
شبيبة الأرض المقدسة في روما: "إيمان واحد، رجاء لا ينطفئ"
محرر الأقباط متحدون
١٢:
٠٨
م +03:00 EEST
الاربعاء ٦ اغسطس ٢٠٢٥
محرر الاقباط متحدون
من 28 تموز حتى 3 آب 2025، توافد مئات آلاف الشباب الكاثوليك من مختلف دول العالم إلى الفاتيكان للاحتفال بيوبيل الشباب، وذلك ضمن فعاليات سنة يوبيل الرجاء، ومن بين المشاركين شبيبة الأرض المقدسة، نحو 60 شابًا وشابة من أبرشية القدس للاتين، قادمين من الأردن، وقبرص، والقدس، وبيت لحم، حاملين في قلوبهم صلوات شعوبهم وآمال أوطانهم، وشهادة حيّة على رجاء لا ينطفئ.
مثّلَ أبرشية القدس، 18 شابًا وشابة من رعايا اللاتين في قبرص، ومن الأردن 17 شابًا وشابة من مختلف رعاياه، والقدس 24 مشاركًا، وبيت لحم مشاركان، رافقهم عدد من الكهنة والمرشدين الروحيين.
في القداس الافتتاحي في ساحة القديس بطرس، قام جورج حزبون (24 عامًا) وليث الزغبي (21 عامًا) من بيت لحم بتقديم التقادم على المذبح، في لحظة عبّرت عن وحدة الكنيسة الجامعة.
قال جورج: "كانت لحظة مشحونة بالعاطفة، شعرت بأنني أقف في قلب الكنيسة، وأقدّم القربان على مذبح الرجاء، كانت مناسبة للتأمل في مسيرتي الروحية واكتشاف عمق الإيمان الذي يوحّدنا".
من جهته، قال ليث: "رغم اختلافاتنا الجغرافية والثقافية، يجمعنا إيمان واحد ورجاء واحد، شعرت بالقرب من الله، وكأنني أُمثل وطني بأكمله في هذا الحدث الكنسي العظيم". وأضاف: "الرجاء هو مرساتنا الحقيقية، نحن مدعوون لنكون نورًا في الظلمة، وأن نعمل من أجل مستقبل أفضل لوطننا بإيمان ومحبة".
من الأردن، تحدثت دانا طنوس، نائبة الأمين العام لشبيبة الأردن المسيحية، عن لحظة عبور الباب المقدس بقولها: "تلك اللحظة تركت أثرًا عميقًا، إذ كانت بمثابة عبور إلى نعمة جديدة وتجدد داخلي".
وأضافت: "وجودنا في روما كشباب من الأراض المقدسة لم يكن مصادفة، بل رسالة مفادها أن الرجاء لا يموت، وأن الاختلاف لا يفرّق، بل يجمّل وحدتنا".
أما غسان عصفور، الأمين العام لشبيبة الأردن، فقال: "لقاؤنا مع شبيبة من مختلف أنحاء العالم أظهر لنا أن وجودنا، كشباب من الأرض التي انطلقت منها رسالة الإنجيل، كان مصدر إلهام لكثيرين. نحن شهود على إيمان حيّ، ومدعوون لنكون حضورًا ثابتًا وشجاعًا في عالمنا".
في شهادته، قال جورج حليس من القدس، إن الصلاة مع قداسة البابا لاون الرابع عشر في تور فيرغاتا كانت من أكثر اللحظات الروحية عمقًا، وأضاف: "رأينا كيف أن الكنيسة واسعة ومتعددة الثقافات، لكنها متحدة في المسيح".
وفي عظته خلال القداس الختامي، دعا قداسة البابا الشبيبة إلى فتح قلوبهم قائلًا:
" أيّها الشّباب الأعزّاء، رجاؤنا هو يسوع... فلنتمسّك بيسوع، ولنثبت في صداقته دائمًا، فننمو فيها بالصّلاة، والسّجود، ومناولة القربان الأقدس، والاعتراف المتكرّر بخطايانا، والمحبّة السّخيّة، كما علّمنا الطّوباويان بييرجورجيو فراسّاتي وكارلو أكوتيس، اللذان سيُعلنان قريبًا قدّيسَين."
لم ينسَ قداسة البابا الشبيبة في البلدان التي تعاني من ويلات الحروب، ففي صلاة التبشير الملائكي التي تلت القداس الإلهي ليوبيل الشبيبة، قال: "نحن مع شباب غزّة، ومع شباب أوكرانيا، ومع كلّ الذين يعيشون في أراضٍ تلطّخت بالدّماء بسبب الحروب. إخوتي وأخواتي الشّباب، أنتم علامة على أنّ عالمًا مختلفًا هو أمرٌ ممكن: عالمٌ أخوي وصداقة، حيث تُواجَه فيه النّزاعات لا بالسّلاح بل بالحوار."
رغم الألم والمعاناة، يواصل صوت شبيبة الأرض المقدسة الارتفاع بشجاعة، ليؤكد أن الكنيسة ما زالت تنبض بالحياة، وأن الرجاء لم يُطفأ بعد، بل يتقد في قلوب الشباب الذين يحملون شعلة الإيمان ويصنعون من انفتاحهم جسورًا نحو مستقبلٍ أكثر عدالة وسلامً.
الكلمات المتعلقة