مأساة على الطريق… وموكب وزاري لافتتاح سوبر ماركت!

راحَت 19 فتاة في عُمر الزهور ضحية الإهمال الرسمي، نتيجة حادث مروّع على طريق الموت، طريق يفتك بالأرواح كل يوم دون تحرك يُذكر من الدولة.

ولم تكن تلك الحادثة الأولى، ولن تكون الأخيرة. لكن ما زاد الطين بلة، أن السادة الوزراء والمسؤولين لم يكترثوا حتى بحضور جنازات هؤلاء الفتيات، بينما سارعوا – بموكب رسمي فخم – لافتتاح سوبر ماركت في مدينة العلمين! هكذا تُقاس أولويات الدولة في جمهورية اللاعدالة.

 

ولا أستغرب…

ولا أطرح حتى سؤالًا عن أخلاقيات هؤلاء “الوزراء والمحافظين”، فهم ببساطة لا يرون الشعب.

إنهم غير منتخبين، بل مُعيّنون من نظام فقد كل شرعية حقيقية، نظام جعل الفساد يبدو كأنه بريء مقارنةً بما يُمارس الآن. لقد تفوّق هذا العهد في وقاحته واحتقاره للشعب على كل ما عرفته مصر منذ 1450 عامًا.

 

الديكتاتورية التي تحكم البلاد اليوم لن تسمح لأي مصري شريف ووطني – وهو عملة نادرة – أن تكون له منصة أو منبر أو حتى وسيلة اتصال مع الناس.

وإن وُجدت وسيلة، حتى لو كانت بسيطة، تنقضّ عليها أجهزة القمع، وتُطلق عليها كلابها من زبانية الإعلام ورجال الدين المزيفين، و”أزهرستان”، ورجال الأعمال الفاسدين، المتستّرين خلف شعارات دينية جوفاء.