
إسحاق إبراهيم: واقعة الاعتداء على مراقبة مسيحية تكشف عن خلل مجتمعي ومؤسسي عميق.. ويطالب بموقف واضح من التعليم والنقابة
محرر الأقباط متحدون
السبت ٥ يوليو ٢٠٢٥
كتب - محرر الأقباط متحدون
قال إسحاق إبراهيم، الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن واقعة الاعتداء اللفظي على مراقبة مسيحية في امتحانات الثانوية العامة لا تقتصر على إهانة فردية، بل تفتح الباب أمام مناقشة جوانب أكثر عمقًا وخطورة تتعلق بالمجتمع والمؤسسات.
وأكد إبراهيم أن أحد أخطر أبعاد الواقعة يتمثل في استخدام صفة "مسيحية" كإهانة، وهو ما يعكس انتشار نظرة دونية تجاه المواطنين المسيحيين لدى قطاعات واسعة من المجتمع، مضيفًا أن الخطاب الرسمي الصادر عن السياسيين والمؤسسات الدينية بشأن المساواة والتعايش فشل حتى الآن في إحداث تأثير حقيقي على أرض الواقع.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم التزمت الصمت تجاه الحادث وكأن الأمر لا يعنيها، رغم أنه كان من الممكن أن تصدر بيانًا بسيطًا يوضح موقفها ويعبّر عن التقدير لسلوك المعلمة التي رفضت الغش.
وانتقد إبراهيم أيضًا موقف نقابة المعلمين، معتبرًا أنها تقاعست عن أداء دورها في الدفاع عن أحد أعضائها، بل وظهرت أنباء عن تدخلها لرعاية "الصلح" بين المعلمة المعتدى عليها وأولياء الأمور، بدلًا من دعمها بشكل واضح.
كما تطرق إبراهيم إلى ما وصفه بـ"نمط التدين الشعبي المحافظ جدًا"، الذي يتصالح مع سلوكيات مرفوضة مثل الغش والكذب، معتبرًا أن هذه الثقافة تُغذي مثل هذه الوقائع وتبررها اجتماعيًا تحت غطاء التدين الظاهري.
وختم الباحث تصريحه بالتأكيد على أن معالجة مثل هذه الحوادث تتطلب إصلاحًا ثقافيًا ومؤسسيًا حقيقيًا، يبدأ من الاعتراف بالمشكلة بدلًا من تجاهلها أو التستر عليها.