
دراسة إسرائيلية: القاهرة وعمان تخشيان ترتيبات إقليمية تمنح تل أبيب اليد العليا بعد صراعها مع طهران
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ٢ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
كشفت ورقة بحثية صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب—أعدّتها السفيرة السابقة لدى مصر أميرة أورون والخبير في الشؤون المصرية أوفير وينتر—عن تنامي قلق مصر والأردن من تحوّل موازين القوى في الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل عقب المواجهة العسكرية الأخيرة مع إيران.
الدراسة، التي نشرتها صحيفة «هآرتس»، تؤكّد أنّ البلدين رحّبا بوقف إطلاق النار لتفادي حرب شاملة أو استنزاف طويل يفاقم أزماتهما الاقتصادية وأمن الطاقة، إلا أنّهما يخشيان أن تستغل إسرائيل الظرف لفرض «نظام إقليمي جديد» يكرّس هيمنتها السياسية والعسكرية.
ويشير الباحثان إلى أنّ تراجع القدرات الإيرانية يخلق فراغاً قد تملؤه تل أبيب عبر تحالف أكثر عمقاً مع واشنطن، بينما يُطلب من القاهرة وعمّان «التكيّف» مع الواقع المستجد بدل مقاومته.
في المقابل، حذّر أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس الدكتور محمد عبود في تصريحات لـRT من أن الدراسة «تسوّق مشروعاً تسوده إسرائيل بلا تقديم أي ضمانات متعلقة بوقف الاستيطان أو احترام وضع القدس».
ويرى عبود أنّ الورقة تحمّل مصر والأردن مسؤولية احتواء ردود الفعل الفلسطينية وتدفعهما نحو شراكة أمنية أوسع «من دون التزام إسرائيلي حقيقي» بحل الدولتين أو حماية الثوابت القومية.
كما تجاهلت الدراسة—بحسب عبود—مخاوف القاهرة وعمّان من أي سيناريوهات لتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم أو مساس بأمنهما المائي وهويتهما الإقليمية، مكتفية بعرض «التنسيق» مع إسرائيل كخيار وحيد.
ويرجّح الخبير المصري أن الهدف الخفي هو التمهيد لمبادرة إسرائيلية-أميركية تمنح تل أبيب موقع القيادة وتُبقي الدول العربية «شركاء من الدرجة الثانية» في ترتيبات أمنية واقتصادية جديدة تُدار من العاصمة الإسرائيلية بدعم واشنطن، وسط تجاهل شبه كامل للقضية الفلسطينية ومتطلبات السلام العادل.