
من كاتدرائية أوساكا: الكاردينال بارولين يدعو إلى الشهادة لوحدة الكنيسة وطابعها الجامعي في زمن الانقسامات
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ١ يوليو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
خلال الزيارة التي يقوم بها إلى اليابان ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين القداس في كاتدرائية القديسة مريم في أوساكا بحضور أساقفة البلاد الكاثوليك.
تخللت الاحتفال الديني عظة لنيافته أكد فيها أنه في السياق الحالي الذي نعيش فيه، حيث تبدو كل أبعاد الحياة – الثقافية، العرقية، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية – سبباً للانقسامات، لا بد أن تكون وحدة الأساقفة الشهادة الأكبر التي ينبغي أن يقدمها تلامذة المسيح في عالم اليوم. وذكّر بشفيعي روما، القديسين بطرس وبولس، اللذين أحيت الكنيسة عيدهما يوم الأحد الفائت، وقال إن هذين الرسولين كانا مختلفين في تنشئتهما وفي طابعهما الشخصي، ومع ذلك تمكنا من تطوير طريقة جديدة وعميقة في عيش الأخوّة، التي تحققت بفضل هويتهما المشتركة في المسيح. ومن خلال الكرازة والشهادة للإيمان، سمحا بولادة الكنيسة في روما، التي هي اليوم الكنيسة الأم لكل الجماعات المسيحية الكاثوليكية المنتشرة حول العالم، وتقودها في المحبة وتثبّتها في الإيمان.
وتوقف المسؤول الفاتيكاني عند الهوية الجديدة التي نالها القديس بطرس من الرب يسوع، الذي هو صخر وعلى هذا الصخر سيبني المسيح نفسه كنيسته. ولا بد أن ننظر دائماً إلى أولوية القديس بطرس من وجهة نظر الخدمة وحسب، لا الهيمنة. ولفت إلى أن القديس بولس تحدث عن نفسه مشيرا إلى أنه كالجندي الذي يقاتل وينتصر، ويعود إلى أرض المعركة، وقال أيضا إنه يُقدّم ذاته تضحية من أجل المسيح. وذكّر بارولين بأن رسول الأمم لم يفتخر أو يتباهى بنفسه، بل مجّد المسيح الذي عمل من خلاله على الرغم من هشاشته البشرية. ورأى القديس بولس في مسيرته الشخصية خدمةً لجسد المسيح، أي الكنيسة، وقد كرس حياته ليحمل إليها البشرى السارة.
هذا ثم شدد نيافته على ضرورة الانطلاق من مثال هذين القديسين العظيمين موجهين أعيننا نحو الكنيسة كلها، التي تغذّت من كرازتهما ومن استشهادهما، موضحا أن إيمان بطرس الراسخ، وحماسة بولس المتّقدة ما يزالان يعضدان لغاية اليوم جماعات المؤمنين.
بعدها انتقل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للحديث عن الوحدة في الإيمان، التي تجعل كنيسة، تتألف من كل الشعوب، توجه نظرها نحو الله الواحد الحقيقي. من هذا المنطلق حثّ الأساقفة والمؤمنين الكاثوليك في اليابان على الحفظ على هبة الوحدة، فيما بينهم ومع البابا. كما لفت إلى طابع الكنيسة الجامعي، التي هي بمثابة عائلة واحدة نكون فيها جميعاً أبناءً لله الآب. وأشار الكاردينال بارولين إلى أن تواجده في اليابان يشكل صورة جلية لطابع الكنيسة الجامعي، مشجعاً المؤمنين المحليين على الشهادة لهذا الطابع.
لم تخل عظة نيافته من الحديث عن الأعداد المتزايدة للأجانب المقيمين في اليابان، وينتمي العديد منهم إلى الكنيسة الكاثوليكية، داعياً الكنيسة المحلية إلى استقبال هؤلاء الأشخاص برحابة صدر وبالابتسامة، وبهذه الطريقة – ختم بارولين يقول – يمكن أن يتقاسم المؤمنون الكاثوليك اليابانيون جمال وغنى ثقافة تلك الأرض، كما أن المؤمنين الأجانب يمكن أن يقدّموا بدورهم مزيداً من الحيوية والحداثة لباقي خبرات الإيمان.