
"طارق العوضي يكشف الاختراق الإسرائيلي لإيران تحوّل خطير ورسالة تهديد لكافة دول المنطقة ويدعو تأسيس تحالف استخباراتي عربي إقليمي
محرر الأقباط متحدون
الاثنين ١٦ يونيو ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
قال طارق العوضي، المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسية، أن التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن ما كشفته تقارير دولية بشأن نجاح إسرائيل في تنفيذ عمليات استخباراتية داخل العمق الإيراني، لا يُعد مجرد إنجاز أمني بل تحول استراتيجي خطير في أدوات إدارة الصراع الإقليمي.
وقال العوضي: "نحن أمام مرحلة جديدة من الحروب لا تعتمد على القنابل، بل على اختراق العقل والبنية النفسية والسياسية للمجتمعات. ما جرى في إيران من اغتيالات وتخريب وتجسس يكشف عن قدرة إسرائيل على إدارة هشاشة داخل خصمها، لا عبر مواجهة مباشرة، بل عبر تفكيك الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته."
وأوضح أن ما حدث يُنذر بأن أي دولة – حتى الأكثر تشددًا أمنيًا – ليست محصنة ضد هذا النوع من الاختراق، مضيفًا:"الصراع لم يعد كما عرفناه، السيادة الآن تعني القدرة على حماية الوعي، والسيطرة على السردية الوطنية، والتصدي للأدوات غير التقليدية التي تعمل في صمت وتخترق دون أن تُرى."
وأشار العوضي إلى أن ما قامت به إسرائيل داخل إيران يُعد تطبيقًا فعليًا لمفهوم "الحرب الرمادية"، التي لا تعتمد على الجيوش التقليدية، بل على:الاختراق السيبراني ، وتفكيك البيئة الداخلية للخصم، وبث الشك والانقسام النفسي والمجتمعي
وتابع قائلًا: "إن الرسالة التي تبعث بها إسرائيل لا تستهدف إيران وحدها، بل تشمل كل من يضع نفسه في خط المواجهة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك بعض الدول العربية. إن لم ندرك أن أدوات الصراع تغيّرت، سنفاجأ باختراقات مماثلة في عواصمنا."
كما حذر العوضي من أن البُنى الأمنية التقليدية لم تعد كافية، موضحًا: "الدول التي تعتمد على الرقابة الصلبة، والجدران الأمنية العالية، دون وجود منظومة استخبارات ذكية ومجتمع متماسك، ستكون عرضة لنفس المصير. من هنا، فإن الخطر الحقيقي هو أن يكون العدو قد بدأ بالفعل في زراعة أدواته، ونحن لا نعلم."
ودعا إلى تأسيس تحالف استخباراتي عربي إقليمي، قادر على مواجهة هذه التحولات النوعية، وقال: "المرحلة تتطلب ليس فقط الأمن السيبراني، بل أيضًا رواية وطنية قوية تعيد الثقة بين المواطن والدولة، وتحوله إلى شريك في حماية الأمن القومي، لا مجرد متلقٍ للتعليمات."
واختتم العوضي تصريحه بقوله: "المعركة القادمة لن تُحسم في ميدان القتال، بل في معارك الوعي والهوية والانتماء. وأي دولة لا تُحصّن هذه الجبهة، ستكون عرضة لانهيار داخلي غير معلن. لقد بدأنا عهدًا جديدًا من الصراع، لا يحتاج إلى جيوش بقدر ما يحتاج إلى فهم أعمق للثغرات والأدوات الناعمة التي قد تُسقط الدول دون إطلاق رصاصة واحدة."