
"لن تكون هناك ريفييرا في غزة": الكاردينال بيتسابالا يرفض التهجير القسري ويؤكد الصمود
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
انطباعاته خلال الزيارة الرعوية والاحتفال بالقداس الإلهي تحت القصف، الأفعال غير المبررة التي يتعرض لها سكان غزة، ونداءات البابا القوية والمتكررة. كان هذا من بين ما تم التطرق إليه خلال مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا وذلك عقب الزيارة الرعوية التي قام بها إلى غزة.
عقب الزيارة الرعوية التي قام بها إلى غزة، بعد هجوم الجيش الإسرائيلي على رعية العائلة المقدسة، أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا. وفي إجابته على السؤال الأول حول ما رأى خلال هذه الزيارة قال غبطته إن ما سيتذكر مقارنة بالزيارات السابقة هي تلك الخيام الممتدة على مساحة كبيرة والتي لم تكن موجودة من قبل. فقد كان الجميع في جنوب القطاع حين كان هنا المرة السابقة وكان ممر نتساريم حينها مغلقا. واليوم عاد سكان غزة ليصبح هناك أكثر من مليون شخص ليس ليدهم مكان ليعيشوا فيه. وأشار في هذا السياق إلى الخيام الممتدة على طول شاطئ البحر حيث يعيش الأشخاص في أوضاع صعبة سواء فيما يتعلق بالنظافة أو من أية وجهة نظر أخرى. وتابع الكاردينال بيتسابالا أن صورة أخرى علقت في ذهنه ألا وهي صورة المستشفى والأطفال الذين تشوهت أجسادهم أو فقدوا البصر جراء القصف.
ثم تطرقت المقابلة إلى ما قال غبطة البطريرك من قبل حول ما يرى من حياة في وجوه أبناء الجماعة، وأكد نيافته هذا مشيرا إلى أنه ورغم صعوبة الأوضاع فهناك وإلى جانب التعب الحيوية والرغبة. وما دام هناك مَن لديه رغبة في عمل شيء، في التغيير فهذا يعني أنه لا تزال هناك حياة فيهم، وهذا ما لمستُ، قال الكاردينال بيتسابالا.
وعلى سؤال حول الاحتفال بالقداس الإلهي وسط ضجيج القصف أجاب غبطة البطريرك إنه كان أمرا غريبا في اليوم الأول لكنه اعتاد هذا، وهو ما يحدث للجميع. وأشار إلى أن بعض الضربات كانت قريبة حتى أن البنايات قد اهتزت، ولكن ورغم التأثر الأول يتم الاعتياد حتى على هذا. وأشار في هذا السياق إلى أنه وأكثر قوة من الضجيج وما لا يمكن أن تنقله الصور كانت هناك الرائحة، الدخان، الروائح التي تخلفها الانفجارات.
وخلال التطرق إلى إصدار إسرائيل أوامر بإخلاء غزة قال بطريرك القدس للاتين إنه سيكون هناك مَن سيرحل إلا أن أغلبية السكان ستظل هناك. فهم أولا لا يعرفون إلى أين يمكنهم أن يذهبوا لكنهم لا يرغبون في الرحيل. فهنا لديهم الجذور والبيوت، أو بالأحرى كانت لديهم بيوت، قال الكاردينال بيتسابالا وأضاف أن سكان غزة يريدون إعادة تشييد بيوتهم هناك. وأراد نيافته التذكير هنا بما قال البابا لاوُن الرابع عشر بوضوح حين شدد على أنه لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري، لن تكون هناك ريفييرا في غزة، قال غبطة البطريك. وحين سألته الصحفية إن كان واثقا في هذا أجاب: نعم، أنا واثق. وتابع أن كلمات قداسة البابا حول ضرورة ألا تكون هناك معاقبة جماعية كانت كلمات واضحة جدا وقوية جدا ومنتظّرة جدا.
ثم كانت المساعدات الإنسانية وعدم وصولها إلى غزة من بين المواضيع التي تطرقت إليها المقابلة، وقال الكاردينال بيتسابالا إننا لا نفهم ما مبرر كل هذا. وأضاف أنه وكما قال قداسة البابا، وكما نقول نحن بشكل متواصل، كل ما يحدث لا يمكن تبريره. وتابع غبطة البطريرك أنه يريد هنا إيضاح شيء، وقال ليس لدينا شيء ضد العالم اليهودي ولا نريد أن نبدو مثل مَن هم ضد المجتمع الإسرائيلي أو اليهودية ولكن لدينا واجب أخلاقي، وهو أن نُعبِّر بشكل واضح وصريح عن انتقاداتنا للسياسة التي تقوم بها هذه الحكومة في غزة. وأكد أن المخاوف لا تتعلق بالمسيحيين فقط، وأضاف أن نقطة أخرى يجب إيضاحها هي أننا لم نكرس جهودنا أبدا للمسيحيين وحدهم. فقد كان واجبا علينا كرعاة أن نزور جماعتنا ولكننا ومنذ البداية كنا واضحين جدا حول ما يحدث في غزة بكاملها، كما وأن نشاطاتنا كلها ما بين المستشفيات وعمل كاريتاس هي للجماعة بكاملها، للجميع. وأضاف أن مساعدات الكنيسة اللاتينية كانت تصل حينما كانت تسمح بذلك الحدود إلى أكثر من ٤٠ ألف شخص جميعهم تقريبا مسلمون، وسنستعيد هذا النشاط قريبا، قال نيافته.