الأقباط متحدون - خلال مقابلته العامة.. البابا لاوُن يتأمل في شفاء يسوع للمُقعد ويؤكد أن الشفاء يبدأ من الرغبة
  • ٢٢:٤٧
  • الاربعاء , ١٨ يونيو ٢٠٢٥
English version

خلال مقابلته العامة.. البابا لاوُن يتأمل في شفاء يسوع للمُقعد ويؤكد أن الشفاء يبدأ من الرغبة

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٥٧: ١١ ص +03:00 EEST

الاربعاء ١٨ يونيو ٢٠٢٥

البابا لاوُن الرابع عشر
البابا لاوُن الرابع عشر

محرر الأقباط متحدون
تأمل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر اليوم الأربعاء خلال مقابلته العامة مع المؤمنين في شفاء يسوع للمقعد، ودعا إلى عدم اليأس والعمل على اكشاف رغبتنا الحقيقية في الشفاء.

أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الأربعاء ١٨ حزيران يونيو مقابلته العامة مع المؤمنين مواصلا التعليم حول يسوع المسيح الذي يشفي. ودعا قداسته اليوم إلى التأمل في الأوضاع التي نشعر فيها بأننا في طريق مسدود وكيف يبدو لنا في بعض الأحيان أنه ما من جدوى لمواصلة الرجاء فنستسلم ونفقد الرغبة في مواصلة الكفاح. وتابع الأب الأقدس أن هذا الوضع قد وصفه الإنجيل في صورة الشلل، ولهذا فإنه يريد اليوم العودة إلى المُقعد الذي شفاه يسوع حسبما يروي لنا يوحنا الإنجيلي (٥، ١-٩).

وواصل قداسة البابا أن يسوع كان قد صعد إلى أورشليم في أحد أعياد اليهود، ولم يتوجه إلى الهيكل بل توقف عند باب حيثما تُغسل على الأرجح الأغنام لتُقدَّم قربانا. وبالقرب منها كان هناك الكثير من المرضى والذين كان يتم استبعادهم من الهيكل لأنهم كانوا يُعتبرون أنجاسا، وها هو يسوع يتوجه إليهم في ألمهم. كان هؤلاء الأشخاص يرجون معجزة تغير مصائرهم، قال الأب الأقدس، وكانت هناك بِركة بالقرب من الباب كان يُعتقد أن مياهها يمكنها أن تشفي، وكنت مياهها في بعض الأحيان تفور وكان يُعتقد حينها أن أول من ينزل فيها في هذه اللحظة يشفى.

تحدث البابا لاوُن الرابع عشر بالتالي عن أنه قد كانت هناك ما يمكن اعتبارها حربا بين الفقراء، ودعا إلى تخيل ما وصفه بالمشهد المؤلم لهؤلاء المرضى الذين كانوا يزحفون منهكين للنزول إلى البركة. وذكَّر قداسته بأن هذه البِركة كان يقال لها بيت ذاتا والتي تعني بيت الرحمة، وتابع أنها يمكن أن تكون صورة للكنيسة حيث يتجمع المرضى والفقراء وحيثما يأتي الرب ليشفي وليهب الرجاء. وعاد قداسته إلى الإنجيل الذي يروي لنا كيف كلم يسوع رجلا مقعدا منذ ثمان وثلاثين سنة فقد الرجاء لأنه لا ينجح أبدا في النزول إلى البِركة حين تفور مياهها. وقال الأب الأقدس في هذا السياق إن ما يشلنا في حالات كثيرة تكون خيبة الأمل حيث تهبط عزيمتنا ونسقط في الفتور.

وواصل قداسة البابا أن يسوع يوجه إلى هذا العليل سؤالا قد يبدو غريبا "أتريد أن تشفى؟" إلا أنه سؤال ضروري، قال الأب الأقدس، وذلك لأنه حين نكون مكبوتين لفترة طويلة قد نفقد أيضا الرغبة في الشفاء ونُفضل في بعض الأحيان البقاء في حالة المرض مجبِرين الآخرين على العناية بنا، وفي بعض الحالات تكون هذه حجة كي لا نقرر ما يجب عمله في حياتنا، أضاف البابا، وتابع أن يسوع يعيد هذا الرجل في المقابل إلى رغبته الأكثر صدقا وعمقا.

وعن إجابة هذا الرجل على سؤال يسوع قال قداسة البابا إنها إجابة مفصلة كشفت نظرته رؤية هذا الرجل للحياة، فقد ذكر في المقام الأول أن ليس لديه مَن يَغُطه في البركة حين تفور المياه، أي أن الذنب ليس ذنبه بل هو ذنب الآخرين الين لا يعتنون به. وأضاف الأب الأقدس أن هذا التصرف يصبح ذريعة لتفادي تحمل المسؤولية، ولكن تساءل البابا هل بالفعل لم يكن هناك مَن يساعده؟ وأضاف أن القديس أغسطينوس قد أعطى إجابة منيرة على هذا السؤال: نعم كان الرجل يحتاج إلى شخص كي يشفى، إلى شخص هو أيضا الله، لقد جاء إذن الشخص الذي كان ضروريا، فما الداعي لتأجيل العلاج؟

وتابع البابا لاوُن الرابع عشر أن الرجل المقعد قد أضاف أن هناك دائما من يسبقه في النزول إلى المياه، وقال الأب الأقدس إن هذا الرجل لديه نظرة قدرية للحياة، فنحن نعتقد أن الأمور تحدث لنا لأننا سيئو الحظ وأن القدر ضدنا، وتابع أن هذا الرجل محبط ويشعر بالهزيمة في كفاح الحياة. إلا أن يسوع يساعد المقعد في المقابل على اكتشاف أن حياته هي بيديه أيضا، فيدعوه إلى أن يقوم، إلى أن ينهض من وضعه المزمن، أن يحمل فراشه. وقال البابا لاؤُن الرابع عشر إن هذا الفراش لا يُفترض أن يُترك أو أن يُلقى به، فهو يمثل ماضي مرض هذا الرجل، إنه تاريخه. وتابع قداسته أن ماضي هذا الرجل قد كبحه حتى تلك اللحظة وأجبره على الاستلقاء كما الميت، أما الآن فهو نفسه مَن يحمل الفراش إلى حيثما يريد، بإمكانه ان يقرر ماذا يفعل بتاريخه. تحدث البابا بالتالي عن السير وتحمل مسؤولية اختيار الطريق الي يجب السير عليه، وهذا كله بفضل يسوع.  

وفي ختام تعليمه الأسبوعي خلال المقابلة العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس اليوم الأربعاء ١٨ حزيران يونيو دعا البابا لاوُن الرابع عشر إلى أن نطلب من الرب عطية أن نفهم أين تعطلت حياتنا، وواصل داعيا إلى العمل من أجل منح صوت لرغبتنا في الشفاء. لنُصلين من أجل جميع من يشعرون بأنفسهم مشلولين ولا يرون مخرجا، قال الأب الأقدس وختم داعيا إلى أن نطلب العودة إلى السكن في قلب المسيح الذي هو بيت الرحمة الحقيقي.

هذا وعقب انتهائه من تعليمه الأسبوعي، وخلال تحيته المؤمنين والحجاج الذين امتلأت بهم ساحة القديس بطرس، أكد قداسة البابا لاوُن الرابع عشر تألم قلب الكنيسة أمام الصرخات التي ترتفع من المناطق التي تشهد حروبا، ما بين أوكرانيا وإيران وإسرائيل وغزة. وتابع الأب الأقدس مشددا على أنه ليس علينا أبدا أن نعتاد الحرب بل يجب أن ننبذ كتجربة جاذبية الأسلحة القوية والمتطورة. وأضاف البابا في هذا السياق أن حروب اليوم تَستخدم أسلحة علمية بأشكال مختلفة ما يجعل وحشيتها تهدد بجعل المعارك اليوم تفوق في همجيتها بكثير حروب الماضي. وأراد قداسة البابا هنا، وباسم الكرامة البشرية والقانون الدولي حسبما ذكر، أن يكرر الدعوة التي اعتاد البابا فرنسيس توجيهها إلى المسؤوليين حين كان يكرر أن الحرب هي دائما هزيمة. أراد الحبر الأعظم من جهة أخرى أن يكرر تأكيد البابا بيوس الثاني عشر على أن لا شيء يُفقد بالسلام، بل يمكن فقدان كل شيء بالحرب.