الأقباط متحدون - البابا لاوُن الرابع عشر يقر مراسيم تقدمة حياة واستشهاد خادمين في الإكوادور
  • ٢٢:٤٨
  • الجمعة , ٢٣ مايو ٢٠٢٥
English version

البابا لاوُن الرابع عشر يقر مراسيم تقدمة حياة واستشهاد خادمين في الإكوادور

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٢٠: ١٢ م +03:00 EEST

الجمعة ٢٣ مايو ٢٠٢٥

البابا لاوُن الرابع عشر
البابا لاوُن الرابع عشر

محرر الأقباط متحدون
استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح الخميس الثاني والعشرين من أيار مايو في الفاتيكان عميد دائرة دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيللو سيميرارو، ووافق الأب الأقدس على مراسيم صادرة عن هذه الدائرة الفاتيكانية تتعلق بــ:

تقدمة حياة خادم الله أليساندرو لاباكا أوغارتي (واسمه في الحياة الرهبانية: مانويل)، من رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين، الأسقف الاسمي على بوماريا والنائب الرسولي لأغواريكو؛ وُلد في ١٩ نيسان أبريل ١٩٢٠ في بيزاما (إسبانيا)، واستُشهد في ٢١ تموز يوليو ١٩٨٧ في منطقة تيغوينو (الإكوادور).

تقدمة حياة خادمة الله أنييس أرّانغو فيلاسكيز (واسمها في الحياة الرهبانية: ماريا نييفيس دي مديين)، راهبة في رهبانية الراهبات الكبوشيات الثالثة للعائلة المقدسة؛ وُلدت في ٦ نيسان أبريل ١٩٣٧ في مديين (كولومبيا)، واستُشهدت في ٢١ تموز يوليو ١٩٨٧ في منطقة تيغوينو (الإكوادور).

الفضائل البطولية لخادم الله المطران ماتيو ماكيل، الأسقف الاسمي على ترالي وأول نائب رسولي على كوتايام، ومؤسس رهبنة راهبات الزيارة للعذراء الطوباوية مريم؛ وُلد في ٢٧ آذار مارس ١٨٥١ في مانجور (الهند)، وتوفي في ٢٦ كانون الثاني يناير ١٩١٤ في كوتايام (الهند).

حمل أليساندرو لاباكا أوغارتي، منذ نعومة أظفاره رغبة متقدة في أن يكون مرسلاً. وعندما نال السيامة الكهنوتية عام ١٩٤٥، أرسله رؤساؤه في رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين – التي كان قد كرّس نفسه فيها منذ عام ١٩٣٧ تحت اسم الأخ مانويل – أولاً إلى الصين، ثم، بعد أن طُرد مع غيره من المرسلين على يد النظام الماوي، توجّه إلى الإكوادور، حيث عمل ككاهن رعية وتولّى مهام أخرى، منها منصب مدبر رسولي، والتزم في تبشير قبائل "هواوراني" الأصلية. وفي عام ١٩٨٤، نال الأخ مانويل السيامة الأسقفية، فواصل خدمته كمرسل بين الشعوب الأصليّة، وتواصل أيضًا مع جماعة "تاغايري". كانت تلك فترة مضطربة، إذ كانت شركات النفط تتصرف كالمفترسين، تقطع أوصال الغابات بحثًا عن الذهب الأسود. وكان المطران أوغارتي، المعروف بمهاراته في التفاوض والمصالحة، يرى أن الأولوية القصوى هي حماية حقوق التاغايري. وهنا تتقاطع قصته مع قصة الأخت أنييس.

أنييس أرانغو فيلاسكيز كانت في الأربعين من عمرها عندما شاركت عام ١٩٧٧ في أول بعثة إرسالية أطلقتها رهبانية الراهبات الكبوشيات الثالثة للعائلة المقدسة إلى منطقة أغواريكو في الإكوادور. وُلدت في مدينة ميديين الكولومبية عام ١٩٣٧، والتحقت برهبنتها عام ١٩٥٥ حيث أتمّت تنشئتها. وبعد نذورها الدائمة، كرّست سنواتها الأولى للتدريس، ثم بدأت بعد انتقالها إلى الإكوادور بالتنقل بين عدّة جماعات، شاغلة مناصب من بينها الرئيسة المحلية، ومكرّسة ذاتها لتبشير قبائل "هواوراني" تحت إشراف الأخ مانويل. وقد علمت الأخت أنييس أيضًا بخطورة الوضع الذي يواجهه شعب التاغايري، المستهدف من شركات النفط والأخشاب.

وفي ظلّ تصاعد التوترات، قرّر المطران مانويل – في خضم مسؤوليته الأسقفية – أنه لا بد من الذهاب بنفسه للقاء هؤلاء السكان الأصليين لتفادي مجزرة محتملة مع مرتزقة الشركات. وقد انضمّت إليه الأخت أنييس، مدركةً بدورها الخطر الناجم عن الاقتراب من قبيلة تعادي الغرباء. وفي صباح الحادي والعشرين من تموز يوليو ١٩٨٧، نُقل الاثنان بمروحية إلى مكان متفق عليه. وفي اليوم التالي، وعند عودة المروحية لاصطحابهما، شوهدت جثتاهما مطروحتين بلا حياة، مثقوبة بالرماح والسهام، ثم جرى انتشالهما. وأثبت التحقيق الكنسي أن كليهما قدما حياتهما عن وعي كامل، وفاءً لرسالتهما، وقد شهدت بذلك أيضًا الرسالة التي كتبتها الأخت أنييس عشية انطلاقهما، متضمنة تعليمات كوصيّة. وقد ترك استشهادهما صدىً عميقًا، ولا يزال صدى قداسة حياتهما يتردد مصحوبًا ببعض العلامات.

وعلى الرغم من أنها أقدم وأقل مأساوية، إلا أن سيرة خادم الله الهندي الجديد المطران ماتيو ماكيل، مؤسس راهبات الزيارة للعذراء الطوباوية مريم، لا تقل عمقًا. وُلد عام ١٨٥١ في مانجور لعائلة مسيحية ميسورة. سيم كاهنًا عام ١٨٦٥، وخدم في الرعايا إلى أن عُيّن عام ١٨٨٩ نائبًا عامًا في كوتايام، ثم أسّس بعد ثلاث سنوات الرهبنة النسائية المكرّسة لتعليم الفتيات. اتسم نشاطه الرعوي بالحيوية، ما أهّله عام ١٨٩٦ ليصبح النائب الرسولي لشانغاناشيري. كان من روّاد التعليم المسيحي، ونشر التعليم المدرسي، وأسّس الجمعيات والمنظمات الرهبانية، وحارب الفقر المستشري في المجتمع، مشجعًا الحياة المكرّسة. وعلى الصعيد الاجتماعي، لم تثنه النزاعات المحليّة، التي بلغت حد العنف أحيانًا، بين من يُسمّون بـ"الشماليين" – الذين اعتبروا أنفسهم من سلالة المسيحيين الذين بشّرهم الرسول توما – و"الجنوبيين" – الذين رأوا أنفسهم من نسل المهاجرين من بلاد ما بين النهرين. وكان شعار المطران ماكيل الأسقفي: "الله رجائي". وبهذه الروح الوديعة والمصالحة، عمل بلا كلل من أجل السلام بين الجماعتين المتنازعتين، وهو ما تُوّج عام ١٩١١ بتقديم مقترح إلى الكرسي الرسولي يقضي بتقسيم النيابة الرسولية لشانغاناشيري إلى اثنتين: واحدة للشماليين، وأخرى للجنوبيين. وقد وافق البابا بيوس العاشر على المقترح، فأنشأ نيابة كوتايام للجنوبيين، وأسند رعايتها إلى مبتكرها. وكرّس المطران ماكيل حياته لهذا المشروع حتى وفاته بعد مرض قصير في كانون الثاني يناير ١٩١٤.