
لم يعد هناك وقت… فقد دق ناقوس الخطر
شريف منصور
الاربعاء ٦ اغسطس ٢٠٢٥
شريف منصور
يا أبناء مصر الأصلاء،
لقد دق ناقوس الخطر، ولم يعد هناك مجال للمجاملات أو التجميل السياسي. ما يجري اليوم في مصر ليس مجرد انحراف في المسار، بل هو انقلاب صريح على هوية هذا الوطن، وتحوّل خطير نحو دولة دينية تسعى بوضوح إلى فرض الهيمنة الإسلامية على حساب الهوية المصرية الأصلية، وتحديدًا على حساب الوجود القبطي، الذي كان ولا يزال قلب مصر الحضاري والإنساني.
لقد أصبح واضحًا للجميع أن المؤسسات الدينية الرسمية، وعلى رأسها الأزهر ووزارة الأوقاف، تجاوزت أدوارها الدينية، وباتت تمارس سلطة فوق الدولة، تتلقى فيها الوفود الوزارية والسفراء الأجانب، وتُعطى لهم التعليمات والتوجيهات التي تُطبّق بعد ذلك على أرض الواقع، لتثبيت السيطرة الدينية على كل مناحي الحياة في مصر.
وفي المقابل، اختفى رئيس الجمهورية عن المشهد تمامًا في علاقته بهذه القيادات، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول هذا الأمر والتخلي عن هذه القضايا؟ أم أنه ترك المجال عمداً لسيطرة هذه المؤسسات، ليتمكن من الحكم من دون مساءلة أو توازن؟!
إن هذا الصمت وذاك الظهور المفرط للمؤسسات الدينية ليس عبثًا. فاليوم تُدار الدولة كمؤسسة دينية بحتة، ويُعامل الأقباط كـ”ذميّين”، يُ tolerated وجودهم كأقلية، دون حقوق متساوية أو تمثيل سياسي حقيقي.
أين الأقباط في الحكومة؟
هل من الصدفة أن يتم استبعادهم تمامًا من الوزارة عدا وزارة واحدة ؟
هل من الصدفة أن تغيب وجوههم عن المراكز العليا في أجهزة الدولة؟
بالطبع لا. هذا استبعاد ممنهج، وتخطيط مسبق، وهو ما يثبت أن هناك إصرارًا على محو الوجود القبطي من المشهد السياسي والاجتماعي والإعلامي.
والأخطر من ذلك، أن هذا الإقصاء يتم تحت غطاء صامت من النخبة السياسية، بل وبمشاركة نشطة من بعض الأصوات التي تدّعي الليبرالية، في وقت تخضع فيه مصر لـ”تديين” متصاعد، لا يفرق كثيرًا عن مشروع الجماعات التي طالما ادّعى النظام محاربتها.
أيها المصريون، دق ناقوس الخطر…
إما أن نواجه هذا المشروع الظلامي الطائفي الذي يُفكك مصر من الداخل،
وإما أن نُسلّم وطننا لمن قرروا أن يحوّلوه إلى كيان ديني لا مكان للدولة المدنية ، ولا للمصريين الأصلاء، ولا للهُوية التي صنعت مجد هذا البلد.
الصمت خيانة، والمجاملة جريمة، والوقت انتهى.