الأقباط متحدون - متى يحب المصريون مصر؟ ولماذا يكرهون المصريين الحقيقيين؟
  • ١٨:٣٥
  • الثلاثاء , ٢٤ يونيو ٢٠٢٥
English version

متى يحب المصريون مصر؟ ولماذا يكرهون المصريين الحقيقيين؟

الأقباط متحدون

مع رئيس التحرير

٣٠: ٠٨ ص +03:00 EEST

الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥

شريف منصور
شريف منصور
م.شريف منصور 
ما زال السؤال المؤلم يتردد في القلب والعقل:
متى يحب المصريون مصر؟
 
نحن أمام حالة فريدة من الانفصام: شعب يعيش على أرض، لكنه لا ينتمي إليها. فكر ديني ترسخ لعقود، جعل المواطن يرى في مصر مجرد “رقعة من أرض الإسلام”، لا كيانًا وطنيًا مستقلًا. لا يرى قيمة لترابها ولا لحدودها، بل يحلم أن يراها جزءًا من “خلافة إسلامية” تتجاوز الأوطان والهوية.
 
هكذا غابت الوطنية، وضعفت المسؤولية، وشاعت سلوكيات التخريب والفساد، لأن الانتماء غائب، بل مرفوض عند البعض. فكيف ننتظر نهضة من شعب لا يحترم ممتلكات وطنه، ولا يخلص في عمله، ولا يشعر أن الوطن له حرمة؟
 
لكن الأسوأ من ذلك، هو تنامي الكراهية تجاه المصريين الأصليين — الأقباط — بشكل بات مكشوفًا ومقززًا، حتى داخل أوساط النخبة المتعلمة.
 
في واقعة صارخة، أستاذ جامعي لمادة “القانون الدستوري” بأحد الجامعات المصرية، حوّل كتابه الدراسي من شرح مبادئ الدستور، الذي يُفترض أن يساوي بين المواطنين، إلى منبر للهجوم على المسيحية والكنيسة، مدعيًا أنها “تمارس الشعوذة” و”تحرم الطلاق” وغيرها من الأكاذيب.
 
هذا ليس فقط تشويها لعقيدة ملايين المصريين، بل غرس للتمييز الطائفي في عقول شباب يتعلمون في أهم مؤسسات الدولة.
 
كيف ننهض، ومَن يُفترض بهم أن يزرعوا الوطنية، يزرعون الحقد؟
كيف نبني دولة مدنية، والتعليم نفسه يُحرض على الكراهية؟
كيف نُربي أجيالًا على احترام القانون، وأستاذ القانون نفسه ينتهك الدستور؟
 
إننا لا نواجه أفرادًا شاذين، بل نواجه منهجًا وسوسًا متغلغلًا في التعليم والإعلام والثقافة، يزداد توحشًا كلما صمتنا عليه.
 
لا نهضة بلا وطنية، ولا وطنية بلا مساواة.
ولا مساواة، ما دامت الكراهية تُنشر بكتب التعليم، وتُروّج في قاعات الجامعات.
 
ندعو الدولة أن تتحمل مسؤوليتها:
 • محاسبة هذا الأستاذ، ومن على شاكلته، قانونيًا وأكاديميًا.
 • مراجعة كل المقررات الجامعية لضمان خلوها من أي خطاب طائفي.
 • تفعيل حقيقي لمبادئ المواطنة والمساواة التي يتحدث بها الدستور، لكنها لا تجد طريقًا إلى الواقع.
 
السكوت على هذا السوس، خيانة.
وخيانة الوطن لا تُغتفر.