضا لأسباب مرتبطة بانعدام الأمن، نظرا لانتشار المجموعات المسلحة والعصابات. وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأوضاع الراهنة في شمال شرق البلاد أدت إلى نتائج تنعكس سلباً على السكان المحليين من بينها: التهجير، عمل القاصرين، وارتفاع عدد الأطفال الذين يتركون المدرسة، ناهيك عن تفشي ظاهرة تزويج القاصرات. وتشير المصادر عينها إلى أن شرائح المجتمع التي تعاني من هذه الظواهر أكثر من سواها هي: الأطفال والنساء المرضعات.

مما لا شك فيه أن انعدام الأمن الغذائي في نيجيريا شكل موضع اهتمامٍ من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، الفاو، التي أكدت أنها تتابع تطور الأوضاع، ليس في الشمال وحسب إنما في ولايات البلاد الست والعشرين. وتشير المنظمة الأممية إلى وجود أكثر من ثلاثين مليون شخص يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي لاسيما خلال فصل الصيف، وهو الفترة السابقة لموسم الحصاد، حيث تكون البيئات الزراعية أكثر تعرضا لخطر الجوع.

بالمقابل أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تسعى إلى احتواء المخاطر التي تترتب على انعدام الأمن الغذائي في نيجيريا، مشيرة إلى أنها منذ بداية العام ٢٠٢٥، قدمت البذور لأكثر من عشرين ألف عائلة، بالإضافة إلى بعض الأدوات الزراعية لتسهيل عملية الإنتاج وتعزيز فعاليتها. وأضافت اللجنة الدولية أن هذا الدعم المقدّم يهدف أيضا إلى تنويع مصادر التغذية، ناهيك عن إصلاح شبكات الري الضرورية جداً بالنسبة للنشاط الزراعي.

وتؤكد وكالة فيديس في المقال أن المساعدات التي قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد لا تكون كافية لحل المشاكل المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي الذي هو نتيجةٌ لمشاكل أخرى، بدءاً من انتشار الجماعات المسلحة التي تمارس العنف بحق السكان. ولا بد أن تؤخذ أيضا في عين الاعتبار مسببات أخرى شأن ظاهرة التبدلات المناخية التي تشكل دافعاً للهجرة الداخلية في نيجيريا.

وتوضح الوكالة أن هذه الظاهرة اتخذت شكلين في البلد الأفريقي: الجفاف في المناطق الشمالية الغربية والفيضانات في المناطق الشرقية. وما يزيد الطين بلة أن هاتين المنطقتين هما المزود الرئيسي للمنتجات الزراعية على الصعيد الوطني، وبالتالي فإن تراجع الإنتاج ينعكس سلباً على سكان البلاد برمتهم، لاسيما في المناطق الجنوبية الكثيفة بالسكان.

تذكّر وكالة فيديس في ختام مقالها بأن عدد سكان نيجيريا هو في تزايد مستمر، مع العلم أنه البلد الأكبر في أفريقيا من حيث عدد السكان، كما أن انعدام الاستقرار والأمن الغذائي تترتب عليه نتائج لا تُحسب أبعادها.