الأقباط متحدون - كواليس الضربة.. كيف طوّرت أمريكا سلاحًا خارقًا لاستهداف فوردو خلال 15 عامًا من التحضير السري
  • ١٩:٣٧
  • الخميس , ٢٦ يونيو ٢٠٢٥
English version

كواليس الضربة.. كيف طوّرت أمريكا سلاحًا خارقًا لاستهداف فوردو خلال 15 عامًا من التحضير السري

محرر الأقباط متحدون

أخبار عالمية

٣٩: ٠٥ م +03:00 EEST

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥

فوردو
فوردو

محرر الأقباط متحدون
في شهادة نادرة كشفت حجم الجهد الذي بُذل على مدى عقد ونصف من الزمان، تحدّث رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال رايزين كين، عن العملية التي أدّت إلى قصف منشأة “فوردو” النووية الإيرانية في يونيو 2025، مشيرًا إلى أن الضربة لم تكن وليدة اللحظة، بل ثمرة عمل سرّي بدأ منذ عام 2009.

بحسب كين، بدأت القصة حين تم استدعاء أحد ضباط وكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات (DITRA) إلى موقع سري لمعاينة صور استخباراتية حساسة تُظهر مشروعًا ضخمًا قيد الإنشاء وسط جبال إيران

الهدف: منشأة فوردو المحصّنة تحت الأرض، والتي باتت تمثل أحد أخطر عناصر البرنامج النووي الإيراني السري.

الضابط لم يكن وحيدًا في مهمته. حيث انضم إليه زميل آخر لاحقًا وشكلا معًا فريقًا صغيرًا يعمل في صمت مطبق، يحلّل كل شيء: تكوين التربة، حركة المواد، تصاميم التهوية، مسارات الكهرباء، وحتى سلوك الطقس في الموقع. فوردو، بالنسبة لهما، لم تكن مجرد هدف؛ كانت هاجسًا يوميًا امتد لأكثر من 15 عامًا.

لكن المشكلة الكبرى لم تكن في فهم الموقع فحسب، بل في إيجاد وسيلة لتدميره. المنشأة كانت مدفونة في عمق الأرض، بما يفوق قدرة أي سلاح تقليدي على اختراقها. 

وهنا بدأت مرحلة ثانية من الجهد: تطوير قنبلة خارقة تُعرف اليوم بـ GBU-57، قادرة على تدمير أهداف تحت الأرض بدقة هائلة.

خضع السلاح الجديد لاختبارات لا تُعد ولا تُحصى. جرى تفجير نماذج بالحجم الكامل ضد مواقع محاكاة شديدة التعقيد. وكل تجربة كانت أقرب إلى رسالة: “نحن نعرفكم… وسنكون مستعدين في اللحظة المناسبة”.

ثم جاء اليوم المنتظر. في يونيو 2025، تلقى الفريق المكلف التطوير والرقابة مكالمة قصيرة لكنها حاسمة: الرئيس أعطى الضوء الأخضر. أقلعت قاذفات B-2، التي صُممت لعمليات من هذا النوع، ونفّذت الضربة. المهمة أُنجزت، والهدف الذي شغل عقول هؤلاء الخبراء لسنوات طويلة، تم تحييده.

الجنرال كين اختتم كلمته بتقدير خاص للضباط الذين عملوا في الظل، قائلاً إنهم “ضحّوا بالكثير، بصمت، دون أن يعلم حتى أقرب الناس إليهم، لأنهم آمنوا أن حماية الوطن تستحق هذا النوع من الإخلاص النادر”.