الأقباط متحدون - البابا لاون الرابع عشر في عيد القديسين بطرس وبولس: المغفرة والثقة المتبادلة هما طريق الوحدة بين الكنائس
  • ١٨:٣٢
  • الأحد , ٢٩ يونيو ٢٠٢٥
English version

البابا لاون الرابع عشر في عيد القديسين بطرس وبولس: المغفرة والثقة المتبادلة هما طريق الوحدة بين الكنائس

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٤٢: ٠٤ م +03:00 EEST

الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥

البابا لاوُن الرابع عشر
البابا لاوُن الرابع عشر
محرر الأقباط متحدون
بعد الاحتفال بالقداس أطل البابا كعادته من على شرفة مكتبه الخاص في الفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين صلاة التبشير الملائكي.
 
قال البابا: أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أحد مُبارك! اليوم هو عيد كنيسة روما الكبير، التي وُلدت من شهادة الرّسولَين بطرس وبولس، وارتَوَت بدمائِهما وبدِماء شهداء كثيرين. وفي أيّامنا هذه أيضًا، يوجد مسيحيّون في جميع أنحاء العالم، يجعلهم الإنجيل أسخياء وجريئين حتّى على حساب حياتهم. ويوجد أيضًا ما يُسمّى بمسكونيّة الدّم، وهي وَحدة وشركة غير مرئيّة وعميقة بين الكنائس المسيحيّة، التي ليس بينها بعد الوَحدة والشّركة الكاملة والظّاهرة. لذلك، أريد أن أؤكّد في هذا العيد الجليل أنّ خدمتي الأسقفيّة هي خدمة للوَحدة، وأنّ كنيسة روما ملتزمة بدم القدّيسَين بطرس وبولس بأن تخدم، في المحبّة، الوَحدة والشّركة بين جميع الكنائس.
 
مضى البابا إلى القول: الصّخرة التي أخذ بطرس اسمه منها، هي المسيح. إنّها الصّخرة التي رذلها النّاس، لكنّ الله جعلها حجر الزّاوية. هذه السّاحة وكنيستا القدّيسَين بطرس وبولس البابويّتين تروي لنا حتّى اليوم أنّ هذا الانقلاب في حال النّاس ما زال مستمرًّا. كانت تقع على أطراف المدينة في ذلك الوقت، كانت "خارج الأسوار"، كما يُقال حتّى اليوم. ما يبدو لنا كبيرًا ومجيدًا، رُذل ولم يُقبل في البداية، لأنّه كان يتعارض مع عقليّة حياة الدّنيا. من يتبع يسوع يجد نفسه سائرًا على طريق التّطويبات، حيث الفقر بالرّوح، والوداعة، والرّحمة، والجّوع والعطش إلى البر، وصنع السّلام، وهؤلاء يواجهون المعارضات والاضطهاد أيضًا. مع ذلك، فإنّ مجد الله يضيء في أصدقائه، وهو يصوغهم في مسيرتهم، من توبة إلى توبة.
 
هذا ثم قال البابا: أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، عند قَبرَي الرّسولَين، وجهة الحجّ التي يعود تاريخها إلى ألف سنة، نكتشف نحن أيضًا أنّنا يمكننا أن تكون حياتنا مسيرة من توبة إلى توبة. لم يُخفِ العهد الجديد الأخطاء والتّناقضات وخطايا اللذين نُكرّمهمَا ونراهما أكبر الرُّسُل. في الواقع، عظمتهما هي في المغفرة. ذَهَبَ الرّبّ القائم من بين الأموات ليأخذهما، أكثر من مرّة، ويضعهما من جديد على طريقه. يسوع لا يدعو أبدًا مرّة واحدة فقط. لهذا، يمكننا كلّنا أن نملأ قلبنا بالرّجاء دائمًا، كما يذكّرنا أيضًا اليوبيل.
 
في الختام قال البابا: أيّها الإخوة والأخوات، الوَحدة في الكنيسة وبين الكنائس، تتغذّى من المغفرة ومن الثّقة المُتبادلة. بدءًا من عائلاتنا وجماعات المؤمنين. لذلك، إن كان يسوع يثق بنا، يمكننا نحن أيضًا أن نثق بعضنا ببعض، باسمه. ليشفع لنا الرّسولان بطرس وبولس، مع سيِّدتنا مريم العذراء، لكي تكون الكنيسة، في هذا العالم المجروح، بيتًا ومدرسةً للوَحدة والشّركة.
 
بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي عبر البابا عن قربه من ذوي الضحايا الذين سقطوا على أثر إطلاق النار في إحدى مدارس بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، ثم حيا مؤمني أبرشية روما وكهنتها لمناسبة الاحتفال بعيد شفيعي المدينة القديسين بطرس وبولس. وعبر عن امتنانه للأشخاص الذين يؤيدون خدمة الحبر الأعظم من خلال مبادرة "فلس القديس بطرس".