
اكتشاف أثري جديد في أسوان يكشف أسرار العصور القديمة
محرر الأقباط متحدون
٥٨:
٠١
م +03:00 EEST
الأحد ٦ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
في كشف أثري يسلط الضوء على عمق التاريخ المصري وتنوعه، أعلنت وزارة السياحة والآثار، عن العثور على مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر تعود للعصرين اليوناني والروماني، وذلك في منطقة الضريح الأثري المعروف بـ”ضريح الآغاخان” في البر الغربي لمدينة أسوان.
وجاء الكشف ثمرة لعمل البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، التابعة للمجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو، والتي تمكّنت من توثيق مقابر ذات طابع معماري مميز، بعضها يحوي نقوشًا هيروغليفية محفوظة بشكل لافت، مما يعكس استمرارية الطقوس الجنائزية المصرية حتى في العصور المتأخرة.
وكانت المقبرة رقم (38) من بين أبرز ما تم العثور عليه، حيث تقع على عمق يزيد عن مترين وتضم سلماً حجرياً محاطاً بمصاطب من الطوب اللبن، استُخدمت على الأرجح في تقديم القرابين. وداخلها، وُجد تابوت من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه مترين، يحمل ملامح بشرية دقيقة على غطائه، وزخارف ملونة ونقوش هيروغليفية تدعو للآلهة المحلية وتكشف عن اسم صاحب المقبرة: “كا-مِسيو”، أحد كبار المسؤولين في زمنه.
كما تم العثور على مومياوات داخل المقابر، بعضها لأطفال، ما يشير إلى أن الموقع استُخدم من قبل فئات اجتماعية متعددة.
الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، وصف الكشف بأنه دليل على استمرارية الدفن في هذه المنطقة لفترات طويلة، قائلاً: “الموقع يعكس تعدد الطبقات الاجتماعية، من النخبة إلى الطبقة المتوسطة، التي اختارت الهضاب والسفوح مدافن لأحبائها”.
وأضاف خالد أن المومياوات المكتشفة ستخضع لتحاليل وأشعة متقدمة في الخريف القادم، بهدف كشف تفاصيل دقيقة حول أصحابها، مشيراً إلى أن النقوش واللقى المكتشفة تمثل “كنزاً معرفياً” لدارسي علم المصريات، وتفتح آفاقاً لفهم طقوس الدفن والعقائد في مصر خلال الحقبة المتأخرة من تاريخها الفرعوني المختلط بالتأثيرات اليونانية والرومانية.
ويمثل هذا الاكتشاف إضافة جديدة لسجل أسوان الأثري الزاخر، ويعزز مكانتها كموقع محوري في دراسة التحولات الحضارية والدينية في مصر القديمة.
الكلمات المتعلقة