الأقباط متحدون - الفاتيكان يوفد مبعوثًا خاصًا إلى أوكرانيا برسالة سلام من البابا لاون
  • ١٩:١٥
  • الاثنين , ٢١ يوليو ٢٠٢٥
English version

الفاتيكان يوفد مبعوثًا خاصًا إلى أوكرانيا برسالة سلام من البابا لاون

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠٩: ٠٤ م +03:00 EEST

الاثنين ٢١ يوليو ٢٠٢٥

الكاردينال كرينتشينتسيو سيبي، رئيس أساقفة نابولي الفخري
الكاردينال كرينتشينتسيو سيبي، رئيس أساقفة نابولي الفخري

محرر الأقباط متحدون

 في خطوة تعبّر عن التزام الكرسي الرسولي الدائم بالسلام والوحدة بين الشعوب، أصدر قداسة البابا لاون الرابع عشر قرارًا بتكليف صاحب النيافة الكاردينال كرينتشينتسيو سيبي، رئيس أساقفة نابولي الفخري، مبعوثًا خاصًا له إلى أوكرانيا، للمشاركة باسمه في الاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس متروبوليتية هاليش، التي أصبحت لاحقًا أبرشية لفيف اللاتينية.

 ومن المقرر أن يُقام الاحتفال في مدينة لفيف، داخل كاتدرائية السيدة مريم العذراء، بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2025، وسط مشاركة كنسية واسعة، تمثل مختلف الكنائس الكاثوليكية والأبرشيات اللاتينية والأوكرانية.

 رسالة سلام في قلب المعاناة

ويحمل هذا التعيين رمزية بالغة، إذ يُوفَد الكاردينال سيبي إلى أوكرانيا الجريحة بسبب الحرب، كمبعوث للسلام يحمل رسالة الحبر الأعظم إلى شعبٍ يتوق للرجاء والطمأنينة. وفي سنّ الثانية والثمانين، يثبت نيافته أنّ الكرازة بالسلام لا تعرف حدودًا عمرية، بل تستند إلى مسيرة طويلة من الخدمة الكنسية والدبلوماسية.

وقد أعرب الكاردينال سيبي عن عميق امتنانه للبابا لاون الرابع عشر على ثقته، معتبرًا هذا التكليف "تعبيرًا مزدوجًا عن محبة الكنيسة لمدينة نابولي، وتقديرًا لمسيرته الطويلة في خدمة السلام والتقارب بين الشعوب والأديان".

 حضور لاتيني فاعل في أوكرانيا

رغم أنّ الكاثوليك اللاتين لا يمثلون سوى 1–2% من سكان أوكرانيا (نحو مليون مؤمن)، إلا أن حضورهم الروحي والاجتماعي يُعدّ فاعلًا ومؤثّرًا، خصوصًا في غرب البلاد، ولا سيما في منطقتي لفيف وأوديسا-سيمفيروبول. وتتألف الكنيسة اللاتينية في أوكرانيا من سبع أبرشيات، ويقودها رئيس الأساقفة ميشيسواف موكريتسكي، الذي شغل سابقًا منصب السكرتير الخاص للقديس البابا يوحنا بولس الثاني.

منذ بداية الحرب، بادرت هذه الكنيسة إلى تقديم العون للمتضررين، من خلال افتتاح الكنائس ومراكز الرعاية الروحية، واستقبال النازحين، وتقديم الدعم النفسي والمادي، وإنشاء برامج اجتماعية تشمل مطابخ مجانية، وتمويلات صغيرة، ومبادرات لإعادة دمج العائلات المنكوبة. كما تتعاون الأبرشيات مع منظمة كاريتاس–سبس وشبكات إنسانية أخرى للمساهمة في إعادة الإعمار.

 مسيرة سيبي: من الدبلوماسية إلى التبشير

ينحدر الكاردينال كرينتشينتسيو سيبي من بلدة كارينارو في مقاطعة كازيرتا، التابعة لأبرشية أفيرسا، وُلد عام 1943. رسم كاهنًا عام 1967 بعد دراسته في المعهد الحبري الروماني الأعلى، وحصل على درجات علمية رفيعة في الفلسفة (جامعة "لا سابينتسا" في روما)، واللاهوت والقانون الكنسي (الجامعة الحبرية اللاتيرانية).

التحق بالأكاديمية الكنسية الحبرية، وفي عام 1972 بدأ خدمته في السلك الدبلوماسي الفاتيكاني، حيث أُرسل إلى البرازيل، ثم استدعاه المطران جيوفاني بينيللي إلى أمانة سر الدولة، ليعمل في قسم العلاقات الدولية، ومنها مع منظمة اليونسكو، ثم في مكتب الإعلام والتوثيق.

تدرج في مناصب الخدمة الكنسية حتى عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني سنة 1992 رئيس أساقفة، ثم أمين سر مجمع الإكليروس، وبعدها أمينًا عامًا لاحتفالات يوبيل الألفين. في فبراير 2001 عُيّن كاردينالًا، وفي أبريل من العام نفسه أصبح رئيس مجمع تبشير الشعوب، وهو منصب مكّنه من القيام بجولات رسولية في مختلف قارات العالم، خصوصًا آسيا وأفريقيا.

وقد شغل نيافته أيضًا مناصب بارزة منها:

▫️المستشار الأكبر للجامعة الحبرية الحضرية

▫️عضو المجمع لعقيدة الإيمان

▫️عضو المجمع للإكليروس

▫️عضو المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين

▫️عضو المجلس البابوي للنصوص التشريعية

▫️عضو اللجنة البابوية لأمريكا اللاتينية

▫️عضو مجلس آسيا في أمانة السينودس

وعلى مدى 16 عامًا (2006 – 2020)، تولّى الكاردينال سيبي رئاسة نابولي'> أبرشية نابولي، حيث تميّز بديناميكية رعوية ودبلوماسية، قادته إلى بناء جسور صداقة وتوأمة مع كنائس عديدة في أوروبا وخارجها. ومن أبرز رحلاته زيارات إلى منغوليا، روسيا، وأميركا، كان لها طابع ثقافي ومسكوني.

ويُعرف الكاردينال بدعمه الدائم للحوار المسكوني والديني، لا سيما من خلال التعاون الوثيق مع جماعة سانت إيجيديو، الأمر الذي يتناغم مع رؤية البابا لاون الرابع عشر الذي يسعى جاهدًا إلى إحلال السلام وتعزيز الوحدة بين الكنائس.

 نابولي... جسر محبة وسلام

ويأتي هذا التعيين تأكيدًا على المكانة الخاصة التي تحتلها مدينة نابولي في قلب الحبر الأعظم، كجسر للسلام ورسالة للرجاء. وكان الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، قد شدد في زيارته الأخيرة إلى كازوريا على هذه الحقيقة. وتُعدّ العديد من رعايا المدينة في طليعة العاملين من أجل السلام، ومن بينها رعية الحبل بلا دنس في كابوديكينو، بقيادة المونسنيور فينتشنزو دوريانو دي لوكا، التي أطلقت مبادرة إنسانية لجمع التبرعات لصالح رعية العائلة المقدسة في غزة، بعد القصف الأخير الذي ألحق أضرارًا كبيرة ببنيتها.
 
بهذا التعيين، يؤكّد الفاتيكان مرة أخرى أنّ الكنيسة لا تزال حاضرة بصوتها النبوي والإنساني في قلب الأزمات، حاملة راية الرجاء والسلام إلى شعوب أنهكتها الحرب.