
رحيل ماريا فوشيه الرئيسة السابقة لحركة فوكولاري ورفيقة درب كيارا لوبيخ
محرر الأقباط متحدون
السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
وافت المنية يوم أمس الجمعة الرئيسة السابقة لحركة فوكولاري ماريا فوشيه، والتي قادت الحركة بين عامي ٢٠٠٨ و٢٠٢١. وستجري مراسم التشييع في بلدة روكا دي بابا يوم الاثنين المقبل.
السيدة فوشيه هي من مواليد منطقة Aiello Calabro في إقليم كالابريا الإيطالي في السادس عشر من تموز يوليو عام ١٩٣٧، وكانت أول امرأة تمارس مهنة المحاماة في المنطقة. وقد انتسبت إلى حركة فوكولاري في العام ١٩٥٩، وأمضت ست سنوات من حياتها تعاون مؤسّسة الحركة كيارا لوبيخ، قبل أن تُعين مسؤولة عن فوكولاري في تركيا، وشغلت هذا المنصب لمدة ست سنوات.
وقد جاء في بيان أصدرته حركة فوكولاري، مساء أمس، حمل توقيع رئيستها مارغاريت كرّام، أن السيدة فوشيه فارقت الحياة عند الساعة الخامسة والثلث من بعد الظهر في بيتها ببلدة روكا دي بابا، القريبة من روما، وسط العديد من المحبين والأعضاء في الحركة الذين رفعوا الصلوات من أجلها. وأضاف البيان أن ماريا فوشيه كان يُطلق عليها لقب "عماوس" الذي يذكرنا بالمسيح القائم من الموت وبمرافقته للتلميذين اللذين كانا متوجهين إلى عماوس، وهذه الفكرة طبعت حياة الراحلة. وكانت تحركها القناعة الراسخة بأن عمل الله يتحقق في التاريخ بفضل حضور المسيح في وسطنا.
وذكّرت الرئيسة الحالية لفوكولاري، التي خلفت ماريا فوشيه في العام ٢٠٢١ بأن الراحلة كانت قريبة من الجميع وكانت تعرف كيف تقدّم النصائح المفعمة بالحكمة. وكانت حريصة على المشاركة في العديد من المناسبات والاحتفالات والأعياد والرحلات، وكانت تعبر دائماً للسيدة كرّام عن قربها منها وتؤكد أنها ترفع الصلاة من أجلها، وكانت أحياناً تقدم لها بعض الهدايا وقصائد الشعر بهدف تشجيعها على الاستمرار في خدمتها.
بعد وفاة مؤسسة حركة فوكولاري ورئيستها الأولى كيارا لوبيخ، في الرابع عشر من آذار مارس ٢٠٠٨، كان لا بد من انتخاب امرأة لتحل مكانها، وذلك حسب النظام الداخلي للحركة. فوقع الاختيار على ماريا فوشيه، التي شغلت هذا المنصب لولايتين، لغاية العام ٢٠٢١، مع العلم أن الحركة تعد مليوني منتسبٍ يتوزعون على مائة واثنين وثمانين بلداً حول العالم.
في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان تحدثت السيدة فوشيه عن خبرتها هذه، وقالت إنها كانت صعبة في البداية، لأنها لم تكن معتادة على المهام التي أُسندت إليها، لكن سرعان ما تحولت إلى خبرة جميلة ومغنية، وشرّعت لها الأبواب أمام العالم كله، وأضافت أنها ممتنة لله على هذه الفرصة التي أتيحت لها، لافتة إلى أنها سعت دائما إلى إعطاء كل ما لديها من حبّ لهذه الحركة، التي انتمت إليها قرابة السبعين عاما، وقالت إنها نالت أيضا بدورها الكثير من الحب من الأشخاص الآخرين، أشخاص كانت لا تعرفهم في البداية لكن أصبحوا بعدها جزءا لا يتجزأ من حياتها، وهم أخوة وأخوات لها في أنحاء العالم كافة.
في العام ٢٠٠٩ شاء البابا الراحل بندكتس السادس عشر أن يعين السيدة فوشيه مستشارة في المجلس البابوي للعلمانيين، وفي العام ٢٠١١ عينها مستشارة في المجلس البابوي لتعزيز الكرازة بالإنجيل. في العام ٢٠١٢ شاركت الرئيسة السابقة لحركة فوكولاري في المؤتمر القرباني الدولي الخمسين والذي عُقد في أيرلندا.
كانت علاقة السيدة فوشيه مع البابا فرنسيس وطيدة جدا، وقد التقت به في العام ٢٠١٣، عندما انطلق رسمياً طلب بداية دعوى تطويب وتقديس مؤسسة الحركة كيارا لوبيخ، والتي بدأت فعلاً في السابع والعشرين من كانون الثاني يناير ٢٠١٥. في العام ٢٠١٧ التقى بها مجدداً البابا برغوليو برفقة ألف ومائتين من نساء ورجال الأعمال القادمين من سبع وخمسين دولة حول العالم، للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمشروع "اقتصاد الشركة"، والذي أطلقته كيارا لوبيخ عام ١٩٩١، خلال زيارتها للبرازيل، في محاولة لمعالجة القضايا الاجتماعية.