
أزمة الإيجارات القديمة في مصر… من المسؤول الحقيقي؟! -١
شريف منصور
السبت ٢٨ يونيو ٢٠٢٥
بقلم: شريف منصور
منذ أكثر من نصف قرن، يعيش ملايين المصريين داخل دائرة مغلقة من الظلم الاجتماعي والقانوني تحت ما يسمى بـ “قانون الإيجارات القديمة”. مأساة مستمرة… جيل وراء جيل… لا المستأجر قادر يرحم، ولا المالك قادر يعيش!
لكن… من المسؤول الحقيقي؟ هل هو المستأجر المسكين اللي طلع معاش ومش قادر يدفع إيجار سوقي؟ ولا هو المالك اللي بيشحت ملاليم الإيجار من سكان عايشين في شقق مساحتها 150 متر بدفع 10 أو 12 جنيه في الشهر؟
الحقيقة… المسؤول الأول والأخير هو نظام شيوعي عقيم… نعم… هو “جمال عبد الناصر” ومن جاء بعده ونسخ نفس الفكر. عبد الناصر… اللي بدد ثروات مصر في حروب عبثية وتمويل انقلابات في دول الجوار… والنتيجة؟ اقتصاد مهدوم… صناعة مشلولة… وزراعة تحتضر… وأزمة إسكان انفجرت في وش الجميع.
ولما حاولوا يحلوا الأزمة… كانت النتيجة: “المساكن الشعبية”… شوف بنفسك حال العمارات في أي منطقة من مناطق إسكان عبد الناصر… الحيطان بتقع… المجاري طافحة… الأساسات مهترئة… والناس عايشة في جحيم.
أما الملاك؟ من 1962 والسبعينات، أصبحوا شريحة مسحوقة منسيّة… الجيل الأول مات مقهور… وعيالهم دلوقتي بيدفعوا إيجارات السوق… بينما بيت أبوهم أو جدهم لسه متأجر بـ12 جنيه… وشقة فيها 4 غرف و2 حمام و3 بلكونات!
والأدهى… إن المالك مطالب يدفع العوايد وضرايب على بيت أصلاً دخله الشهري أقل من تمن كيلو لحمة!
الحل؟!
الحكومة لازم تتحمل مسؤولية الكوارث اللي سببتها عبر عقود من السياسات الفاشلة… والحل مش في خلق صدام بين ملاك ومستأجرين… الاتنين ضحايا.
الحل الحقيقي يكون:
• صرف معاش شهري لكل مالك قديم… بما لا يقل عن قيمة معاش وكيل وزارة… مع العلاوات والمزايا… ويستمر لأولاده بعد وفاته… كنوع من تعويض تاريخي مستحق.
• وقف توريث الشقق القديمة… يكفي أن الجيل الحالي عاش فيها العمر كله بدون زيادة.
• تأجير كل الشقق الفاضية حالياً بنظام الإيجار الجديد… حتى يتوفر سكن عادل لمن يحتاج.
وفي النهاية… أقولها بصراحة:
“اللي عنده حنة يا حكومة… يحني مؤخرة جحشة… بدل ما تخربوها وتقعدوا على تلها!”