
"كنائس من أجل السلام" تدين اعتداء المستوطنين على قرية الطيبة المسيحية في الضفة
محرر الأقباط متحدون
الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في أعقاب الاعتداء الأخير الذي نفّذه مستوطنون إسرائيليون غير شرعيين على قرية الطيبة المسيحية في الضفة الغربية، أصدر مجلس "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط" (CMEP) ، وهو ائتلاف مسيحي أميركي، البيان الآتي:
يدين كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط بشدة الهجوم الأخير الذي شنه مستوطنون إسرائيليون على قرية الطيبة المسيحية الفلسطينية، حيث أقدم المستوطنون في 7 تموز/يوليو 2025 على إشعال النيران عمدًا بالقرب من مقبرة البلدة وكنيسة القديس جاورجيوس التاريخية، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي.
وقد أُحبط هذا الاعتداء العنيف بفضل تدخل السكان المحليين ورجال الإطفاء، إلا أنه يأتي ضمن ما وصفه رجال الدين المسيحيون المحليون بأنه "سلسلة من الاعتداءات الخطيرة والمنهجية" التي تستهدف أراضي القرية ومقدساتها وسكانها. وتُعد الطيبة، المعروفة تاريخيًا باسم "أفرام"، آخر بلدة في الضفة الغربية يقطنها سكان مسيحيون بالكامل، وتمثّل هذه الهجمات تهديدًا جسيمًا لأمنها، كما تشكّل محاولة مباشرة لتقويض الوجود المسيحي في الأرض المقدسة.
وللأسف، فإن هذا الحادث ليس معزولًا. إذ تواجه المجتمعات المسيحية في أنحاء الضفة الغربية والقدس تهديدات متزايدة من قبل مستوطنين متطرفين ومن خلال سياسات إسرائيلية تمييزية. فمن تدنيس الممتلكات المسيحية المتكرر إلى محاولات مصادرة الأراضي – كما هو الحال في التوسّع الجاري لما يُعرف بـ "الحديقة الوطنية" في القدس الشرقية، الذي يهدف إلى تطويق الأحياء المسيحية والإسلامية – تتعرّض المسيحية الفلسطينية لضغوط متواصلة تدفع بالمزيد من العائلات إلى المنفى. وتُعد هذه الأفعال الممنهجة من العوامل الرئيسية وراء النزيف السكاني المسيحي المقلق من الأرض التي وُلدت فيها المسيحية.
وقالت القسيسة الدكتورة ماي إليز كانون، المديرة التنفيذية للمجلس: "إن عنف المستوطنين والتدمير الذي شهدته الطيبة هو جزء من نمط أوسع وأعمق من الاعتداءات التي تُجبر المسيحيين على مغادرة وطنهم.
لا يمكننا أن نقف صامتين بينما تُهدَّد الكنائس، وتُسرق الأراضي، وتُهجَّر العائلات من مجتمعاتها. يجب على المجتمع المسيحي العالمي أن يتحرّك بجدية وتضامن."
وينضم مجلس كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط إلى كهنة وسكان الطيبة في مطالبة الإدارة الأميركية والكونغرس بإجراء تحقيق شفاف في هذه الجرائم، وممارسة ضغط دبلوماسي على السلطات الإسرائيلية لمحاسبة المستوطنين المسؤولين، وتقديم دعم ملموس لضمان استمرار الحياة المسيحية وازدهارها في أرض ميلاد المسيح. فلا يمكن للأرض المقدسة أن تبقى دون حضورها المسيحي الأصيل.
يُذكر أن منظمة "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط" (CMEP) هي ائتلاف مسيحي أميركي تأسس عام 1984، ويضم أكثر من 30 كنيسة ومنظمة من مختلف الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية. تعمل المنظمة من واشنطن على تعزيز سياسات أميركية عادلة تجاه قضايا الشرق الأوسط، وخصوصًا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، من خلال الضغط السياسي والتوعية والدعوة إلى احترام حقوق الإنسان وتحقيق العدالة والسلام لجميع شعوب المنطقة، مع إيلاء اهتمام خاص بحماية الوجود المسيحي في الأرض المقدسة.