الأقباط متحدون - حرب إيران وإسرائيل… وسقوط أقنعة المتاجرين بالطائفية وتقاعس الإعلام المصري
  • ١٠:٤٩
  • الخميس , ٢٦ يونيو ٢٠٢٥
English version

حرب إيران وإسرائيل… وسقوط أقنعة المتاجرين بالطائفية وتقاعس الإعلام المصري

شريف منصور

مع رئيس التحرير

٢٨: ١٢ م +03:00 EEST

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥

شريف منصور
شريف منصور
بقلم: شريف منصور
مرت أيام قليلة على اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، لكنها كانت كافية لكشف المستور وفضح الكثير من الوجوه والأقلام التي حاولت طويلاً التلاعب بالعقول والتسلل إلى الوجدان المصري تحت أسماء مستعارة توحي بأنها من خلفيات مسيحية أو وطنية. لكن الحقيقة ظهرت… وبقوة.
 
كتائب الظلام… بأسماء مستعارة وأجندات مكشوفة
 
منذ اللحظة الأولى، ظهرت على السطح كتائب إلكترونية تستخدم أسماءً مسيحية زائفة، تتحدث بلهجة مصرية مصطنعة، وتحاول زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
نبرة كتاباتهم، أسلوب هجومهم، ومصطلحاتهم المسمومة، كلها كشفت أنهم ليسوا مسيحيين ولا حتى مصريين وطنيين… بل هم امتداد لتيارات الإسلام السياسي التي تتقن لعبة الاختباء خلف الأقنعة.
 
الإعلام العربي… سقوط مريع واصطفاف أعمى
أما الإعلام العربي بمختلف أنواعه، فقد أثبت مرة أخرى أنه لا يتعلم من دروس الماضي.
تحول أغلبه إلى منصات تحريضية تمارس التضليل، وتقدم خدمة مجانية للنظام الإيراني وأذرعه الإرهابية، من حزب الله إلى الحوثيين إلى المليشيات الطائفية في العراق وسوريا.
 
بدلًا من التحليل العقلاني أو طرح الرأي والرأي الآخر، شاهدنا موجة هستيرية من الكراهية والتحريض، وكأنهم في سباق لمن يزايد أكثر في العداء لإسرائيل، بغض النظر عن المخاطر الحقيقية التي تهدد أمن واستقرار شعوب المنطقة.
 
الإعلام المصري الرسمي… غياب وتجاهل متعمد
وإن كان سقوط الإعلام العربي متوقعًا، فإن القصور الفاضح كان من نصيب الإعلام المصري الرسمي الذي يبدو وكأنه يعيش في كوكب آخر!
منذ بداية الحرب، تبنى الإعلام المصري خطابًا مريبًا يروج لفكرة أن مصر “بعيدة تمامًا” عن الصراع، وكأن ما يحدث في الخليج والشرق الأوسط لن يمس أمننا القومي.
 
الأخطر من ذلك، أن الإعلام تجاهل عمدًا أن الحكومة المصرية قبل الحرب بأسابيع، كانت قد فتحت قنوات حوار وتقارب معلن مع النظام الإيراني، خطوة كانت مثار جدل وقلق عند كل المتابعين للشأن الإقليمي.
 
هذا التجاهل المتعمد خلق حالة من الغموض داخل الشارع المصري، وفتح الباب أمام الشائعات والتكهنات، وسمح لكتائب الظلام أن تملأ الفراغ بمزيد من الأكاذيب والفتن.
 
من المستفيد؟
من يربح من كل هذا التشويش؟
الإجابة واضحة:
 • النظام الإيراني
 • أذرعه الطائفية المسلحة
 • جماعات الإسلام السياسي
 • تجار الدين
 • ومن ورائهم… قوى إقليمية ودولية تريد تفكيك المنطقة وإغراقها في الفوضى.
 
كلمة أخيرة… نداء وطني صريح:
حان الوقت أن تتحرك الدولة المصرية بكل مؤسساتها…
مطلوب مراجعة شاملة للأداء الإعلامي الرسمي، وإعادة ضبط البوصلة الوطنية بعيدًا عن سياسة الإنكار والتجاهل.
 
أمن مصر القومي لا يحتمل هذا التراخي…
والإعلام يجب أن يكون في مقدمة الصفوف لحماية وعي المصريين من الاختراق والتزييف…
وأن يكون صوتًا للحقيقة… لا بوقًا للتجاهل والتضليل.
 
الوطن فوق الجميع…
والتاريخ لا يرحم المتخاذلين.