الأقباط متحدون - البابا لاوُن الرابع عشر: يسوع رجاؤنا الذي يوقظ من الموت ويشفي بقوة الإيمان
  • ٠٦:١٠
  • الاربعاء , ٢٥ يونيو ٢٠٢٥
English version

البابا لاوُن الرابع عشر: يسوع رجاؤنا الذي يوقظ من الموت ويشفي بقوة الإيمان

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

١٦: ١٢ م +03:00 EEST

الاربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥

البابا لاوُن الرابع عشر
البابا لاوُن الرابع عشر

محرر الأقباط متحدون
واصل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر اليوم الأربعاء خلال مقابلته العامة مع المؤمنين سلسلة التعليم حول يسوع المسيح رجائنا، وانطلق في تأمله اليوم من شفاء يسوع للمرأة المنزوفة والصبية ابنة أحد رؤساء المجمع.

أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الأربعاء 25 حزيران يونيو في ساحة القديس بطرس مقابلته العامة مع المؤمنين. وواصل تعليمه الأسبوعي حول شفاء يسوع كعلامة رجاء مشيرا إلى أن في يسوع هناك قوة يمكن لنا نحن أيضا أن نختبرها حين ندخل في علاقة مع شخصه. وواصل الأب الأقدس متحدثا عما وصفه بمرض منتشر بشكل كبير في زمننا ألا وهو مشقة العيش، حيث يبدو لنا الواقع معقدا جدا وثقيلا تصعب مواجهته، وهكذا فإننا ننطفئ، قال البابا، ونغفو واهمين بأن الأمور ستكون مختلفة حين سنستيقظ. وتابع قداسة البابا أن الواقع يجب بالأحرى أن نواجهه، وهو ما يمكننا أن نفعله بشكل جيد مع يسوع. وأضاف أننا قد نشعر بأنفسنا في بعض الأحيان وكأننا مشلولون بسبب أحكام مَن يريدون تصنيفنا.

وواصل قداسة البابا أن مثل هذه الحالات يمكن أن نجدها في مقطع من إنجيل مرقس حيث تتشابك قصتان: قصة فتاة لديها اثنتا عشرة سنة ترقد مريضة قي الفراش مشرفة على الموت، وقصة امرأة منزوفة منذ اثنتي عشرة سنة تبحث عن يسوع لتُشفى (راجع مر 5، 21-43). وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن مرقس الإنجيلي يروي لنا وسط القصتين شخصية أبي الصبية والذي لم يبقَ في البيت ليندب مرض ابنه بل خرج وطلب المساعدة. وقد كان هذا الرجل أحد رؤساء المجمع إلا أنه لم يطالب بشيء بحكم وضعه الاجتماعي، وحين يكون عليه الانتظار فإنه لا يفقد الصبر وينتظر. وحين يأتون إليه لإبلاغه بأن ابنته قد ماتت وليس هناك داعٍ لإزعاج المعلم فإنه يواصل التحلي بالإيمان والصبر.

وتابع البابا لاوُن الرابع عشر أن حوار هذا الرجل مع يسوع قد قطعته المرأة المنزوفة التي "جاءَت بَينَ الجَمعِ مِن خَلْفُ ولَمَسَت رِداءَ يسوع" (27). وقال الأب الأقدس إن هذه المرأة قد أخذت بشجاعة كبيرة القرار الذي غير حياتها. لقد كان الجميع يقولون لها بأن تظل بعيدة حاكمين عليها بالاختفاء والعزلة، قال البابا، وأضاف أننا نحن أيضا يمكن أن نكون في بعض الحالات ضحايا أحكام الآخرين الذين يعتقدون أن من حقهم أن يغطونا بلباس ليس لباسنا فنشعر بعدم ارتياح ولا نعرف كيف نخرج من هذا الوضع. وتابع الأب الأقدس أن هذه المرأة قد نهجت درب الخلاص حين أزهر فيها الإيمان بأن يسوع يمكنه أن يشفيها، وهكذا عثرت على القوة للخروج والبحث عنه وأرادت أن تلمس ولو ثيابه.

وواصل قداسة البابا أن حول يسوع كان هناك جمعا كبيرا أي أن كثيرين كانوا يلمسونه ولم يكن يحدث لهم شيئا، ولكن عندما لمسته هذه المرأة برئت من علتها. وهنا تساءل الأب الأقدس أين يكمن الفرق؟ وتابع أن القديس أغسطينوس وفي تعليقه على هذا النص من الإنجيل قال على لسان يسوع: يزحمني الجمع إلا أن الإيمان يلمسني. وقال قداسة البابا إننا في كل مرة نقوم بفعل إيما=ن موجَّه إلى يسوع ينشأ اتصال معه فتخرج منه على الفور نعمته. وأضاف أننا قد لا ننتبه إلى هذا في بعض الأحيان إلا أن النعمة تصل إلينا بشكل سري وحقيقي فتُبدل حياتنا من الداخل بهدوء. اليوم أيضا قد يكون هناك كثيرون يقتربون من يسوع بشكل سطحي بدون أن يؤمنوا بالفعل بقوته، قال البابا لاوُن الرابع عشر،  وتابع أننا ندوس أسطح كنائسنا بينما قد يكون القلب في مكان آخر. وأضاف أن هذه المرأة الصامتة مجهولة الهوية قد انتصرت على مخاوفها بلمسها قلب يسوع بيديها اللتين تُعتبران نجستَين بسبب المرض، وها هي على الفور تشعر أنها برئت. وذكَّر الحبر الأعظم هنا بكلمات يسوع لها: "يا ابنَتي، إِيمانُكِ خَلَّصَكِ، فَاذهَبي بِسَلام، وتَعافَي مِن عِلَّتِكِ" (مر 5، 34).

ثم عاد البابا لاوُن الرابع عشر إلى الأب الذي أخبروه أن ابنته قد ماتت، وذكَّر قداسته بما قال يسوع لهذا الرجل: "لا تخف، آمن فقط" (36). ثم يذهب يسوع إلى بيت الرجل وحين يرى الجميع يبكون ويضجون يقول لهم: " لم تَمُتِ الصَّبِيَّة، وإِنَّما هيَ نائمة" (39). دخل يسوع بعد ذلك إلى حيث كانت الصبية فأخذ بيدها وقال لها: "طَليتا قوم !" أَي "يا صَبِيَّة قومي"، "فقامت الصَّبيَّةُ لِوَقتِها وأَخَذَت تَمْشي" (41، 42). وقال البابا إن عمل يسوع هذا يكشف لنا أنه لا يشفي فقط من كل مرض بل أنه يوقظ أيضا من الموت. وتابع قداسته أن موت الجسد هو بالنسبة لله، الذي هو الحياة الأبدية، مثل النوم. الموت الحقيقي هو موت النفس، ومن هذا الموت علينا أن نخاف، أضاف الأب الأقدس.

هذا وأراد الأب الأقدس التوقف عند ما وصفه بملاحظة أخيرة، ألا وهي أن يسوع وبعد أن أقام الصبية أمَر بأن يطعموها، وقال قداسته: ها هي علامة أخرى ملموسة جدا لقرب يسوع من إنسانيتنا. وأضاف أن بإمكاننا أن نفسر هذا بمعنى أعمق وأن نتساءل: عندما يكون صغارنا في أزمة وفي حاجة إلى غذاء روحي هل نعرف أن نعطيهم إياه؟ وكيف يمكننا أن نفعل هذا إن كنا نحن أنفسنا لا نتغذى من الإنجيل؟ ثم ختم البابا لاوُن الرابع عشر مشيرا إلى أن هناك في الحياة لحظات يأس وإحباط، كما وهناك خبرة الموت، ودعا إلى أن نتعلم من تلك المرأة ومن ذلك الأب: فلنذهب إلى يسوع، فهو يمكنه أن يشفينا، يمكنه أن يجعلنا نولد مجدَّدا، إنه رجاؤنا.