
تصريحات ترامب عن سد النهضة تعيد الجدل: “السد مشكلة تموّلها أمريكا ومصر في خطر”
محرر الأقباط متحدون
السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في ظهور إعلامي أثار زوبعة سياسية وإعلامية، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليتحدث مجددًا عن سد النهضة الإثيوبي، مكرّرًا تحذيراته بشأن مخاطره على الأمن المائي المصري، ومثيرًا تساؤلات جديدة حول أسباب وتوقيت هذه التصريحات المتكررة.
وخلال خطاب ألقاه مساء أمس ، صرّح ترامب بأن السد الذي شيدته إثيوبيا على النيل الأزرق قد موّل إلى حد بعيد بأموال أمريكية، مؤكدًا أن المشروع لا يسمح بمرور كميات كافية من المياه إلى نهر النيل، ما يهدد الحياة في مصر التي وصفها بأنها “تعتمد على النيل في كل شيء… النيل هو دمها وقلبها”.
وأضاف: “كنت أتابع السد لحظة بلحظة، شاهدت صورًا من الأقمار الصناعية. وقلت لنفسي: هل فعلاً سيُمنع النيل من الجريان؟ هذا جنون. لم يكن يجب أن يحدث الأمر بهذه الطريقة”.
تصريحات ترامب الأخيرة هي الثالثة من نوعها خلال أسبوع، وقد رافقها تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثارت ردود أفعال متباينة وتساؤلات حول مغزى تكرارها، خاصة في وقت يشهد فيه ملف سد النهضة جمودًا دبلوماسيًا ملحوظًا.
وفي مداخلة سابقة له خلال لقائه مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، قال ترامب:
“لقد عملنا على هذا الملف، وكانوا (مصر وإثيوبيا) جيرانًا جيدين لي. لكنهم بنوا السد وأوقفوا تدفق المياه. لا أعرف لماذا لم تُحل المشكلة قبل بناء السد”.
وعلق الرئيس عبد الفتاح السيسي على تصريحات ترامب بتقدير علني، مغردًا عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”:
“نثمّن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعكس جدية في دعم جهود وقف النزاعات، وحرصه على التوصل لاتفاق عادل يراعي حقوق مصر التاريخية في مياه النيل”.
وسد النهضة، الذي بدأت إثيوبيا ببنائه في 2011، يُعدّ من أكبر مشاريع الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، لكنه أثار خلافًا إقليميًا حادًا، خصوصًا مع مصر التي تعتمد على النيل في أكثر من 90% من احتياجاتها المائية. وبينما تصرّ أديس أبابا على حقها في التنمية، تعتبر القاهرة أن السد يشكل تهديدًا وجوديًا لشعبها.
ويبقى التساؤل قائمًا: هل تصريحات ترامب هي مجرد تسجيل موقف سياسي متأخر أم إشارة إلى دور أمريكي مرتقب في إعادة إحياء المفاوضات المتعثرة؟ وبينما ينتظر المصريون إجابات، يستمر نهر الجدل في التدفق، وربما بوتيرة لا تقل خطورة عن مياه النيل نفسها