الأقباط متحدون - بدل ما نطلق أقمار صناعية… اجتماع الأوقاف بهيئة الفضاء ..إلى أين نسير ؟ حين يحكم الفقه الفضاء… مصر تفقد بوصلتها
  • ١٥:٣٧
  • الاربعاء , ٦ اغسطس ٢٠٢٥
English version

بدل ما نطلق أقمار صناعية… اجتماع الأوقاف بهيئة الفضاء ..إلى أين نسير ؟ "حين يحكم الفقه الفضاء… مصر تفقد بوصلتها"

شريف منصور

مع رئيس التحرير

٥٣: ٠٧ م +03:00 EEST

الاربعاء ٦ اغسطس ٢٠٢٥

شريف منصور
شريف منصور
بقلم: شريف منصور
حلقة جديدة من العبث
وزير الأوقاف اجتمع مع هيئة الفضاء، مش علشان يدعم البحث العلمي أو يطوّر المناهج الدينية، لكن عشان يناقش النوازل الفقهية المستجدة لأحكام الفضاء “الضوابط الشرعية” لرؤية الهلال!
 
يا خسارة بلد كانت في يوم من الأيام منارة للعلم والفلك… النهاردة بنستنى فتوى من المشايخ علشان نعرف نطّلع نبص على السما!
 
مصر القديمة vs. خرافات البدو
المصريين القدماء من آلاف السنين كانوا بيبنوا معابدهم على حسب مواقع النجوم، وعملوا تقاويم فلكية دقيقة جدًا، ورصدوا الكواكب والمذنبات، وكان عندهم تقويم أدق من اللي عندنا النهاردة.
 
وفي الوقت ده، الجزيرة العربية كانت لسه بتعتمد على “الرؤية بالعين المجردة” وشايفة إن الفلك شيء مشكوك فيه ويمكن كمان “حرام”.
وبدل ما نطوّر، رجعنا نستنّى الأزهر يعلن بداية رمضان وكأننا في العصر الحجري!
 
لما الجهل يغلب العلم
النهاردة، الفلك بيقدر يحدد لحظة ولادة القمر بالدقيقة والثانية…
لكن المؤسسات الدينية عندنا مش عايزة تسمع، مش علشان الدين، لكن علشان تفضل ماسكة في سلطتها، فموضوع الهلال مبقاش دين… بقى سلطة وتحكُّم.
 
اللي يراقب المشهد من قريب، لازم يسأل:
ليه اتحط شيخ بهذا الفكر على رأس وزارة المفروض تكون صوت للوعي؟
 
الحقيقة إن وزير الأوقاف الحالي موجود علشان يُغرق مصر في الانهزام الديني.
مش بيصلّح، ولا بيطهّر الخطاب الديني… ده بيكرّس للجمود، وبيكرّه الناس في كل شىء  بعقلية متطرفة.
 
هو مش بس موظف دولة…
ده أداة في مشروع كبير هدفه السيطرة على العقول باسم الدين ، وتحويل مصر من دولة رائدة لدولة تابعة، خاضعة للفتوى قبل القانون، وللشيوخ قبل العلماء.
 
وزارة الأوقاف والأزهر: حُماة الجمود
وزارة الأوقاف بقت أداة رقابة دينية، وبتمنع أي فكر حر، وبتعيّن الخطباء بالتليفون، أما الأزهر، فبقى كيان فوق النقد، حتى لما يتمسك بتفسيرات رجعية مش ماشية مع العقل ولا مع الزمن.
 
ليه دول الخليج سبقونا؟
دول زي الإمارات والسعودية فهِموا بدري إن التدخُّل الديني بيعطّل التنمية.
 
قلّلوا سيطرة رجال الدين، واعتمدوا التقاويم العلمية، واشتغلوا على برامج فضاء واقتصاد حديث.
 
إحنا بقى… رغم تاريخنا العلمي العريق… لسه حابسين نفسنا جوّه هذا الفكر
 
مصر بتتأخر… والعالم بيتفرّج
مصر اللي كانت منارة الثقافة والعلم في العالم العربي، بقت دلوقتي بتجري ورا اللي سبقوها، فالغرب شايف إن رجوعنا لتدين المؤسسات العامة شيء خطير، خصوصًا لما يبقى فيه دعم رسمي للأفكار المتطرفة باسم “الدين ".
 
الرسالة اللي بنبعته للعالم دلوقتي:
مصر مبقتش تقود… مصر بتتبع المشايخ اللي بيخافوا من التلسكوب أكتر ما بيخافوا من الاستبداد!
 
المصريين منتظرين إيه؟
الشعب يريد أكل… كرامة… تعليم… شغل وعلم .مش خطب مكررة ولا تدين مزيف!
 
الناس عايزة حكومة تفصل الدين عن السياسة، وتدي فرصة للعلماء، مش للشيوخ، لكن للأسف… احنا بنستنى نعرف أول رمضان من خلال ميكروفون، مش من خلال مرصد فضائي!
نريد الرئيس ينفذ وعده بمواجهة  الفكر المتطرف وتطوّير الخطاب الديني والفكر، بعيد عن ما نراه من  نسلّم القيادة لرجال الدين، حتى لا يعودوا بنا للوراء ،  ومن الخطر استخدم الشيوخ علشان من أجل  تبرير الفشل السياسي، فالأزمة الحالية ليست اقتصادية بل هناك ما هو أكبر، وهو السيطرة لرجال الدين على عقول الناس، بديلا للعلم والفكر البناء، وهو ما يزيد من الجهل.
 
الكلمة الأخيرة: مفيش تحرير من غير عقل فعندما نري اجتماع هيئة القضاء بالمشايخ يكون الخطر وكأننا نسعى للحصول على إذن النظر الفضاء والنجوم .
 
طول ما الفتاوى بتحكم العلم، وطول ما المشايخ بيكتبوا نهاية كل فكرة،
هنفضل بندور في فلك الجهل.
 
آن الأوان نكسر الدائرة دي… ونرجع لمصر اللي كانت دايمًا بتسبق، مش بتتأخر..مصر الحضارة والعلم والفكر من أجل مواكبة التقدم العالمي الذى تسبقنا فيه دول الخليج الان، فنحن نريد بلادنا تكون الأفضل بالعقول والعلم .