الأقباط متحدون - من بيت لحم إلى النيل: حين عبر المسيح إلى موطنه الثاني مصر
  • ٠٧:١١
  • الأحد , ١ يونيو ٢٠٢٥
English version

من بيت لحم إلى النيل: حين عبر المسيح إلى موطنه الثاني "مصر"

ماهر الجاولي

مساحة رأي

١٣: ٠٢ م +03:00 EEST

الأحد ١ يونيو ٢٠٢٥

العائلة المقدسة رحلتها إلى مصر
العائلة المقدسة رحلتها إلى مصر
ماهر الجاولي - مراسل الأقباط متحدون - شيكاجو 
 
“قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر"
 
هكذا بدأت واحدة من أعمق الفصول الروحية في التاريخ المسيحي. 
 
وعقب تهديد الملك هيرودس، بدأت العائلة المقدسة رحلتها إلى مصر، رحلة لم تترك أثرها في الكتب المقدسة وحدها، بل تسللت إلى الوجدان القبطي، واستقرت في ذاكرة الفن العالمي كعلامة على الخلاص والملاذ.
 
لم تكن مصر مجرد محطة عبور في حياة الطفل يسوع، بل موطناً مؤقتاً احتضنه مع أمه مريم ويوسف النجار، فدوّنت الكنيسة القبطية مسار الرحلة بكل ما فيه من أماكن وزيارات ومعجزات. وامتزجت تلك الرواية المحلية بروحانية خاصة، جعلت من التراب المصري أرضًا مقدّسة في نظر المؤمنين، وأثارت خيال الرسامين في الشرق والغرب.
 
اليوم، لم تعد تلك الرحلة مجرد رواية دينية أو تراثًا فنيًا، بل أصبحت حدثًا سنويًا تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأول من يونيو، الموافق 24 بشنس بالتقويم القبطي. وهو يوم تُقام فيه الصلوات والاحتفالات في المواقع التي يُعتقد أن العائلة مرت بها، من شمال سيناء إلى صعيد مصر.
 
وقد تُوّج هذا المسار الروحي بتقدير عالمي، حين أدرجت منظمة اليونسكو الاحتفالات الشعبية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، لتؤكد أن هذا الحدث لا يخص المسيحيين وحدهم، بل يمثل جزءًا من الهوية الثقافية لمصر. 
 
وفي تصريح رسمي، وصفت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني هذا الاعتراف بأنه “رسالة سلام ومحبة من الأرض التي احتضنت العائلة المقدسة”، في وقت يعاني فيه العالم من انقسامات دينية وثقافية متزايدة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع