
جنازة مهيبة لشهداء كنيسة مار إلياس بدمشق وصيحات تهتف: "بالروح بالدم نفديك يا صليب" وبطريرك انطاكية ما حدث مجزرة في حقنا
نادر شكري
٥٦:
١٢
م +03:00 EEST
الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥
نادر شكري
في جنازة مهيبة، أُقيمت اليوم في كنيسة الصليب المقدس بالعاصمة السورية دمشق صلوات التجنيز على شهداء كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، وذلك بعد الحادث الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد 25 مسيحيًا وإصابة ما لا يقل عن 62 آخرين.
ترأس الصلوات غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، بمشاركة عدد من البطاركة والمطارنة من مختلف الكنائس المسيحية.
وامتلأت جنبات الكنيسة بالمصلين وأُسر الشهداء، الذين رفعوا الصلبان وصدحت حناجرهم بصيحات مؤلمة تعبّر عن وجع اللحظة، هاتفين:"بالروح بالدم نفديك يا صليب"، في مشهد جسّد عمق الحزن والغضب جراء هذا العمل الإجرامي الجبان.
وألقى البطريرك يوحنا العاشر كلمة مؤثرة، قال فيها: "ما حدث لا يمكن للكلمات أن تعبّر عنه، وما حصل مدان ومرفوض إنسانيًا ودينيًا وإيمانيًا"، داعيًا إلى التمسك بالصلاة والإيمان في وجه المحن، ومضيفًا:
"الصلاة تُعزّينا وتمنحنا السلام، وتُنزل رحمة الرب على قلوب الأمهات الثكالى والمنازل المفجوعة".
وتابع غبطته:"نحن في وضع مؤلم دامٍ على قلوبنا، فما حدث هو جريمة نكراء ومجزرة لا نقبلها، استهدفت كنيستنا، ونحن نصلي لأجل شهدائنا ولأجل شفاء المصابين" مشيرا "نحن نُقيم اليوم صلاة خاصة للفصح، التي نحتفل بها يوم القيامة، لأن هذا اليوم هو يوم قيامة. المسيح قام".
إننا نودّع اليوم جثامين أحبائنا الشهداء، الذين انتقلوا إلى السماء بجوار السيد المسيح القائم من بين الأموات، مؤكدًا أن هؤلاء الشهداء لم يموتوا، بل هم "أحياء عند إلهنا".وتوجّه غبطته بخالص العزاء إلى أسر الشهداء وإلى كل المسيحيين في سوريا، مشددًا على أن "ما حدث ليس حادثًا فرديًا أو معزولًا، بل هو اعتداء صريح على كل سوريا، واستهداف لمكوّن أساسي من نسيج هذا الوطن".
وأشار إلى أن الشهداء ارتقوا بعد تلاوة الإنجيل المقدس، حيث دخل الإرهابي إلى الكنيسة وفجّر نفسه وسط المصلين، مؤكدًا أن ما جرى "مجزرة مكتملة الأركان بحق الأبرياء".
وتوجّه غبطته بخطاب مباشر إلى السيد الرئيس السوري، قائلاً: "إن الجريمة التي وقعت داخل هذه الكنيسة، هي الأولى من نوعها منذ أكثر من مئة عام من تأسيسها، ونحن لا نريد أن تُسجَّل مثل هذه الجرائم في عهدكم". تحدثتم مع وكيل البطريركية لتقديم العزاء ولكن أقول لك لا يكفينا هذا وهنا صفق الجميع وتعالت الصرخات، نشكركم لهذا الاتصال، ولكن نريد العدل وحق الشهداء.
وأضاف: "تواصل معي رؤساء دول وبطاركة ووزراء من مختلف أنحاء العالم، للتعبير عن تضامنهم، ونحن نؤكد أن المسيحيين جزء أساسي من هذا البلد، ولن نغادره ولن نُقصى".
الكلمات المتعلقة