
في زمن التحديات.. الفاتيكان يعيّن حارسًا جديدًا للأرض المقدسة في القدس
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
القدس – "نبض الحياة" - أصدر الفاتيكان، اليوم الثلاثاء 24 حزيران/يونيو 2025، مرسومًا بالمصادقة على انتخاب الأب فرنشيسكو يِلبو، المنتمي إلى رهبنة الإخوة الأصاغر، حارسًا جديدًا للأرض المقدسة وقيّمًا على جبل صهيون في القدس، خلفًا للأب فرنشيسكو باتون الذي أنهى خدمته بعد تسع سنوات من العمل في هذا الموقع الكنسي البارز.
ويأتي هذا التعيين في مرحلة حساسة يعيشها المسيحيون في الأرض المقدسة، حيث تتقلص المساحات، وتتزايد الهواجس، ويثقل الحضور المسيحي المحلي بتحديات وجودية ومعيشية يومية. فمع تصاعد التوترات السياسية وتراجع فرص العمل وهجرة العائلات، باتت الكنيسة مدعوّة أكثر من أي وقت مضى لأن تكون قريبة من الناس، صوتًا لآلامهم، ويدًا تمتد لخدمتهم.
ومن المنتظر أن يشكّل الأب يِلبو، بحضوره الجديد، ركيزة لدور رعوي واجتماعي متجدد، يُعيد التأكيد على التزام الرهبنة الفرنسيسكانية تجاه الجماعة المحلية، ليس فقط عبر حماية المقدسات، بل أيضًا من خلال الوقوف إلى جانب العائلات والشباب، ودعم المدارس، وتقوية جسور اللقاء مع المحيط.
وفي ظل هذا الواقع، يُتوقّع أن يفتتح الحارس الجديد خدمته بالتأكيد على استمرارية الدور التاريخي للرهبنة الفرنسيسكانية في حماية المزارات المسيحية، والتزامها العميق بدعم المدارس والمبادرات الإنسانية، فضلًا عن تعزيز جسور الحوار بين الأديان في منطقة تحتاج بشدة إلى صوت سلام وشهادة حيّة.
الأب يِلبو، إيطالي المولد (1970)، التحق بالرهبنة الفرنسيسكانية في سن مبكرة، ونذر نذوره الدائمة عام 1998، ثم سيم كاهنًا عام 2000. تنوّعت خبراته بين التعليم والإدارة والرعاية الرعوية، حيث درّس مادة الدين لأكثر من 15 عامًا، وأدار معهدًا كاثوليكيًا في مدينة بريشيا، إلى جانب تولّيه مهامًا تنظيمية داخل الرهبنة، من أبرزها مفوض الأراضي المقدسة في لومبارديا وشمال إيطاليا.
منذ عام 2022، يترأس الأب يِلبو مؤسسة Terra Santa، كما يُعد من الشخصيات الناشطة في التنسيق بين الرهبنة والكنيسة الإيطالية، خصوصًا في ما يتعلق بإعادة هيكلة المقاطعات الفرنسيسكانية.
ويُشار إلى أن سلفه، الأب فرنشيسكو باتون، تولّى هذه المهمة الحساسة منذ عام 2016، وقاد الحراسة خلال مرحلة مليئة بالاضطرابات، من بينها جائحة كوفيد-19، وكان له حضور ملموس في دعم المجتمعات المسيحية في الأرض المقدسة، وخاصة في غزة والضفة الغربية، إلى جانب إشرافه على مشاريع ترميم كبرى، ومساهمته في تعزيز البعد الإنساني للحراسة.
الحراسة الفرنسيسكانية، الممتدة تاريخيًا منذ القرن الثالث عشر، لا تمثّل فقط ذراعًا كنسية لحماية المقدسات، بل تحمل أيضًا رسالة رعوية وإنسانية، تؤكّد من جديد أن الحضور المسيحي في الأرض المقدسة ليس مجرد ماضٍ نُحِنّ إليه، بل مسؤولية حاضرة تحتاج إلى شجاعة واستمرارية وإيمان.