الأقباط متحدون - البابا لاوُن يستقبل حجاج شمال أوروبا ويحثهم على حج التتلمذ اليومي
  • ١٦:٤٥
  • السبت , ٥ يوليو ٢٠٢٥
English version

البابا لاوُن يستقبل حجاج شمال أوروبا ويحثهم على "حج التتلمذ اليومي"

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

١٧: ٠١ م +03:00 EEST

السبت ٥ يوليو ٢٠٢٥

البابا لاوُن يستقبل حجاج شمال أوروبا
البابا لاوُن يستقبل حجاج شمال أوروبا

محرر الأقباط متحدون
"عندما تعودون إلى دياركم، تذكّروا أنّ الحجّ لا ينتهي، بل يتحوّل إلى "حجّ التتلمذ اليومي" هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى مجموعة من الحجاج'> الحجاج القادمين من الدنمارك وأيرلندا وإنجلترا وويلز واسكتلندا

استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم في القصر الرسولي بالفاتيكان مجموعة من الحجاج'> الحجاج القادمين من بلدان شمال أوروبا، شملت شبابًا من أبرشية كوبنهاغن، إلى جانب معلمين من إيرلندا وإنجلترا وويلز واسكتلندا. وفي كلمته عبّر الأب الأقدس عن سروره بلقائهم، مؤكدًا أن زيارتهم إلى "المدينة الخالدة" تندرج في إطار مسيرة إيمانية عريقة، سار فيها على مدى قرون عدد لا يُحصى من الحجاج'> الحجاج الذين قصدوا روما، مدينة الشهداء والقديسين، بحثًا عن نور الرجاء وقوة الإيمان.

قال البابا لاوُن الرابع عشر أنتم تسيرون على خطى أجيال لا تُحصى من الحجّاج الذي قدموا من بلدانكم المختلفة، والذين قاموا على مدى قرون بهذه الرحلة عينها إلى روما "المدينة الخالدة". لقد كانت روما، ولا تزال، دارًا مميّزة للمسيحيين، لأنها تحتضن المكان الذي فيه قدّم الرسولان بطرس وبولس شهادة الإيمان الأسمى، إذ بذلا حياتيهما في سبيل المحبة للمسيح حتى الاستشهاد.

أضاف الحبر الأعظم يقول وكخليفة بطرس، أودّ أن أعرب عن امتناني العميق لحضوركم هنا، وأرفع صلاتي لكيما تستلهموا، من خلال زيارتكم للأماكن المقدّسة المختلفة، رجاءً متجدّدًا من المثال العميق الذي قدّمه القديسون والشهداء في اقتفائهم لخطى المسيح. يلعب الحجّ دورًا جوهريًّا في مسيرتنا الإيمانية، إذ ينتشلنا من روتيننا اليومي ومحيطنا المألوف، ويمنحنا الزمان والمكان لكي نلتقي بالله بشكل أعمق. إنها لحظات تساعدنا على النموّ، لأن الروح القدس، من خلالها، يصوغنا بلطف لكي نتشبّه أكثر بفكر المسيح وقلبه.

تابع الأب الأقدس يقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ولا سيّما أنتم أيها الشباب المجتمعون معنا هذا الصباح، تذكّروا أن الله قد خلق كلّ واحد منكم لهدف ورسالة في هذه الحياة. فاغتنموا هذه الفرصة للإصغاء وللصلاة، لكي تُميّزوا بوضوح أعمق صوت الله الذي يناديكم في أعماق قلوبكم. وأودّ أن أُضيف: إنّنا اليوم، وللأسف، كثيرًا ما نفقد القدرة على الإصغاء الحقيقي. نعم، نستمع إلى الموسيقى، وتغمر آذاننا باستمرار أنواع شتّى من المدخلات الرقميّة، لكنّنا ننسى أحيانًا أن نُصغي إلى قلوبنا. وفي القلب، هناك يتكلّم الله، وهناك يدعونا، ويحثّنا على أن نقترب منه أكثر، وأن نحيا في محبّته. ومن خلال هذا الإصغاء الصادق، يمكنكم أن تنفتحوا لكي تسمحوا لنعمة الله، أن تعزِّز إيمانكم بيسوع، فتصبحون أكثر استعدادًا لمشاركة هذه العطيّة الثمينة مع الآخرين.

أضاف الحبر الأعظم يقول وأنتم، أيها المعلمون الأعزاء، فإن ما قلته للتوِّ للشباب ينطبق عليكم أيضًا، وبشكل خاص، نظرًا لأهمية دوركم في تنشئة شباب اليوم: الأطفال والمراهقون والشباب، الذين ينظرون إليكم كنماذج للإيمان والحياة، لا سيّما من خلال ما تعلّمونه وكيف تعيشونه. آمل أن تُغذّوا يوميًا علاقتكم بالمسيح، الذي هو النموذج الأمثل لكل تعليم حقيقي، لكي تتمكّنوا، بدوركم، من أن ترشدوا الذين أُوكلوا إلى عنايتكم وتشجّعونهم على اتباع المسيح في حياتهم.

تابع الأب الأقدس يقول وختامًا، عندما تعودون إلى دياركم، تذكّروا أنّ الحجّ لا ينتهي، بل يتحوّل إلى "حجّ التتلمذ اليومي". وهذه المسيرة، ليست سهلة بالتأكيد، إلا أنكم، بمعونة الرب، وشفاعة القديسين، وتشجيع بعضكم البعض، يمكنكم أن تثقوا بأن خبرة الحجِّ هذه ستبقى مثمرة في حياتكم طالما بقيتم أمناء واثقين دومًا برحمة الله. وختم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته بالقول أيها الأصدقاء الأعزّاء، بهذه الكلمات القليلة، أستودعكم شفاعة مريم، أمّ الكنيسة، وأمنحكم بكل فرح فيض البركة الرسوليّة.