الأقباط متحدون - غوجيروتي: الاعتداء الأخير ضد الكنيسة في سورية هدفُه حمل المسيحيين على ترك الشرق الأوسط
  • ٠٤:٤٣
  • الثلاثاء , ٢٤ يونيو ٢٠٢٥
English version

غوجيروتي: الاعتداء الأخير ضد الكنيسة في سورية هدفُه حمل المسيحيين على ترك الشرق الأوسط

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٣٥: ٠٢ م +03:00 EEST

الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥

الكاردينال كلاوديو غوجيروتي
الكاردينال كلاوديو غوجيروتي

محرر الأقباط متحدون
في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين داخل كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في إحدى ضواحي العاصمة السورية، عبّر عميد دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو غوجيروتي عن قرب الكنيسة الجامعة من المؤمنين الذين استهدفهم الاعتداء الانتحاري، لافتا إلى أنه لا يوجد أي فرق بين المسيحيين لأنهم جمعهم باتوا الضحية.

وسائل الإعلام الأوروبية حرصت على تسليط الضوء على هذا الاعتداء الإرهابي الذي وقع مساء الأحد واستهدف المصلين داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، ذي الأغلبية الأرثوذكسية، وقد تناقلت محطات التلفزة والصحف الصور المأسوية لهذا الهجوم، والذي أسفر – وفق آخر حصيلة – عن سقوط ما لا يقل عن خمسة وعشرين قتيلاً، وأكثر من ثلاثة وستين جريحا. وقد أعادت المشاهد إلى الأذهان الحرب الأهلية التي عاشها البلد العربي وقد أمل كثيرون بتخطيها، لاسيما بعد سقوط النظام السوري السابق. لم تتحمل أية جهة مسؤوليتها عن الاعتداء لغاية الآن، ومن الواضح أن المهاجمين أرادوا أن يضربوا في الصميم الجماعة المسيحية في سورية، تزامنا مع فترة من التوترات تشهدها منظمة الشرق الأوسط، في ظل الحرب في غزة وتبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران، ما أدى إلى تدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، يخشى كثيرون من أن يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع، خصوصا بعد استهداف القاعدة الجوية الأمريكية في قطر من قبل الحرس الثوري الإيراني.

غداة الهجوم الذي تعرضت له كنيسة مار إلياس، مساء الأحد، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع عميد دائرة الكنائس الشرقية، الكاردينال كلاوديو غوجيروتي الذي عبر عن قلقه حيال ما جرى، مع أنه أكد أن الاعتداء لم يكن مفاجئاً إذا ما أخذنا في عين الاعتبار التوترات وأعمال العنف الراهنة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. واعتبر نيافته أنه من الصعب جداً أن نتنبأ بما يمكن أن يحدث في الغد، لافتا إلى أن الأمر المؤكد هو أن المجزرة التي ذهب ضحيتها المكون المسيحي تهدف إلى مضاعفة أعداد المسيحيين الذين يغادرون الشرق الأوسط. ورأى أن الاعتداء الإرهابي استهدف كنيسة تابعة للروم الأرثوذكس، دون سواها، نظراً لكون هذه الطائفة تشكل الأكثرية في حي الدويلعة، مشيرا إلى أن الهجوم استهدف في الواقع جميع المسيحيين في سورية، لا بل في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

بعدها توقف عميد دائرة الكنائس الشرقية عند الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في المنطقة، معتبرا أن المسيحيين المتمسكين بالبقاء في أرضهم هم أبطال بكل ما للكلمة من معنى، وأضاف أن هؤلاء يرفضون النزوح لأنهم يأملون في التوصل إلى تفاهم أو اتفاق ما، وهم مقتنعون بأن "النموذج اللبناني" – في إشارة إلى التعايش السلمي بين مختلف المكونات الدينية – يمكن أن يُطبق في بلدان أخرى. ورأى الكاردينال غوجيروتي أنه يتعين على القادة والحكّام الغربيين أن يدركوا أن المسألة في سورية والمنطقة لا تتعلق بالإيمان المسيحي، كعقيدة، بل في النظر إلى المكونات المسيحية على أنها تنتمي إلى الغرب، حتى عندما يكون الأشخاص مسيحيين إسميين، وهم ملحدون في الواقع. ورأى نيافته أن ما نشهده اليوم يبدو حرباً عالمية جديدة، تحمل صبغة دينية.

مضى المسؤول الفاتيكاني إلى القول إنه يفكّر بالضحايا الأبرياء للاعتداء على كنيسة مار إلياس، مؤكدا أن المسيحيين في سورية والشرق الأوسط هم جزء لا يتجزأ من العائلة المسيحية الكبرى. إنهم يتناولون جسد الرب ودمه، ويؤمنون بالإله المتجسد، المصلوب والقائم من بين الأموات، وبالتالي هم جزء منا. وعلى الرغم من كل ما يجري من حولنا شاء الكاردينال غوجيروتي أن يقدّم بصيص أمل، مشيرا إلى أن الله لا يتخلى عن شعبه أبداً، وهو لم يفعل ذلك في زمن الحرب، ولا على مر التاريخ، بل شدهنا دائماً القيامة، وهذا ما سنشهده هذه المرة أيضا، مع أن الكلفة قد تكون باهظة.

ختم عميد دائرة الكنائس الشرقية حديثه لموقعنا الإلكتروني مؤكدا أنه يود التعبير عن قربه من الجماعة المسيحية في سورية، مع أن هذا الأمر ليس كافياً، وتوجه إلى هؤلاء المسيحيين قائلا: نحن معكم، نحن أنتم! في هذه الكنيسة في دمشق قتلونا نحن أيضا، وبالتالي لا يمكن التمييز بين كنيسة وأخرى، لأننا جميعا الضحية.