الأقباط متحدون - كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا تشكر البابا لاوُن على دعمه للسكان المتألمين
  • ١٣:٠٩
  • السبت , ٢٦ يوليو ٢٠٢٥
English version

كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا تشكر البابا لاوُن على دعمه للسكان المتألمين

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

السبت ٢٦ يوليو ٢٠٢٥

البابا لاوُن
البابا لاوُن

محرر الأقباط متحدون
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران فاسيل توشابيتس أكسرخس خاركيف لكنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا الذي عبّر عن امتنانه وامتنان المؤمنين للبابا لاون الرابع عشر على المساعدات الغذائية التي أرسلها خلال الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن السكان الأوكرانيين يشكرون الكنيسة الكاثوليكية على الوقوف إلى جانبهم منذ اندلاع الحرب لأكثر من ثلاث سنوات خلت.

مدينة خاركيف الواقعة في شرق أوكرانيا تلقت منذ بضعة أسابيع معونات وهبها البابا لاون الرابع عشر إلى السكان المتألمين جراء الصراع المسلح الدائر في البلاد منذ شباط فبراير ٢٠٢٢. وهذه المساعدات هي عبارة عن عبوات تحتوي مواد غذائية كُتب عليها باللغتين الإيطالية والأوكرانية "هبة من البابا لاون الرابع عشر إلى سكان خاركيف"، وقد أُرسلت إلى أوكرانيا من خلال بازيليك القديسة صوفيا في روما، والتي تحولت منذ اندلاع الحرب إلى موقع لجمع التبرعات للأوكرانيين ومنها تنطلق بانتظام الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني حاول المطران توشابيتس أن يقدّم صورة عن الأوضاع الراهنة اليوم في المدينة وفي المناطق الشرقية عموما، كما أعرب عن امتنان السكان الكبير للكنيسة الكاثوليكية وللحبر الأعظم على المساعدات التي نالوها. ولفت إلى أن الطرود التي تصل إلى خاركيف توزّع أولاً على العائلات التي تحتاج إلى المساعدة أكثر من غيرها، وتلك التي عانت أكثر من سواها نتيجة الحرب المدمرة. وأوضح أن أشخاصاً كثيرين نزحوا عن المدن القريبة من الحدود الروسية، حيث تدور أشرس المعارك. وهؤلاء الأشخاص فقدوا بيوتهم، ويعيشون حالياً كمهجرين في خاركيف. وأضاف أن المعونات الغذائية توزع أيضا على سكان القرى والبلدات المجاورة التي احتلها الجيش الروسي قبل أن تتمكن القوات الأوكرانية من تحريرها، مشيرا إلى أن السكان عادوا إلى ديارهم بعد التحرير، بيد أن معظمهم فقدوا بيوتهم. وقال إن الكنيسة، وبالتعاون مع هيئة كاريتاس المحلية، تمكنت من توفير بيوت مسبقة الصنع لإيواء المهجرين، وقد حصل هؤلاء الأشخاص أيضا على المعونات الغذائية التي أرسلها البابا.

تابع سيادته حديثه لافتا إلى أهمية الاستمرار في مساعدة هؤلاء الأشخاص، وأشار إلى أن هؤلاء ممتنون جداً للحبر الأعظم وللكنيسة الكاثوليكية على المعونات المقدمة، وهم يدركون تماماً أنهم حاضرون في ذهن البابا. وذكّر الأسقف الأوكراني بزيارة الحج التي قامت بها مجموعة من المؤمنين الأوكرانيين إلى روما والفاتيكان في الثامن والعشرين من حزيران يونيو الماضي لمناسبة سنة اليوبيل، وقال إنه في تلك المناسبة أيضا توجه البابا لاون الرابع عشر إلى الحجاج القادمين من أوكرانيا معبراً عن وقوفه إلى جانبهم وقربه منهم روحياً كما أراد أن يثبتهم في الإيمان، وأضاف سيادته أن قرب الحبر الأعظم من السكان المتألمين في أوكرانيا لا يقتصر على الأقوال فقط إنما تُرجم إلى أرض الواقع من خلال إرسال المساعدات الإنسانية.  

بعدها توقف المطران توشابيتس عند الجهود التي تبذلها الكنيسة المحلية تضامناً مع السكان المحتاجين، وقال إنه منذ بداية الغزو الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا أقيم في كاتدرائية القديس نيقولاوس للروم الكاثوليك في خاركيف مركز لجمع وتوزيع المساعدات على الأشخاص الذين قرروا البقاء في المدينة. وقال إن الناس يتوجهون كل يوم خميس إلى الكاتدرائية للحصول على المواد الغذائية ولوازم النظافة الشخصية، والألبسة والأدوية. وأشار سيادته على سبيل المثال إلى أن كل طرد من الطرود التي تبرع بها البابا لاون الرابع عشر يسد حاجة شخصين لأسبوعين أو ثلاثة، أو حتى لشهر كامل أحيانا. وقال إن هذه المساعدة هي بالغة الأهمية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، خصوصا لأنها تتضمن مواد غذائية مدة صلاحيتها طويلة، كالحبوب والمعلبات ولا تتلف بسرعة.

في معرض حديثه عن الأوضاع الأمنية لفت الأسقف الأوكراني إلى أن الوضع ازداد سوءاً في الآونة الأخيرة، خصوصا مع تكثيف الهجمات التي تستخدم فيها روسيا مسيرات من طراز "شاهد" إيرانية الصنع. وكانت آخر تلك الهجمات الروسية يوم الخميس الفائت عندما استهدفت قنبلتان مجمعاً سكنياً وسط مدينة خاركيف، ما أسفر عن سقوط أربعين ضحية على الأقل، من بينهم عدد من الأطفال. وذكّر سيادته بأن هذا الوضع الصعب يستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، والسكان لم يعودوا قادرين على الاحتمال، ناهيك عن الوقع النفسي الذي يتركه الصراع على الأطفال. وقال إن الرعايا المحلية تنظم لقاءات مع الصغار، في محاولة لمدهم بشيء من الدعم النفسي، موضحا أن الأطفال يشعرون بالخوف الشديد لدى سماعهم دوي الانفجارات، حتى لو كان ذلك في مكان بعيد.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أوضح سيادته أن جزءاً من المساعدات الغذائية التي وهبها البابا لاون الرابع عشر وُزع على الأطفال الذين شاركوا في مخيم صيفي بعنوان "عطلة سعيدة مع الله"، نُظم بالتعاون مع الطلاب الإكليريكيين في لفيف ورهبنة المخلص، وقال إن مبادرات من هذا النوع تساعد الصغار على أن يعيشوا مشاعر إيجابية، وأن يتخطوا ما عاشوه واختبروه من أهوال هذه الحرب.