الأقباط متحدون - الدولة الدينية تقودنا للخراب الاجتماعي والحضاري في مصر
  • ١٧:٠١
  • الاربعاء , ٢٣ يوليو ٢٠٢٥
English version

الدولة الدينية تقودنا للخراب الاجتماعي والحضاري في مصر

شريف منصور

مع رئيس التحرير

٥٤: ١١ م +03:00 EEST

الاربعاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٥

شريف منصور
شريف منصور

بقلم: شريف منصور
تحوّلت السلطة في نظر كثير من المصريين، من سلطة حاكمة إلى  مشروع تدمير ممنهج للدولة المصرية، حضارياً واجتماعياً وثقافياً. فى طعن روح مصر في مقتل حين تخلت السلطة عن دورها  في حماية الهوية المصرية، تاركًا الأزهر وذراعه الطويلة يتوغلان في التشريع والتعليم والإعلام، مستبدلين حضارة آلاف السنين بخطاب ديني طائفي يجرّ الوطن إلى الوراء.

في عهد هذه السلطة، لم يعُد الأزهر مؤسسة دينية فحسب، بل بات دولة داخل الدولة، تتحكم في مصير العقول والمناهج، وتفرض رؤيتها على الحياة المدنية. أما البرلمان، فمجرّد أداة ديكورية، خانعة، تصادق على كل ما تمليه مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف، بينما يُعيّن وزير التعليم من فئة المزورين فكرياً ، ممن يتواطؤون على تجهيل الأجيال وسحق الهوية الوطنية لصالح الخرافة.

وعلينا ألا ننسى ذلك المشهد العبثي من أكتوبر 1981، حين نظر أنور السادات في عيون قاتله وقال له: “يا ولد”. لم تكن فقط كلمة عابرة، بل مرآة لغرور الحاكم الذي يظن نفسه فوق الحساب ، واليوم نسير  نفس الوهم،  بينما الحقيقة أنه يحفر قبر  الهوية المصرية، ويسبقه في حفر تلك المقبرة شيخ الأزهر، وشيخ الأوقاف، ووزير التعليم.

فنحذر من الندم على ما سيحدث، لأن الندم لن يفيد. وما ينتظره هو حصاد الخراب الذي زرعه، بأيدي أولئك الذين وثق فيهم، وخان بهم مصر.