الأقباط متحدون - الأب رومانيلي: الصمت الدولي من قبل المجتمع الدولي قاتل بقدر الأسلحة المستخدمة في غزة.. الكنيسة تفتح أبوابها للمسلمين والمسيحيين معًا
  • ٠٢:٤٦
  • الخميس , ٣ يوليو ٢٠٢٥
English version

الأب رومانيلي: الصمت الدولي من قبل المجتمع الدولي "قاتل بقدر الأسلحة المستخدمة في غزة".. الكنيسة تفتح أبوابها للمسلمين والمسيحيين معًا

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

١١: ٠٢ م +03:00 EEST

الخميس ٣ يوليو ٢٠٢٥

وفد من الأمم المتحدة
وفد من الأمم المتحدة

محرر الأقباط متحدون
في زيارة غير معلنة، وصل وفد من الأمم المتحدة، يضم ممثلين عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ، إلى رعية العائلة المقدسة للاتين في قلب قطاع غزة، والتي باتت منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، مأوى لنحو 500 نازح مسيحي فقدوا بيوتهم وكل ما يملكونه.

الأب غابرييل رومانيلي، كاهن الرعية، قال في تصريحات لوكالة "سير" الإيطالية، التابعة لمؤتمر الأساقفة الإيطالي، إن الزيارة التي جرت في الأول من تموز/يوليو الجاري كانت الأولى من نوعها، وإن الوفد جاء "للاطلاع عن كثب على أوضاعنا، ولتحية النازحين والاستماع إلى شهاداتهم المقلقة والمؤلمة".

وتجوّل أعضاء الوفد في مرافق الرعية وساحة الكنيسة، وخصصوا وقتًا للأطفال ذوي الإعاقات الشديدة من عائلات مسلمة، الذين ترعاهم راهبات مرسلات المحبة (رهبنة الأم تريزا) بمحبة وتفانٍ. كما أُقيمت خلال الزيارة صلاة من أجل السلام، شارك فيها الحاضرون، قبل أن يغادر الوفد معبرًا عن شكره للرعية على ما تقوم به من خدمة إنسانية وتضامن، لا يقتصر على المسيحيين بل يشمل الأخوة من العائلات المسلمة في الحيّ.

وفي ظل تدهور الوضع الإنساني وغياب الأفق السياسي، أعرب الأب رومانيلي عن قلقه من تكرار سيناريو "الوعد بالهدنة في يوم، ثم أوامر الإخلاء في اليوم التالي"، كما نقلت وكالة "سير". وأضاف: "المساعدات تصل يومًا وتُمنع في اليوم التالي، والناس يعيشون تحت ضغط نفسي هائل، يجوبون القطاع حاملين ما تبقى لهم من متاع".

الصمت القاتل
وانتقد رومانيلي ما وصفه بـ"الصمت القاتل" من قبل المجتمع الدولي، معتبرًا أنه لا يقل فتكًا عن الأسلحة المستخدمة في الحرب. وفي الوقت الذي تتوالى فيه التقارير عن استهداف لاجئين عزّل بانتظار المساعدات، والتحقيقات الجارية حول أوامر بإطلاق النار على مدنيين، تتواصل معاناة آلاف العائلات داخل القطاع.

وقد تعرض الجيش الإسرائيلي لانتقادات بعد تقارير أفادت بأن جنوده أطلقوا النار على لاجئين عزّل كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية. كما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤخرًا أن الجنود تلقوا أوامر بإطلاق النار على مدنيين غير مسلحين، ما دفع لفتح تحقيق في احتمال ارتكاب جرائم حرب.

كما شدّد الأب رومانيلي على أنّ الرعية، رغم محدودية إمكانياتها، تحوّلت إلى مساحة للرجاء المشترك بين المسيحيين والمسلمين في وجه الحرب والحرمان. وقال: "نحن لا نميّز بين أحد، فكل إنسان محتاج يجد هنا مكانًا آمنًا". وأضاف أن الزيارة الأممية سلطت الضوء على صمود الجماعة المحلية.

تجدر الإشارة إلى أن رعية العائلة المقدسة تُعد الكنيسة الوحيدة ذات الطقس اللاتيني في غزة، وقد حظيت باهتمام خاص من البابا فرنسيس الراحل، الذي اعتاد الاتصال بالأب رومانيلي يوميًا حتى الأيام الأخيرة قبل وفاته في 21 أبريل الماضي.