
الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية تصليان معًا من أجل غزة.. قداس تضامني ورسائل محبة وأمل
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
خلال الزيارة التي قام بها إلى غزة برفقة بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث ترأس بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا القداس الإلهي في رعية العائلة المقدسة التي تعرضت لهجوم إسرائيلي، في السابع عشر من الجاري، أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح من بينهم كاهن الرعية غابريال رومانيلي.
ألقى غبطته عظة خلال القداس قال فيها إن وجوده هناك إلى جانب البطريرك ثيوفيلوس الثالث يحمل دلالة عميقة، إذ يعبر عن وحدة الكنيسة وتضامن جميع كنائس العالم مع الجماعة المسيحية المحلية، لافتا إلى رغبة سائر كنائس القدس في زيارة غزة ما يُظهر أن الجميع حاضرون مع مؤمني غزة بالروح ومستعدون لتقديم الدعم.
بعدها أكد بطريرك القدس للاتين أن المسيحيين لا يحصرون اهتمامهم بالمسيحيين فقط إذ إن قلوبهم منفتحة على الجميع، وأضاف: "نحن ممتنون لما استطعنا أن نُقدّمه لكم هنا، لكننا لا نُخفي قلقنا مما يحدث في سائر أنحاء غزة. أنتم لستم منسيين. أنتم في قلب الكنيسة الجامعة، وفي صلوات جميع المسيحيين حول العالم. وعندما أعود إلى القدس، أؤكد لكم أننا سنبذل كل جهد ممكن لوقف هذه الحرب العبثية. سنواصل العمل، وبنعمة الله، سنبلغ النجاح".
هذا ولفت بيتسابالا إلى أنه في كل مرة يزور فيها المؤمنين في غزة يستطيع أن يشهد على خبرة أن الله قد زار المؤمنين بالفعل، إذ يراه حاضرا في وجوههم، وفي حياة الكثيرين منهم. وقال: في هذا البحر من الموت والدمار لا تزال الحياة موجودة. وأكد غبطته أنه حيثما وُجد إنسان مستعد لأن يبذل نفسه من أجل أخيه، فهناك يكون الله حاضرا، مشيرا إلى وجود الكثير من مظاهر التضامن بين أبناء الكنيسة في غزة، وأنه يشاهد أشخاصا كثيرين يقدمون ذواتهم لخدمة الآخرين. وأضاف أنه في هذا البحر من الكراهية والعنف – الذي يكشف بوضوح عن قوة الشرير، ذاك الذي لا يزال حاضرا بقوة – نُدرك ونختبر أن الشرير، رغم شدته، عاجز عن إخماد شعلة الحياة في داخلنا. ولهذا، ينبغي أن نثبت ونبقى أقوياء، لنواصل الحضور الحي في هذا المكان.
بعدها توقف غبطته عند المهام الملحة العديدة التي تنتظر الإنجاز في غزة، خصوصا وأن الكثيرين يتحدثون عن صعوبات الحياة، والقلق من المستقبل، وعن أوضاع المستشفيات. وقال: لا شك أننا مدعوون لأن نكون حاضرين، وأن نبذل كل جهد ممكن. لكن ينبغي ألا نقع في فخ أن نصبح مثل مرتا، التي سمحت لانشغالاتها بأن تطغى على جوهر الرسالة. يجب ألا نسمح للمهام الكثيرة بأن تُسيطر على قراراتنا بل لا بد أن تنبع خياراتنا من محبة الله الساكنة فينا. علينا أن نصغي أولا إلى صوت الله، فإن أصغينا إليه بصدق، سنقوم بما هو ضروري، لكن بالروح الصحيحة.
وهذه الروح – تابع يقول – ستقودنا إلى بناء علاقات حقيقية، وإلى توسيع دائرة المحبة في داخلنا. لأن ما نحتاج إليه حقا، في غزة، وفي الأرض المقدسة، وفي كل مكان، هو أن نعبر عن المحبة التي نحملها في أعماقنا. وهذه المحبة، يجب أن تكون أولا محبة الله، لأنه إذا امتلأنا بمحبة الله سنتمكن من إنجاز ما هو ضروري. ختاما عبر البطريرك بيتسابالا عن شكره العميق للجماعة المسيحية المحلية على الشهادة الحية التي تقدمها، طالباً من المؤمنين أن يكونوا شعلة نور متقدة في غزة لا من أجلهم وحسب، إنما من أجلنا جميعا.