
البابا لاوُن يوجه رسالة للمشاركين في مبادرة "مباراة القلب" : لنهتم بالخير العام
محرر الأقباط متحدون
١٩:
٠٨
م +03:00 EEST
الاربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
اللقاء وتوحيد القلوب، الاهتمام بالخير العام والعمل من أجل زمن يتوقف فيه سباق الكراهية. كانت هذه من بين أهم الأفكار التي تضمنتها رسالة فيديو وجهها البابا لاوُن الرابع عشر مساء أمس الثلاثاء إلى المشاركين في مبادرة خيرية تُنظَّم سنويا في إيطاليا.
مباراة القلب، هذا عنوان مبادرة انطلقت في إيطاليا قبل ما يزيد عن ٣٠ سنة لدعم مشاريع أو تنظيم حملات لجمع التبرعات لأعمال خيرية لصالح قضايا أو فئات معينة، حيث تُجرى مباراة لكرة القدم بين فريقين، فريق من السياسيين والآخر من المغنين والموسيقيين. وأمس الثلاثاء ١٥ تموز يوليو أُجريت مباراة القلب ٢٠٢٥ في ملعب مدينة أكويلا، وإلى المشاركين في هذه المبادرة ومتابعيها وجه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر رسالة فيديو بدأها قائلا إن هذا الحدث يدفعه إلى أن يتقاسم معهم بعض التأملات، وذلك انطلاقا من الكلمتين اللتين يتألف منهما عنوان المبادرة أي "المباراة" و"القلب". وقال البابا إن كلمة مباراة تعني في هذا السياق لقاءً، لقاء يمكن فيه للمشاركين أن يجدوا هدفا يوحدهم، وهدف هذا العام هو مساعدة أطفال في حاجة إلى مساعدة، أطفال يأتون إلى إيطاليا من مناطق حرب ويتم استقبالهم بفضل مشروع مشترك لمستشفى ومؤسسة الطفل يسوع وكاريتاس إيطاليا تدعمه مباراة هذا العام. وأضاف قداسته أنه يبدو صعبا بشكل متزايد بل ومستحيلا تقريبا إيجاد فسحات إصغاء لمثل هذه الأمور.
وفي سياق الحديث عن كلمة مباراة قال قداسة البابا إنه يتذكر مباراة أخرى، وهي تلك التي يسردها فيلم بعنوان Joyeux Noël وتتحدث عنها أغنية لبول ماكارتني، أي مباراة كرة القدم التي أجريت في ٢٥ كانون الأول ديسمبر ١٩١٤ في مدينة إيبر البلجيكية بين جنود من المانيا وفرنسا وانجلترا خلال ما أُطلق عليه حينها اسم هدنة عيد الميلاد. وواصل الأب الأقدس أن اللقاء لا يزال ممكنا، بل هو دائما ممكن، حتى خلال فترات يطبعها الانقسام والقنابل والحروب. وتحدث قداسته هنا عن مواجهة الانقسام وإدراك أن التحدي الأكبر هو اللقاء، الإسهام معا في قضية جيدة، إعادة توحيد قلوب محطمة، قلوبنا وقلوب الآخرين، والوعي بأن في قلب الله نحن شيء واحد، وأن القلب هو مكان اللقاء مع الله ومع الآخرين.
تصبح هكذا المباراة، بمعنى اللقاء، والقلب كلمتين يتم الجمع بينهما، حسبما قال البابا لاوُن الرابع عشر وتابع أنه من الجميل أن يتم هذا في حدث خيري هو في الوقت ذاته رياضي وتلفزيوني، حدث يجمع الموارد من أجل الحياة والرعاية لا من أجل الدمار والموت. وتوقف الأب الأقدس في هذا السياق عند الرياضة فقال إنها في حال عيشها بشكل جيد من قِبل ممارسيها ومشجعيها تُحوِّل الصدام إلى لقاء والانقسام إلى دمج والوحدة إلى شركة. وتابع البابا متحدثا عن التلفزيون فقال إنه حين لا يكون مجرد اتصال بل تقاسم نظرات فإنه يجعلنا نكتشف مجددا كيف ننظر أحدنا إلى الآخر بمحبة بدلا من الكراهية.
ومن النقاط الأخرى التي أراد الأب الأقدس تسليط الضوء عليها في رسالة الفيديو كون هذه المباراة بين فريقَي سياسيين ومغنين. وقال إن هذا يكشف لنا أن بإمكان السياسة أن توحد لا أن تفرق، وذلك حين لا تقتصر على الدعاية التي تقوم على خلق أعداء بل حين تعمل باستخدام ما وصفه قداسته بفن صعب وضروري، أي النقاش والسعي إلى الخير المشترك. أما فيما يتعلق بالموسيقى فقال البابا إن هذه المباراة تُذكِّرنا كيف تثري الموسيقى بالمعاني كلماتنا وذكرياتنا منذ أن بدأنا كأطفال بالتكلم والتذكر، وأضاف أن الأطفال، والذين يخصَّص لهم هذا اللقاء، يعرفون هذه الأمور، فهم يتمتعون بنقاء القلب ما يمَكنهم من رؤية الله.
وفي ختام رسالة الفيديو أعرب قداسة البابا لاوُن الرابع عشر عن الرجاء لجميع المشاركين في هذا الحدث ومَن سيدعمون المشروع الذي تدعمه مباراة القلب ٢٠٢٥ أن ينظروا إلى أعين الأطفال وأن يتعلموا منهم، أن يجدوا مجددا شجاعة الاستقبال وأن يكونوا رجال ونساء لقاء. وواصل راجيا أن يعثروا على القوة للمطالبة والإيمان بأن تتحقق هدنة، أن يتحقق زمن يتوقف فيه سباق الكراهية. وختم قداسة البابا مشيرا إلى أن ما على المحك هو إنسانيتنا وأعرب عن الرجاء أن تسجِّل هذه المباراة التي تتحدث عن السلام نقطة لصالحها.
الكلمات المتعلقة