الأقباط متحدون - ملتقى لوجوس لشباب العالم.. رؤية بابوية لربط الجذور بالأغصان
  • ٠١:٣١
  • السبت , ٢ اغسطس ٢٠٢٥
English version

ملتقى لوجوس لشباب العالم.. رؤية بابوية لربط الجذور بالأغصان

نادر شكري

أقباط مصر

١٦: ٠٢ م +03:00 EEST

السبت ٢ اغسطس ٢٠٢٥

ملتقى لوجوس لشباب العالم
ملتقى لوجوس لشباب العالم

بقلم نادر شكري 
منذ أن أطلق قداسة البابا تواضروس الثاني عام 2018 مبادرته الفريدة لإنشاء ملتقى لوجوس لشباب العالم، أصبحت هذه الفعالية السنوية محطة رئيسية في أجندة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تجمع فيها الكنيسة أبناءها من القارات الخمس، لتعيد وصل ما انقطع بين الأجيال المهاجرة وجذورهم الروحية والثقافية في أرض مصر.

قداسة البابا، الذي آمن بأهمية التواصل المباشر مع الشباب، جعل من هذا الملتقى مساحة لقاء مفتوحة، يجلس فيها بنفسه بين أبنائه ليستمع إليهم ويحاورهم بلغتهم، ناقلًا لهم خبرته الإيمانية والرعوية، وموجهًا نظرهم نحو قيم المحبة، والتمسك بالهوية، والانفتاح على العالم بروح الإنجيل.

على مدار سنواته الخمس، تنوعت برامج الملتقى بين الأنشطة الروحية من قداسات وصلوات وتأملات كتابية، والجلسات الحوارية التي تناقش قضايا الهوية والاندماج، والبرامج الثقافية التي تعرّف الشباب على تاريخ الكنيسة واللغة القبطية، فضلًا عن الجولات السياحية التي تكشف لهم عظمة التراث المصري القديم والمسيحي. هذه التركيبة المتكاملة جعلت من لوجوس منصة تعليمية وتربوية فريدة، تعطي للشباب أدوات عملية للحفاظ على إيمانهم وهويتهم وسط تحديات الغربة.

أهمية هذا الملتقى لا تقتصر على ما يحدث في أيامه القليلة، بل تمتد إلى ما يزرعه في نفوس المشاركين من انتماء وارتباط بالكنيسة الأم. فهو يُعيد رسم صورة مصر في قلوبهم كأرض الإنجيل التي ذكرها الكتاب المقدس أكثر من 700 مرة، وأرض الضيافة التي احتضنت العائلة المقدسة.

ومع ختام النسخة الخامسة للملتقى اليوم السبت، يواصل قداسة البابا تأكيد رؤيته بأن هذا الحدث ليس مجرد تجمع سنوي، بل هو مشروع مستدام لبناء جسور بين الكنيسة في مصر وامتدادها في العالم. هذا الملتقى، الذي يزداد نضجًا وتنوعًا عامًا بعد عام، أصبح مختبرًا عمليًا لتخريج جيل واعٍ بهويته، قادر على أن يكون شاهدًا للمحبة والسلام في بلاد المهجر، وحاملًا لصوت الكنيسة المصرية إلى كل مكان. إن نجاح الملتقى الخامس يفتح الباب أمام آفاق أوسع في السنوات المقبلة، حيث يتطلع قداسة البابا إلى أن يتحول "لوجوس" إلى حركة عالمية دائمة لربط الشباب القبطي بجذوره، ليظل الشعار الدائم: من مصر تبدأ الرسالة، وإلى العالم يمتد النور.